من زمان قوى والأمريكان يتحدثون ويصرحون فى شئوننا وأحوالنا وأدق تفاصيل حياتنا وإحنا مبسوطين وسعداء بهذا الحب الجارف والاهتمام الهادف..من يم ما الست «كوندا» جت على بر المحروسة من كام سنة وبشرتنا بأن الشرق الأوسط الجديد جاى جاى والموديل الجديد بدل ما يكون كام دولة عربية كده على قد حالهم هانخليهم مية وخمسين دولة وان الخريطة ستكون جاهزة بعد عواصف التغيير والفوضى الخلاقة والدمار المبدع البناء ما يخلصوا وبعد خمسة وعشرين يناير الماضى بكام يوم جات الست هيلارى عندنا وعايرتنا بالمليارات اللى صرفتها على الديمقراطية بتاعتنا ومن عندنا قعدت رايحة جاية على كل دول المنطقة من ذوات الربيع ومن ساعتها كل يوم «نلاقى أمريكانى يصرح وآخر يقول وكأنهم يتحدثون عن شئون واشنطن وسكان نيويورك.. وكل ضيف أمريكى يوصل يدى أوامر ويروح يقابل الإخوان وينزل على التحرير ويوم يقولوا القضاء لازم يأخد وقته ويوم يقولوا إيه البطء ده.. ويوم يقولوا مصر قطعت شوط فى الإصلاح الديمقراطى ويوم يقولوا لأ.. الإدارة الأمريكية مازالت تريد انطلاق المزيد من الديمقراطية فى مصر.. حتى «الراجل» «توماس فريدمان» قال لما وصل مصر «إنه منبهر بأداء الإخوان» فى إيه الله أعلم؟ وكمان كارتر راح لهم المقر الرسمى وشد على أيديهم.. وهذا معناه أنهم بيحبونا جداً إحنا والإخوان والديمقراطية.. أظن مفهوم.. أقول لكم الصراحة بعد كل الكلام الحلو ده أنا كنت لسه موسوسة من الجماعة الكاوبوى دول لغاية إمبارح لما قرأت بالصدفة حديث صحفى للراجل العجوز اليهودى العترة «هنرى كسينجر» اللى كان وزير خارجية أمريكا أيام النكسة بعيد عنكم.. قال إيه بقى؟.. قال إن ما يحدث فى الشرق الأوسط هو تمهيد للحرب العالمية الثالثة والحرب دى هايكون طرفاها «روسيا والصين» مع بعض و«أمريكا» بطولها وتوقع «كيسنجر» أن هذه الحرب ستكون شديدة القسوة ولن يخرج منها سوى منتصر واحد هو مين؟؟.. طبعاً أمريكا!! وقال كمان إن واشنطن تركت الصين تضاعف من قدرتها العسكرية وتركت روسيا تشد حيلها بعد ما انقصمت و«اتأمركت» عشان ترجع لهم هيبتهم لأنها ما تحبش تحارب حد ما لوش هيبة.. وأول ما تلاقى الإثنين بقى لهم «هيبة» هاتقضى عليهم وعلى هيبتهم وطبعاً فى النص كده على الماشى هاتهف إيران بالمرة بدل ما تروح وترجع والمواصلات زحمة وكمان عشان سقوط إيران هدف مهم جداً للكيان الصهيونى.. بسيطة جداً الحكاية ثم قال لا فض فوه ان دول الاتحاد الأوروبى طبعاً مدركة لحتمية المواجهة بين أمريكا وروسيا والصين عشان كده ولأنهم أذكياء أسرعوا وعملوا كيان واحد متماسك وقوى وهو محسوبنا وحبيبنا وهانديله يشرب شاى «الجملة الأخيرة دى من عندى». وقال السيد كسينجر ان الدوائر السياسية والاستراتيجية الأمريكية طلبت من العسكريين الأمريكان احتلال سبع دول شرق أوسطية بس من أجل السيطرة على بترولهم وغازهم وقال معقباً حكمتين نحطهم حلقة فى وداننا: «إن السيطرة على البترول هى طريق السيطرة على الدول لكن السيطرة على الغذاء هى سبيل السيطرة على الشعوب «الظاهر قصده على الكتناكى والكاتش آب». وأكد أن العسكريين الأمريكان تقريباً حققوا الهدف أو يعنى هم على وشك تحقيقه استجابة لطلباتنا «أظن مفهومة» وبعد سقوط إيران هايحصل توازن حلو قوى..وعشان نجر رجل الدب الروسى والتنين الصينى سوف نشن نحن «إسرائيل» حرب جديدة بكل ما أوتينا من قوة لقتل أكبر قدر من العرب ولما يفهم الدب والتنين ويحاولوا يتحركوا سيكون نصف الشرق الأوسط على الأقل قد أصبح إسرائيلياً وستكون مهمة جنودنا «الأمريكان» والأوروبيين المدربين جيداً والمستعدين ليل نهار للحرب العالمية هى مواجهة التنين والدب.. وفى النهاية يقول الحكيم لقمان: «ومن بين ركام الحرب سيتم بناء قوة عظمى وحيدة صلبة منتصرة هى «الحكومة العالمية» وسوف تسيطر على العالم. هو صحيح ما قالشى الحكومة دى هاتكون إسرائيلية ولا أمريكية لكن أنا عارفة إنه لئيم ومش عاوز يقول إنها هاتكون «حكومة انتقالية» طبعاً. ويحذر السيد كيسنجر فىآخر حديثه المتفائل الإنسانى الشيق ويقول: لا تنسوا أن الأمريكان لديهم أكبر ترسانة سلاح فى العالم ولا أحد يعلم عنها شيئاً وسوف نعرضها على العالم فى الوقت المناسب.. ياحلوين... وبعد الفاصل وقبل نهاية البرنامج قال «المالك الوحيد للكرة الأرضية. إن طبول الحرب تدق ومن لا يسمعها فهو مصاب بالصمم» عنده حق.. واضح أننا مصابون بالصمم.. شوفوا الراجل بيقول إيه واحنا بقالنا سنة بنعمل إيه؟ قاعدين نقطع فى بعض وننقسم الى حركات وائتلافات وجمعيات ونصنف بعض ميتين صنف، ونحط قوائم ونتهم وننافق ونخون ونسب بأفظع الألفاظ من يحيد عن الفكر الواحد والخطاب الواحد والأهم اننا لدينا أماكن وناس يسعون للانقسام وينصحهم البعض باللجوء للعفو الدولية أو الأممالمتحدة ولدينا من يطالبون بالحماية الدولية الأمريكية ولدينا من ينادى بسقوط الدولة عشان نبنى على الأنقاض عشة فراخ ولدينا من ينادى بسقوط الجيش الوطنى الدعامة الوحيدة للاستقلال لأى دولة فى العالم.. والباقى ينام فوق شريط القطار ويهدم ويحرق لابد ان نفكر من الآن فى نوع الهتاف الذى سوف نهتف به بعد عملية الخواجة ماتتم وأنا أقترح هتافين الأول يسقط.. يسقط حكم كوهين والثانى الاستقلال التام ياعم سام... والسلام ختام.....