شعارات الديمقراطية والرخاء التى تروجها اسرائيل، معتمدة على أنها دولة لليهود شعب الله المختار، ليس الا اكذوبة تتكشف تفاصيلها يوما بعد يوم، فقد صارت ظاهرتا الفقر والفساد في اسرائيل تشكل لها تهديدا استراتيجيا لوجودها، وأصبحتا أكثر ما يقلق المجتمع الإسرائيلي ووفقا لدراسة اعدها مجلس الأمن الاجتماعي الإسرائيلي، نسبة 81% من الإسرائيليين قلقون لوجود فرق شاسع بين الأثرياء والفقراء في اسرائيل، ونسبة 72% غاضبون بسبب الفساد المتفشي، ونسبة الانتحار تزايدت بين الاسرائيليين للهروب من الفقر، فقد اصبح الانتحار هو الحل. فيما كشفت دراسة لمركز تاوب لدراسات السياسة الاجتماعية في اسرائيل ونشرت نتائجها صحيفة هآرتس نهاية نوفمبر الماضى ان 35 % من الاسرائيليين يعانون من الفقر المدقع، و 20 % منهم لا يحصلون على القدر الكافي من الطعام، و40% توقفوا عن الذهاب إلى الطبيب لتلقي العلاج اللازم لاعتبارات مالية، ووفقاً لما أصدرته مؤسسة التأمين الوطني في اسرائيل، في عام 2011 وجد نحو 1٫8 مليون نسمة تحت خط الفقر، 65%منهم من الأسر الفقيرة العاملة، اضافة إلى نحو 46 ألفاً من الأطفال الفقراء بما نسبته 36%، ناهيك عن ارتفاع معدلات البطالة في أوساط اليهود المتدينين. وقالت صحيفة معاريف الإسرائيلية ان ديون العائلات الإسرائيلية وصلت مع نهاية العام الجارى إلى رقم قياسي لم يسبق له مثيل، وبلغت نحو 120 مليار دولار، ويبلغ القرض المتوسط لرب الاسرة إلى 68 ألف دولار، وذلك نتيجة للأجور المنخفضة مقابل ارتفاع هائل في أسعار الشقق والسلع والخدمات، فقد ارتفع اجمالى ديون المصروفات البيتية بنسبة 30% خلال السنوات الأربع الأخيرة، وبلغت حوالي 115 مليار دولار منها 103 مليارات دولار للبنوك، وأن اجمالي الديون على العائلات تفوق ميزانية وزارة الجيش بخمس مرات، كما أنها تفوق ميزانية التعليم بأكثر من ثماني مرات، ويتوقع خبراء اقتصاديون بأن ديون الإسرائيليين للبنوك ستزداد في الأشهر القليلة المقبلة، وذلك في أعقاب الفجوات الاجتماعية الهائلة والانخفاض في دخل الأجور. ونتج عن انتشار الفقر المدقع اقبال الاسرائيليين على الانتحار، ووفقا لمركز الابحاث التابع للكنيست، تقع سنويا أكثر من 400 حالة انتحار، اغلبهم رجال، 90% كانوا يعانون من مشاكل بسبب الفقر، وحتى الانتحار اصبح مكلفا ايضا لحكومة اسرائيل، حيث يتسبب فى خسائر تقدر بنحو 57 - 65 مليون دولار في العام، وذلك بدل تكاليف نقل المرضى للمشافي بسيارات الاسعاف وأيام العلاج واستخدام التأمين على الحياة وتحقيقات الشرطة والعديد من المسائل ذات العلاقة. وترجع أسباب تنامي الفقر في اسرائيل إلى فساد الساسة ومؤسسات الكيان الرسمية، فقد احتلت اسرائيل المرتبة 36 على سلم الفساد من بين 177 دولة، وحصلت على 61 درجة من 100 في حجم الفساد المنتشر فيها خلال العام الجاري 2013 وذلك حسب آخر تقرير دولي لمنظمة الشفافية الدولية، وجاءت اسرائيل في أدنى درجات سلم دول منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية OECD المتطورة، اذ احتلت اسرائيل المرتبة 23 من أصل 34 دولة في المنظمة. ويعتبر الشعب الاسرائيلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ' سارق أموال الشعب، وهو ما جاء بصدر صحيفة يديعوت أحرونوت بتاريخ 2 من ديسمبر الجارى، والتى قالت: إن مجموع نفقات نتنياهو خلال عام 2012 بلغ نحو مليون دولار مقابل 450 ألف دولار عام 2008 إبان فترة ولاية رئيس الحكومة السابق ايهود اولمرت، منها 23 ألف دولار مصاريف مياه للفيلا التي يقطنها والمجهزة ببركة سباحة، بالإضافة إلى 27 ألف دولار بدل تكاليف البوظة التي يحبها نتنياهو وعائلته، ونبيذ، وقهوة، وشموع لها رائحة عطرة، وباقات ورد، أضف إلى ذلك دفع نحو 700 ألف يورو لتمويل صيانة ثلاثة منازل تابعة له. بجانب فساد وزير الخارجية أفيجدور ليبرمان، الذي أحيل إلى القضاء ووجهت ضده لائحة اتهام، تتضمن تلقي رشوة وتبييض أموال والحصول على مكاسب عن طريق الخداع، وعرقلة التحقيق. إلا أنه خرج من جميعها بريئا بسبب مشاركة حزبه، اسرائيل- بيتنا في الائتلاف الحكومي الحاكم حاليا. كما جرى في وقت سابق الحكم بالسجن على وزيري العدل شلومو بنزري، والمالية إبراهام هيرشيزون. فيما تشهد الآن آخر مشاهد الفساد تقديم لائحة اتهام ضد رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت، وضد مديرة مكتبه شولا زاكين. ووفقا لما نشرته صحيفة زاد الاردنية، لم يخل مشهد الفساد من سقوط بعض الحاخامات في اسرائيل في براثنه، فهذا أكبر حاخاماتها.. الحاخام الرئيس لإسرائيل متسغر الأشكنازي اتهم بتلقي الرشوة والسرقة والاحتيال وخيانة الأمانة ومخالفة قانون منع تبييض الأموال، و أوقفته الشرطة ووضعته قيد الاقامة الجبرية وحذرت مغادرته اسرائيل حتى انتهاء التحقيقات معه، كما تم توقيف رئيسي جمعيتين خيريتين هما الحاخام «سيمها كركوفسكي» و«بين تسيون تسيوني» وتشير التهم إلى أن رؤساء جمعيات مختلفة نقلوا ملايين الشواكل من أموال التبرعات إلى حسابات وهمية لها علاقة بالحاخام الأكبر لإسرائيل مقابل حماية مصالحهم في إطار مؤسسة الحاخامية الرئيسية، وهذه الأموال مكنت الحاخام متسغر من شراء العديد من الشقق السكنية والأملاك. وهذه ليست المرة الأولى التي يتورط فيها مسئولون في الحاخامية الإسرائيلية الرئيسة في جرائم، فقد قدمت ضد الحاخام السفارادي الأكبر لإسرائيل إلياهو باكشيدورون، لائحة اتهام قبل نحو ستة أشهر بتهمة منح مستندات تفويض مزيفة للحاخامية لمئات من عناصر المؤسسة الأمنية. وفي عام 2008 حكم على أشهر الحاخامات الإسرائيلية آرييه درعي بالسجن بعدد من تهم الفساد والرشوة، ليعود الآن لتولي منصب زعيم حزب شاس الديني الذي يحظى بنحو 12 مقعدا في الكنيست الإسرائيلي، انها دولة استعمار وفساد، ومن المؤكد ان الفساد سيكون بداية النهاية.