لم يفز بمقاعد في برلمان الثورة سوي خمس نائبات فقط من أصل حوالي 500 نائبة, كما لم يتم تشكيل المجلس القومي للمرأة بعد التخلص من سيطرة النظام السابق عليه, يحدث هذا رغم المشاركة المتميزة للمرأة في التصويت، ومساهمتها الرائعة في كل الحركات والجماعات المعارضة والرافضة للنظام السابق، وأيضاً كانت المشاركة بالشكل الأكثر تميزاً وإبداعا في كل حلقات وانتفاضات ثورة يناير العظيمة، وفي حلقات المناقشة والتنظير والتفاوض عبر ائتلافات ثورية، وفي المستشفيات الميدانية، والتغطيات الإعلامية، وغيرها كثير من المساهمات الوطنية الرائعة. وعليه وفي تظاهرة غير مسبوقة خرجت نساء مصر عندما واجهت في نضالها رد فعل غير مقبول على المستوى الإنساني، وصل حد السحل والتعرية في مشاهد تناقلتها وسائل الإعلام، والمواقع الإنترنتية على المستوى المحلي والدولي.. إنها المرأة المصرية وتاريخها المشرف الماثل في ذاكرة تاريخ الأمة، قبل اندلاع ثورة 1919 وجه الزعيم محمد فريد الدعوة إلى عشرة من القيادات النسائية لحضور مؤتمر دولي عُقد في بروكسل عام 1910، ورأست الوفد النسائي السيدة إنشراح شوقي حيث ألقت خطبة بالفرنسية عبرت فيها عن دور المرأة المصرية نحو وطنها واهتمامها بشئون بلادها وطموحها لتربية الجيل الجديد تربية وطنية صحيحة.. يذكر الكاتب الباحث محمد الطويل في كتابه «المرأة والبرلمان» الصادر في يوليو 2000، أن من بين ما كتبته مؤخراً السيدة انشراح في سلسلة مقالات «عندما اندلعت ثورة 1919 وفي تطور إيجابي وفعال لدور المرأة المصرية النضالي ضد الإنجليز، فقد خرجت في المظاهرات تهتف ضد الاحتلال وخروجه من مصر، ووقعت منهن العشرات قتلى وجرحى وكانت أول شهيدة في هذه الثورة شفيقة بنت محمد التي أحدثت جنازتها تأثيراً حزيناً قوياً في نفوس الرأي العام، وكذلك استشهدت السيدة عائشة بنت عمر وفهيمة رياض وحميدة بنت خليل ونجيبة السيد إسماعيل، بالإضافة إلى العشرات من المصابات بجراح..وكانت المرأة المصرية ترفع الحجاب وتصيح من أجل مصر واستقلالها سواء كانت طالبات أم ربات بيوت أو سيدات المجتمع الراقي أو الارستقراطي، وانصهر نوع الجنس وطبقاته ليتجانس في نسيج واحد من أجل الأم العظيمة... مصر وإزاء تجاهل الدستور لحق المرأة في المشاركة السياسية في البرلمان فإن السيدة هدى شعراوي لم ترد إثارة مواجهة كبيرة مع السياسيين وخاصة أن الانتخابات الأولى والتي جرت في ظل الدستور الجديد ( 1923 ) قد نجح حزب الوفد بالأغلبية البرلمانية، ولجنتها إحدى لجانه فرأت مشاركة الأمة وحزبها الأغلبية في مراسم افتتاح البرلمان في جلسته الأولى كنوع من التأييد والتفاؤل للحياة البرلمانية الجديدة ولذلك عندما أعلن عن انعقاد أول جلسة لمجلس النواب المنتخب في 26 مارس 1924، طالبت على رأس لجنة الوفد المركزية للسيدات بحضور جلسة الافتتاح، ولاسيما أن البرلمان قد دعى بعض السيدات الأجنبيات لحضوره..إلا أنها فوجئت برفض أو تجاهل هذا الطلب، وإزاء ذلك اجتمعت اللجنة مرة أخرى برئاستها وأصدرت بيان احتجاج جاء فيه: «إن لجنة الوفد المركزية للسيدات تحتج بشدة بصفتها هيئة تمثل الأمة التي اشتركت في الجهاد والتضحية واستغلال بلاده، على رفض طلبها لحضور حفلة افتتاح البرلمان، وترى في إغفال وزارة الشعب برئاسة سعد زغلول دعوتها في وقت دعت فيه سيدات أجنبيات عملاً لا يليق بالكرامة».. وعندما تم النقاش، تباينت الاتجاهات بوضوح بين ثلاثة : أولها أن تعطى الحقوق السياسية للمرأة على الإطلاق، وثانيهما منح هذه الحقوق بالتدريج تحت تحفظات، وثالثها يمنع عن المرأة هذه الحقوق السياسية.. وكان أول المتحدثين الكاتب والصحفي فكري أباظة وقد بدأ شديد الحماس لإطلاق الحقوق السياسية للمرأة حيث قال : أريد أن أبدأ كلامي بالأديان، ولكني لا أريد أن أندفع في هذا السبيل ولكني أعرف من دراساتي أن الشريعة الإسلامية قد منحت المرأة المسلمة حقوقاً عظيمة كانت محل إعجاب الأجانب الذين لم يعرفوا حقيقة الشريعة الإسلامية، فهي تؤدي الشهادة في المحاكم وتباشر إدارة أموالها وتصلح أن تكون وكيلة عن رجل وتصلح أن تكون وصية على رجل وتصلح أن تكون قيمة على رجل كما تشترك في الحروب وتشترك في الإفتاء، لذلك أرى أنه يجب أن نبدأ به معتمدين علينا في بحثنا.. وقد سمعنا أنه هناك موانع دينية إيجابية تمنع من إعطاء المرأة حقوقها السياسية وردي على ذلك أن الدين ليس فيه موانع إيجابية لأن التقاليد التي بدأت مع الإسلام لم تكن تعرف النظام النيابي ولم تجربه.. وكرسي في كلوب فرح الثورة ونضال حرائرها !! وبعد حملات شرسة ضد حرائر مصر في ميادين الحرية المصرية، وصل إلى حد الإهانة لهن وتقزيم دورهن الرائع في ثورة يناير من جانب لميس جابر وعزة هيكل، وقد نالا من القراء ومواقع التواصل الاجتماعي ما يكفي لرد اعتبار مناضلاتنا، تنضم إليهن الكاتبة المخضرمة مديحة عزت بمجلة روزاليوسف (المجلة صاحبة الدور الريادي في الدفاع عن حقوق المرأة وحريتها).. تقول: وبالمناسبة.. للأسف مع الأحداث المؤلمة الأخيرة لم يحاول مذيعو ومذيعات الفضائيات أن يراعو مصر ويكفوا عن المزايدة على الثورة والثوار، الغريب أن المزايدة الإعلامية عامة رجالا ونساء والكل كده فجأة أصبح فلاسفة وحكماء ثورة ومنهم من يتطاول على القيادات وإطلاق الشائعات على Bنها أخبار والاتهامات للمجلس الأعلى للقوات المسلحة ورئيسها المشير طنطاوى والحكومة ورئيسها دكتور كمال الجنزورى هذا علاوة على استضافة بعض الشخصيات الانتهازية وتتيح لهم الإساءة إلى الشرفاء الذين يتحملون أصعب المهام لإنقاذ مصر من أعدائها، وهذه كلمة إلى سيدات مليونية «رد الشرف» يا سيداتى المحترمات كان أشرف جدا احترامكن لشخصياتكن ولم تتساوين بالمتظاهرين بين الباعة الجائلين والبلطجية.. كان يكفى تقديم شكوى بطريقة محترمة مباشرة إلى الجيش بإمضاء جماعى بدل البهدلة فى الشوارع والجلوس على الأرصفة!! مش كده ولا إيه يا نساء المليونية.. المحترمات!! ولا تعليق لدي سوى أين مراكز وجمعيات الدفاع عن حقوق الإنسان وحقوق المرأة ؟!!!!