أرجعت صحيفة "الفاينانشيال تايمز" البريطانية سبب الدعم الروسي والصيني غير المحدود لنظام الرئيس السوري بشار الأسد رغم الجرائم التي يرتكبها ضد شعبه، إلى المخاوف من زيادة النفوذ الأمريكي في المنطقة العربية، فكلا الدولتين تدعمان الأسد نكاية في واشنطن، وحتى لا يخسران حليفهما الوحيد في المنطقة أمام تزايد النفوذ الأمريكي. وقالت الصحيفة لا شك أن الفيتو الذي فرضته روسيا والصين في مجلس الأمن السبت الماضي ضد مشروع قرار يدين نظام الرئيس بشار الأسد، يشكل خطوة أخرى في سياق الحملة التي تخوضها هاتان الدولتان لكبح أي عملية يمكن أن تهدد استمرار بقاء هذا النظام، حتى ولو بثمن وقوع مزيد من المجازر التي يرتكبها. وأضافت إن هذا الأمر يطرح سؤالا مهما وهو لماذا تؤيد هاتان الدولتان نظام الأسد؟ بالنسبة لروسيا، يعتبر هذا النظام آخر صديق بقي لها في منطقة الشرق الأوسط، وبالتالي فإن سقوطه سيتسبب بإضعاف مكانة موسكو في المنطقة في مقابل تعزز مكانة الغرب وخصوصًا الولاياتالمتحدة، كما أن الروس يتخوفون من أن يؤدي تخليهم عن الأسد إلى فقدان نفوذهم في دول أخرى في الشرق الأوسط بسبب صعود قوة الإسلام السياسي. وتابعت ويجب ألا ننسى أن لدى روسيا مصالح إستراتيجية مهمة في سوريا، ذلك بأن ميناء "طرطوس السوري" يعتبر آخر ميناء في المنطقة ما زال سلاح البحر الروسي يحتفظ بقاعدة دائمة فيه، فضلا عن وجود مصالح تجارية واقتصادية، وعن كون روسيا المزود الرئيسي للسلاح بالنسبة إلى سوريا. وأوضحت أما الصين فإنها تخشى هي أيضًا من تصاعد نفوذ واشنطن في منطقة الشرق الأوسط في حال سقوط نظام الأسد في سوريا، والذي تعتبره الحليف الحقيقي الوحيد لها في هذه المنطقة لكن رغم ذلك، يمكن التقدير بأن تأييد روسيا والصين نظام الأسد في سوريا من شأنه أن يعود عليهما بالوبال على المدى البعيد،ولاسيما أنه سيؤدي إلى خسارة العلاقات الجيدة مع العالمين الغربي والإسلامي.