أكثر من مائة يوم مرَّت على وصول أحمد أبو الغيط إلى أمانة الجامعة العربية، استلم مهام منصبه فى 1 يوليو الماضى خلفا لنبيل العربى بعد معركة دبلوماسية غير مسبوقة لعبت فيها قطر دورا سلبيا أرادت أن تعيق حالة التوافق العربى تجاه المرشح المصرى بعد جلوس أبو الغيط على كرسى عمرو موسى وعبد الرحمن باشا عزام ودبلوماسيين كبار، انتظرت الاوساط السياسية والدبلوماسية ان يلعب ابو الغيط دورا محوريا ويحدث نقلة نوعية فى الجامعة العربية التى تتهاوى بفعل الأزمات العربية التى تتوالى ويدفع شعوبها الثمن لأخطاء لم يكن لهم يدا فيها سوى ان هويتهم مكتوب بها كلمة عربى. مائة يوم مرت ولم يحدث اى جديد بالجامعة العربية ولم يتغير شىء فى المشهد اكثر من ان امين عام رحل وترك مكتبه وجاء اخر ليجلس على نفس المكتب محدثا تغيرا فى هيئة المكتب والامانة العامة وجاء برجاله من الخارجية الذين خرجوا معة عندما خرج من الوزارة بعد ان اطاحت بة ثورة يناير وظل قابعا فى بيتة بحى الزمالك الراقى الى ان اصبح امينا للجامعة. بعد ايام من تولى ابو الغيط منصبه الجديد كانت الجامعة العربية على موعد مع حدث مهم بسبب تداعى الازمات والاحداث الصعبة التى تواجه مصير الدول العربية، الحدث يتمثل فى انعقاد القمة العربية التى كان للمغرب ان تنظمها ولكن رفضت لعلمها ان الفشل سوف يكون فى انتظار نتائجها واستلمت موريتانيا مسئولية تنظيم القمة بدلا من المغرب بسبب ترتيبها الهجائى وفقا لميثاق الجامعة وعقدت القمة فى نواكشوط، وصدقت تنبؤات المغرب ولم تستطع القمة لفت الانتباه بسبب مقاطعة الرئيس المصرى وملك السعودية والاردن والرئيس الفلسطينى لوفاة شقيقه قبل ايام من انعقاد القمة فجاءت القمة باهتة فى حضورها وفى نتائجها، ولم يستطع ابوالغيط الاستفادة من القمة ولم يستطع اقناع الرؤساء الذين تغيبوا لكى يحضروا وينقذوا القمة التى كتب عليها الوفاة قبل ان تبدأ وجاءت نتائج القمة مخيبة للآمال وجاء كغيرها من القمم التى لم تحدث اى تغيير فى المشهد العربى المتازم والمرتبك وضاعت فرصة مهمة لأبوالغيط ليحدث تغييرا حقيقيا فى مشهد الشعوب العربية التى فى امس الحاجة إليه. وعلى صعيد القضية الفلسطينية حاول ابوالغيط حلحلة القضية ودفع عملية السلام للامام باستئناف المفاوضات المتوقفة من سنوات ورغم ان ابوالغيط التقى بوزير الخارجية الفرنسى على هامش انعقاد الجمعية العامة للامم المتحدة وناقش معه المبادرة الفرنسية لدفع عملية السلام من جديد، ويؤيد ابو الغيط المبادرة الفرنسية ولكن فى اطار المرجعيات العربية وقرارات مجلس الامن والمبادرة العربية، ورغم مطالبة ابوالغيط بالسلام الا ان اسرائيل تمتنع وترفض استئناف عملية السلام من جديد ورغم علاقات ابو الغيط التى كونها مع الاسرائليين عندما كان وزيرا للخارجية الا أنه لم يستطيع استثمار هذه العلاقة ويقنع اسرائيل بالعودة الى مسار المفاوضات من جديد، وفى ملف اليمن ما زالت الأزمة مستمرة والجامعة لا تلعب دورا مهما فى هذة الأزمة العربية العربية وتركتها الى الاممالمتحدة التى عينت مبعوثا دوليا وهو اسماعيل ولد الشيخ الذى حاول جاهدا ايجاد تسوية سياسية بين اطراف النزاع فى غيبة الجامعة العربية رغم مطالبة الامين العام للجامعة العربية المجتمع الدولى ان تلعب الجامعة دورا أكبر فى اليمن ولم يجد استجابة من الاممالمتحدة وظل الملف اليمنى اممى لاتتدخل فية الجامعة. وما حدث مع اليمن يحدث مع ملف سوريا لا نجد للجامعة العربية اى دور واضح فى حل الازمة السورية رغم كونها ازمة عربية عربية وانتقل الملف برمته الى "دى مستورا" المبعوث الاممى، فى تجاهل واضح للجامعة العربية، ولم تلعب الجامعة أى دور محورى فى الصراع الدائر فى سوريا ويدفع ثمنه الشعب السورى المشرد لدرجة ان ابو الغيط اعرب اكثر من مرة عن اندهاشه لاستبعاده من المفاوضات الدائرة بين المعارضة السورية ونظام بشار. وفى المشهد الليبى الملتهب اعرب ابو الغيط عن دهشته من عدم دعوة الجامعة العربية الى اجتماع باريس بشأن الوضع الليبى رغم تأكيد ابوالغيط ان اتفاق الصخيرات فى مادة 85 من الاتفاق والتى نصت على قيام حكومة الوفاق الوطنى بالتعاون مع الاممالمتحدة والجامعة العربية فى تنظيم مؤتمر دولى لحشد الدعم وتنسيق المساعدة الدولية لليبيافى مختلف المجالات والحكم الرشيد ومكافحة الارهاب واضاف ان الجامعة تعتزم العمل مع مبعوثى الاممالمتحدة والاتحاد الافريقى لتوسيع رقعة الدعم الاقليمى لجهود التسوية. وعندما حدثت ازمة بين العراقوتركيا دعت العراق مجلس الامن عقد جلسة طارئة لوقف تجاوزات تركيا، لم تطالب الجامعة بعقد اجتماع طارئ لعلمها ان الجامعة غير قادرة على لعب دور فاعل ومؤثر، واكتفى ابو الغيط بالاعراب عن قلق الجامعة من تطورات الموقف المتأزم بين العراقوتركيا، وطالب بعدم تصاعد الازمة داعيا تركيا الى احترام السيادة العراقية. ويضاف إلى كل هذا أن ابوالغيط أجرى عدة زيارات خارجية كلفت الجامعة الوف الجنيها من ميزانيتها منذ ان تولى مسئولية الجامعة العربية حيث سافر الى الامارات والبحرين والكويت واخيرا الاردن وغيرها من الدول العربية لتعزيز العمل العربى المشترك الذى اصبح صعب المنال فى هذه الأوقات الصعبة.