حذرت نخب إسرائيلية من خطورة التداعيات السياسية والاقتصادية والثقافية لقضايا الفساد التى تورط فيها عدد من كبار الحاخامات والمرجعيات الدينية فى إسرائيل، بعد الكشف عن حصول جنرالات فى الشرطة على رشاوى من الحاخام «إسحاق بنتو»، أحد كبار المرجعيات الدينية، للتغطية على قضايا فساد مالى تورط فيها. وتفجرت قضية الحاخام «بنتو» بعد أن تم توقيف الحاخام الأكبر السابق «يونا ميستغر» لاتهامه ب«تبييض الأموال» وتقديم الرشاوى، وصدور حكم بالسجن على الحاخام «موتى ألون» أحد أهم المرجعيات الدينية اليهودية، بعد إدانته بالاعتداء جنسيا على عدد من طلابه. وحذر وزير القضاء الإسرائيلى الأسبق «يوسى بيلين» من أن كبار الحاخامات يعملون على إفساد الساسة وكبار موظفى الدولة ورجال الأعمال الذين يتوجهون إليهم للحصول على «تبريكاتهم»، مشيرا إلى أن الأمر وصل إلى حد أن كثيرا من رجال الأعمال لا يقدمون على عقد صفقات تجارية إلا بعد التشاور مع الحاخامات. وأشار «بيلين» فى مقال نشرته صحيفة «إسرائيل اليوم» إلى أن ظاهرة توجه الإسرائيليين للحاخامات لحل مشكلاتهم أصبحت بارزة، وأن الحاخامات يزعمون أنهم «تمكنوا من جعل النساء العقيمات يلدن توائم، والأبكم يتكلم»، ووصل الأمر ببعضهم إلى حد الطلب من المرضى عدم الخضوع لعمليات جراحية والاكتفاء بالحصول على تبريكاتهم لضمان الشفاء. شاهد عيان وخلال مشاركته فى برنامج «يومان»، الذى بثته القناة العاشرة بالتلفزيون الإسرائيلى مساء الجمعة الماضى، قال الصحفى «شالوم يروشالمى» إن الإيمان بفاعلية الشعوذة التى يعكف عليها الحاخامات جعلت كبار قادة فى المؤسسة الأمنية يحجون إلى الحاخامات لطلب مساعدتهم فى ترقيتهم من خلال أدعية وابتهالات. وأضاف «يروشالمى» أنه كان شاهد عيان عندما «استعطف"»ضابط كبير فى الشرطة الحاخام «بنتو» أن يضمن له ترقية إلى رتبة لواء، محذرا من أن كبار الحاخامات يستغلون «حج» كبار رجال الدولة إليهم فى بناء علاقاتهم معهم من أجل التغطية على قضايا الفساد التى يتورط فيها هؤلاء الحاخامات. وعرضت القناة فيلما وثائقيا ظهر فيه كبار الوزراء وجنرالات فى الجيش والشرطة والمخابرات ورجال الأعمال وهم يتدافعون نحو الحاخام «بنتو» للحصول على «تبريكات». من جهته دعا المفتش العام الأسبق للشرطة الجنرال «شلومو أهارونشكى» إلى فرض قيود على العلاقة بين الجنرالات وكبار الحاخامات. وقال فى مقابلة أجرتها معه صحيفة «إسرائيل اليوم» إنه يتوجب عدم التسليم بقيام الجنرالات ب«الحج للحاخامات وتقبيل لحاهم». أما الشاعر والكاتب الإسرائيلى «شلومو شامير» فقال إن كبار الحاخامات يسيئون للتوراة من خلال قضايا الفساد التى يتورطون فيها، مستهجنا سعى الحاخامات للثراء الفاحش وميلهم لأنماط الحياة المترفة. وأضاف فى مقال نشرته صحيفة «جيروزاليم بوست» اليوم أن الحاخام «الذى يدعى أنه صديق وفى الوقت ذاته يضطر إلى قضاء ساعات فى مراكز التحقيق بسبب قضايا فساد يسىء للتوراة». واستهجن «شامير» بناء الحاخامات «إمبراطوريات اقتصادية فى الوقت الذى كان يفترض بهم أن يتحلوا بتواضع شديد ويتجنبوا مراكمة الأموال ويبتعدوا عن الأضواء». وتساءل: «كيف يمكن لحاخام أن يجمع ثروة تبلغ عشرات الملايين من الدولارات؟»، وأضاف مجيبا «الحاخامات يحصلون على ملايين الدولارات كل عام من أعمال الشعوذة».