أثارت الدعوة التى وجهها نقيب الصحفيين، عبدالمحسن سلامة، لوزير الداخلية، اللواء مجدى عبدالغفار، لزيارة مقر نقابة الصحفيين الجدل بين قطاع من أبناء الجماعة الصحفية، واعتبر البعض أن الزيارة استفزاز مقصود لمشاعر أبناء المهنة، لا سيما والتحقيق لم ينته حتى الآن فى واقعة اقتحام النقابة التى جرت على يد قوات الأمن مطلع شهر مايو من العام المنصرم، بينما يؤيد عدد من أعضاء مجلس النقابة وعلى رأسهم النقيب الزيارة ويعتبرونها فتحًا لصفحة جديدة مع الداخلية لمصلحة أبناء المهنة. وعقب تداول الخبر على وسائل الإعلام انتفض عدد من الصحفيين على وسائل التواصل الاجتماعى للتعبير عن رفضهم التام لزيارة وزير الداخلية المرتقبة لنقابة الصحفيين، فضلاً عن رفض عدد من أعضاء مجلس النقابة الحاليين للزيارة، بينهم جمال عبدالرحيم ومحمد سعد عبدالحفيظ وعمرو بدر ومحمود كامل، قائلين «على جثثنا وزير الداخلية يدخل مقر النقابة». ودعا أعضاء مجلس النقابة الحاليين من المعترضين على زيارة وزير الداخلية اللواء مجدى عبدالغفار لمقر نقابة الصحفيين، الى عقد جمعية عمومية طارئة للتأكيد عن رفضهم القاطع لهذه الزيارة، بينما يؤيد عدد آخر من أعضاء المجلس زيارة وزير الداخلية مبررين الأمر بأن قضية اقتحام النقابة لا تتعارض مع التواصل بمؤسسات الدولة ولابد من فتح صفحة جديدة معها. وعلق جمال عبدالرحيم، عضو مجلس نقابة الصحفيين، على دعوة عبد المحسن سلامة نقيب الصحفيين لوزير الداخلية بزيارة مقر النقابة ، قائلاً «الدعوة لا تمثل مجلس نقابة الصحفيين أو الجمعية العمومية للنقابة». وعلق يحيى قلاش، نقيب الصحفيين السابق، على دعوة النقيب الحالى وزير الداخلية لزيارة النقابة، قائلاً « الزيارة عار لن نقبله وجريمة لا تقل عن جريمة اقتحام النقابة وأن هناك جرائم لا تسقط بالتقادم». وتابع «قلاش»: ان نقيب الصحفيين، عبدالمحسن سلامة ومجلس النقابة الحالى، اتخذوا قرارًا بإعادة إرسال البلاغات التى تقدمنا بها ضد وزير الداخلية ونحمله فيها مسئولية اقتحام النقابة للتأكيد على استمرار النقابة فى التحقيق فى هذه القضية، الأمر الذى لا يستقيم مطلقًا مع دعوة النقيب لوزير الداخلية، مضيفًا الزيارة أمر فوق الخيال ولا يصدق وقضية اقتحام النقابة لم تكن اعتداءً على النقيب السابق وعضوى المجلس فحسب بل اعتداء على كرامة جميع الصحفيين. وشدد «قلاش» قائلا :لو تخاذلنا الآن فى الحصول على حقنا فلن تتهاون الأجيال القادمة فى الدفاع عن هذا الحق، متسائلاً «لا أعرف هل هذه الدعوة خرجت برغبة مجلس النقابة أم بمبادرة شخصية من النقيب عبدالمحسن سلامة أم من الكاتب الصحفى مكرم محمد أحمد لأن فى النهاية نقابتنا مؤسسة لا تحتاج إلى ولي أمر لإدارتها ولكنها هى صاحبة الرأي فى هذا الأمر». ونوه النقيب السابق بأن فكرة كرامة النقابة ليس موضوعًا «أنشئ» ولكنه تقويض للمهنة والنقابة وتراثها الذى يجب أن نحافظ عليه، مشيرًا الى أن هذه الدعوة فى ظل واقعة اقتحام النقابة وتلفيق القضايا لنا وخلال عام على خوضنا المحاكم ليس دفاعاً عن كرامة أشخاص بل من أجل استرداد كرامة نقابتنا. وعلق عمرو بدر، عضو مجلس نقابة الصحفيين، على دعوة النقيب، عبدالمحسن سلامة، لزيارة النقابة، قائلًا: «وزير الداخلية يجب أن يحاسب ويحاكم، لا أن يزور مقر نقابة الصحفيين مرفوع الرأس». وأضاف عضو مجلس النقابة أنه سيدعو لاجتماع طاريء بمجلس نقابة الصحفيين، للوقوف على تلك الدعوة، موضحًا أنه سيدعو كل أعضاء الجمعية العمومية للرد على هذه الدعوة، وسيدعو خمسة آلاف صحفي ممن شاركوا في عمومية 4 مايو التاريخية، نظرًا أن هذا الأمر ليس في مواجهته هو شخصيًا، باعتباره صاحب الأمر، ولكن في مواجهة النقابة بأكملها. وعلى الجانب الآخر، قال عبدالمحسن سلامة، نقيب الصحفيين: ان الصحفيين يقدرون جهود قوات الأمن في الحرب ضد الإرهاب، مشيراً إلى أن مصر ستتخطى حرب الإرهاب والإجرام في الفترة القادمة بتكاتف جهود الجميع. وأضاف «سلامة» ان تأمين الصحفيين أثناء تأدية عملهم كان أهم الملفات التي تناولها في اللقاء مع وزير الداخلية، موضحًا ان الوزير أعرب عن تقديره الكبير للصحفيين ووسائل الإعلام في خدمة المجتمع، متابعًا ان وزير الداخلية، أكد أن مصر في حالة حرب مع الإرهاب وتحتاج لتكاتف الجميع. وقال خالد ميري، وكيل نقابة الصحفيين، إنه يؤيد اجتماع عبدالمحسن سلامة بوزير الداخلية، كما يؤيد دعوة الوزير لزيارة نقابة الصحفيين. وتابع «ميري» أن «النقيب السابق، يحيي قلاش، التقى وزير الداخلية الحالي، كما ان ضياء رشوان، النقيب الأسبق، التقى أيضاً محمد إبراهيم، وزير الداخلية السابق، وكلها كانت لقاءات هدفها أولاً التنسيق فيما يخص قضايا صحيفة إيجاز ، ثانياً خدمة قضايا المهنة والتيسير على الصحفيين في أداء عملهم». وأوضح «ميري» ان نقيب الصحفيين يقصد بهذا اللقاء بداية صفحة جديدة تتعاون فيها النقابة مع وزارة الداخلية، كما تتعاون مع كل مؤسسات الدولة لتحقيق مصالح الجماعة الصحفية وخدمة الزملاء الصحفيين والتيسير عليهم في أداء مهامهم ونقل الحقائق للرأي العام. وتابع أنه «فيما يخص قضية اقتحام النقابة فهي معروضة الآن بعد أن طعن الزملاء الثلاثة وهم يحيي قلاش وجمال عبدالرحيم وخالد البلشي على الحكم الصادر ضدهم أمام محكمة النقض وبعد أن طالبت النقابة النيابة بالتحقيق في البلاغات المقدمة من عدد من الزملاء الصحفيين وهو أمر معروض على النيابة العامة الذي هو محل احترام الجماعة الصحفية». وأكد «ميري» أن قضية اقتحام النقابة لا تتعارض على الاطلاق مع وجود قنوات مفتوحة مع كل مؤسسات الدولة لأن دور النقابة خدمة الجماعة الصحفية وتمكينهم من ممارسة عملهم وحمايتهم أثناء هذا العمل وأيضًا تقديم الخدمات اللائقة لهم بشكل محترم وهذا لا يمكن أن يتم إلا عبر علاقات جيدة مع كل مؤسسات الدولة وأحدها نقابة الصحفيين ومن مصلحة الجميع أن تكون العلاقات بينهم جيدة.