الفساد ينخر حياة الإسرائيليين.. وجريمة اغتصاب كل 7 ساعات ابنة موشى دايان: المرأة الإسرائيلية غانية وتعيش مع 4 رجال فى وقت واحد وتعاشر 20 تورط الحاخامات فى فضائح رشاوى مالية واعتداءات جنسية على الأطفال يعد الفساد السياسى والاقتصادى والأخلاقى من أبرز تحديات المجتمع الإسرائيلى، خاصة أن هذه الظاهرة قد تضاعفت بشكل لافت خلال السنوات الأخيرة بدءًا من الرئيس السابق، موشيه كاتساف، مرورًا ب«نتنياهو» الذى خضع لتحقيق جنائى بعد موافقة المستشار القضائى للحكومة، وصولاً إلى عشرات الجنرالات والضباط فى الجيش والأجهزة الأمنية وصولاً للحاخامات. والتحقيق الجارى فى قضية فساد مع رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، يلقى نظرة رجعية على فضائح فساد فى السياسة الإسرائيلية ومن أبرز الذين تم اتهامهم بقضايا فساد، بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الحالى، وآرييل شارون، وإيهود أولمرت، وأرييه درعى، وأفيجدور ليبرمان وغيرهم من الساسة. بنيامين نتنياهو كان «نتنياهو» موضع تحقيقات جنائية من قبل إذ إنه فى عام 1997، أثناء ولايته الأولى رئيسًا للوزراء، حققت السلطات معه بشأن اتهامات محتملة بالاحتيال وخيانة الثقة. واتُّهم «نتنياهو» بتعيين مدعٍ عام من شأنه أن يوفر معاملة تفضيلية لحليف سياسى. وأوصت الشرطة باتهام «نتنياهو»، ولكن النيابة العامة رفضت توجيه اتهامات له بعد ذلك بعامين، كان «نتنياهو» قيد التحقيق مرة أخرى بتهمة الاحتيال، وهذه المرة لاتهامات حول متعاقد مع الحكومة، ومرة أخرى، لم توجه إليه تهم، ونفى «نتنياهو» ارتكاب أى مخالفات ووعد بأنه لن يذهب إلى أى مكان، على غرار الوعود التى يقطعها على نفسه اليوم. آرييل شارون كان يُشتبه بأن «شارون» أخذ مئات الآلاف من الدولارات كرشاوى فى أواخر التسعينات من القرن الماضى، فيما أصبح يعرف باسم «قضية الجزيرة اليونانية». وأوصت النيابة العامة بتوجيه اتهامات ضده، ولكن النائب العام رأى أن الأدلة لم تكن كافية، وشمل الاتهام تقديم رجل الأعمال الإسرائيلى ديفيد أبيل رشوة ل«شارون»، الذى كان آنذاك يشغل منصب وزير الخارجية، لمساعدة «أبيل» فى الحصول على تصريح لتطوير عقارى فى اليونان. إيهود أولمرت يقضى «أولمرت» حكمًا بالسجن 19 شهرًا بتهمة الاحتيال وخيانة الأمانة فى فضيحة معروفة باسم «قضية هولى لاند»، وأدين «أولمرت» فى عام 2012 بأخذ الرشاوى المتعلقة بمشروع الإسكان فى القدس، حيث شغل حينئذ منصب رئيس بلدية، قبل أن يصبح رئيس وزراء إسرائيل، ثم أدين «أولمرت» فى عام 2015 بتلقى رشاوى فيما يسمى ب«قضية تالانسكى»، إذ شهد رجل الأعمال الأمريكى، موريس تالانسكى، بأنه أعطى «أولمرت» أموالاً، ويُذكر أن «أولمرت» كان أول رئيس حكومة فى إسرائيل يمثل أمام القضاء. أرييه درعى فى دوره كوزير للداخلية، أدين «درعى» بتلقى رشاوى والاحتيال وخيانة الثقة العامة فى عام 1999، واستمرت القضية خلال جزء كبير من التسعينات فى القرن الماضى، وفى النهاية، برأت المحكمة «درعى» من تهمة رشوة ثانية وتهمة أنه زوّر وثائق أثناء عمله فى وزارة الداخلية، وقضى «درعى» حكمًا بالسجن لمدة عامين، وبعد إطلاق سراحه عاد للسياسة، إذ يخدم الآن وزيرًا للداخلية من جديد. أفيجدور ليبرمان «ليبرمان» الذى يشغل الآن منصب وزير الدفاع الإسرائيلى، تعرض للاستجواب المتكرر حول معاملاته التجارية، إذ استُجوب للاشتباه فى ضلوعه فى غسل الأموال والاحتيال وخيانة الأمانة فى قضية فساد منذ فترة طويلة التى لا تزال تظهر فى الصحف الإسرائيلية، وفى أواخر عام 2012، اتُّهم «ليبرمان» بخيانة الأمانة والاحتيال، لكنه لم يواجه اتهامات أكثر خطورة مثل غسل الأموال والعبث بتصريحات الشهود، وتمت تبرئته من جميع التهم. ولا يقتصر الفساد على الطبقة الحاكمة فى إسرائيل بل توضح الكاتبة الصهيونيّة يائيل دايان (ابنة وزير الدفاع الأسبق موشى دايان) فى كتاب «وجه المرأة» الذى يتطرّق للفساد الأخلاقى فى المجتمع الإسرائيلى، مشيرةً إلى أن المجتمع الاسرائيلى غارق فى الفساد والانحطاط حتى أذنيه، كما أن المستعمرات مكتظة بالأطفال اللقطاء الذين يترعرعون فى بيوت خاصة على نفقة الحكومة بعد أن تخلى آباؤهم وأمهاتهم عنهم. وتقول «يائيل» إن الشباب فى إسرائيل سواء فى المعسكرات أو فى شوارع تل أبيب يدورون فى فلك محدود.. إننا جميعاً نخاف أن ننظر إلى بعيد، فهذه البلاد التى نعيش فيها غريبة عنا ومحاطة بخصومنا الذين لا يرضون ببقائنا، وقد تقطعت الحبال بيننا وبين الماضى، وليس لنا إلا أن نعيش الحاضر بل الساعة التى نحن فيها، ويجب أن نقتطف الملذات من جميع الأشجار المحرمة، وأنت أينما سرت وأينما جلت ببصرك فى مختلف مظاهر الحياة هنا وجدت المجتمع الصاخب الغارق فى الفساد إلى أذنيه. وأسهبت «دايان» فى وصف التجمع الإسرائيلى الاستيطانى وحقيقة المرأة والشباب فى هذا المجتمع المنحل وقد شبهت حياة المرأة الإسرائيلية بحياة الغانيات والجوارى، وتناولت فى كتابها بشىء من التفصيل واقع هذا التجمع الاستيطانى الغارق فى الفساد والانحطاط حتى أذنيه، وتقول «يائيل» إن الفتاة الإسرائيلية لا مثيل لها: (تستطيع أن تعيش مع أربعة وأن تعاشر عشرين، ولا يجوز أن يتشاجر اثنان من أجلها.. نحن نعيش اشتراكية كاملة مطلقة). وأشار تقرير نشر مؤخرًا إلى أن حجم ظاهرة المتاجرة بالنساء فى إسرائيل والمسماة (الرق الحديث) أدت إلى احتلال إسرائيل مكانًا متقدمًا جدًا فى القائمة السوداء للدول التى تتاجر بالنساء فى السنوات الماضية، أما أسلوب استيراد النساء فيشمل خطف سائحات وصلن الكيان الإسرائيلى وكذلك من خلال الزواج المدنى ومن خلال استيراد النساء من عائلات يهودية، وفى سياق موازٍ كشفت الشرطة الإسرائيلية أنه فى كل سبع ساعات تقع جريمة اغتصاب فى إسرائيل، وأن واحدة من كل ثلاث نساء إسرائيليات تعرضت للاعتداء الجنسى. فساد الحاخامات وحذرت نخب إسرائيلية من خطورة التداعيات السياسية والاقتصادية والثقافية لقضايا الفساد التى تورط فيها عدد من كبار الحاخامات والمرجعيات الدينية فى إسرائيل، بعد الكشف عن حصول جنرالات فى الشرطة على رشاوى من الحاخام إسحاق بنتو، أحد كبار المرجعيات الدينية، للتغطية على قضايا فساد مالى تورط فيها، وتفجرت قضية الحاخام «بنتو» بعد أن تم توقيف «الحاخام الأكبر» السابق يونا ميستغر لاتهامه ب«غسيل الأموال» وتقديم الرشاوى، وصدور حكم بالسجن على الحاخام موتى ألون، أحد أهم المرجعيات الدينية اليهودية، بعد إدانته بالاعتداء جنسيًا على عدد من طلابه. وحذر وزير القضاء الإسرائيلى الأسبق، يوسى بيلين، من أن كبار الحاخامات يعملون على إفساد الساسة وكبار موظفى الدولة ورجال الأعمال الذين يتوجهون إليهم للحصول على «تبريكاتهم»، مشيرًا إلى أن الأمر وصل إلى حد أن كثيرًا من رجال الأعمال لا يقدمون على عقد صفقات تجارية إلا بعد التشاور مع الحاخامات. وأشار «بيلين» إلى أن ظاهرة توجّه الإسرائيليين للحاخامات لحل مشاكلهم أصبحت بارزة، وأن الحاخامات يزعمون أنهم «تمكنوا من جعل النساء العقيمات يلدن توائم، والأبكم يتكلم»، ووصل الأمر ببعضهم إلى حد الطلب من المرضى عدم الخضوع لعمليات جراحية والاكتفاء بالحصول على تبريكاتهم لضمان الشفاء. وعرض التليفزيون الإسرائيلى فيلمًا وثائقيًا ظهر فيه كبار الوزراء وجنرالات فى الجيش والشرطة والمخابرات ورجال الأعمال وهم يتدافعون نحو الحاخام «بنتو» للحصول على «تبريكات». ويقول الصحفى شالوم يروشالمى «إن الإيمان بفاعلية الشعوذة التى يعكف عليها الحاخامات جعلت كبار قادة فى المؤسسة الأمنية يحجون إلى الحاخامات لطلب مساعدتهم فى ترقيتهم من خلال أدعية وابتهالات». وأضاف «يروشالمى» أنه كان شاهد عيان عندما «استعطف» ضابط كبير فى الشرطة الحاخام «بنتو» أن يضمن له ترقية إلى رتبة لواء، محذرًا من أن كبار الحاخامات يستغلون «حج» كبار رجال الدولة إليهم فى بناء علاقاتهم معهم من أجل التغطية على قضايا الفساد التى يتورط فيها هؤلاء الحاخامات. من جهته دعا المفتش العام الأسبق للشرطة، الجنرال شلومو أهارونشكى، إلى فرض قيود على العلاقة بين الجنرالات وكبار الحاخامات. وقال فى مقابلة أجرتها معه صحيفة «إسرائيل اليوم» إنه يتوجب عدم التسليم بقيام الجنرالات ب«الحج للحاخامات وتقبيل لحاهم». أما الشاعر والكاتب الإسرائيلى شلومو شامير، فقال إن كبار الحاخامات يسيئون للتوراة من خلال قضايا الفساد التى يتورطون فيها، مستهجنًا سعى الحاخامات للثراء الفاحش وميلهم لأنماط الحياة المترفة. واستهجن «شامير» بناء الحاخامات «إمبراطوريات اقتصادية فى الوقت الذى كان يفترض بهم أن يتحلوا بتواضع شديد ويتجنبوا مراكمة الأموال ويبتعدوا عن الأضواء»، وتساءل «كيف يمكن لحاخام أن يجمع ثروة تبلغ عشرات الملايين من الدولارات»؟، وأضاف «الحاخامات يحصلون على ملايين الدولارات كل عام من أعمال الشعوذة». ويؤكد بحث دولى جديد أن إسرائيل تورطت فى فساد غير مسبوق حيث يظهر مقياس جمعية الشفافية العالمية من خلال فرعها فى إسرائيل أن الأخيرة حازت علامة 5.8 من عشر درجات ضمن ما يعرف بمقياس الشفافية وأنها تحتل المرتبة ال36 من بين 183 دولة يشملها مقياس الفساد، ويؤكد عضو مجلس إدارة جمعية الشفافية الدولية- فرع إسرائيل- أمنون ديك أن «النتائج المخيبة» التى حازتها إسرائيل فى مجال الفساد ينبغى أن تشعل ضوءًا أحمر لدى الجمهور الواسع وصُناع القرار على حد سواء، وحذر تصريح للإذاعة العبرية من تدنى صورة إسرائيل فى العالم ووقوع انعكاسات اقتصادية سلبية بسبب الفساد.