منذ أن أعلنت موريتانيا رغبتها في استضافة القمة العربية السابعة والعشرين علي اراضيها عقب اعتذار المغرب في مارس الماضي والاعلان عن موعد عقد القمة في نهاية يوليو عشنا ثلاثة أشهر ما بين تناقضات واختلافات في الاراء ما بين استحالة عقد القمة في موريتانيا لاسباب أمنية ولوجستية وامكانية عقدها في شرم الشيخ باعتبار ان مصر هي دولة المقر بينما كانت تقول اراء اخري ان الاستعدادات تجري علي قدم وساق وان موريتانيا والجامعة العربية يبذلان قصاري جهدها لاتمام انعقاد القمة علي الأرض الموريتانية باعتباره حقا اصيل لنواكشوط نظرا لانها دولة عربية ومن حقها استضافة القمة طبقا للترتيب الابجدي الذي يتم علي اساسه اختيار الدولة التي تستضيف القمة علي اراضيها. كان التحدي كبيرا امام موريتانيا لاثبات قدرتها علي التنظيم والاستضافة في فترة وجيزة لم تتجاوز الثلاثة اشهر وكان التحدي امام الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط الذي لم يمض علي توليه منصبه الجديد كأمين عام للجامعة سوي ايام قليلة ولكنه ومنذ توليه مهام منصبه واصل الليل بالنهار علي رأس كتيبة استدعاها من وزارة الخارجية لتعينه علي المهمة الصعبة ومنها السفير حسام زكي والذي تولي منصب الأمين العام المساعد للجامعة والوزير المفوض محمود عفيفي المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للجامعة فكان يصل أبو الغيط إلي مقر الجامعة العربية في السادسة والنصف صباحا ويمكث حتي المساء يعكف في مكتبه علي دراسة كل الملفات والقضايا العربية ومرت الثلاثة أشهر وجاء الاختبار الصعب وذهبنا إلي موريتانيا علي متن طائرة موريتانية خاصة تقل الأمين العام للجامعة أحمد أبوالغيط والامناء والمساعدين والسفراء العرب وكذلك الوفد الإعلامي. وبالرغم من المهمة الصعبة التي تقع علي عاتق "أبوالغيط" وما يحمله من هم وقلق بشأن ضرورة انجاح القمة العربية إلا أنه لم يفقد "روحه الحلوة" التي كان يداعب بها موظفي الجامعة العربية حينما وصل مطار القاهرة الدولي استعدادا للمغادرة. تلك الروح التي لا تخلو من الحزم والعزم علي المضي قدما لتطوير الجامعة العربية فرحب بهم وحرص علي مصافحتهم فردا فردا ثم طلب منهم الاجتهاد والمزيد من العمل للارتقاء بالجامعة العربية. وبعد رحلة سفر وعناء تجاوزت 12 ساعة وصلنا إلي مطار موريتانيا ذلك المطار الذي شيد خصيصا لاستقبال ضيوف القمة العربية وبالرغم من التعب والاجتهاد الذي اصابنا جراء السفر الا أن حفاوة الاستقبال الذي لمسناه ازالت اي تعب حيث كان استقبالا رسميا وشعبيا اشبه بعرس اقامه الموريتانيون لاستقبال العرب كانت فرحتهم بلقائنا علي ارضهم تفوق الوصف كانوا يريدون حملنا علي الاعناق كانوا يقولون لنا "نحن خدامكم" وكانوا يعتبرون عقد القمة العربية علي اراضيهم هي الحدث الابرز والاهم في تاريخهم بعد استقلالهم من الاستعمار. وعقدت القمة العربية او كما اسموها "قمة الأمل" ونجحت الإرادة الموريتانية رغم مواردها المحدودة وامكانياتها البسيطة ان تستضيف القمة العربية السابعة والعشرين علي ارضها ونجح الأمين العام الجديد أحمد أبوالغيط في مهمته واستطاع ان يدير دفة العمل العربي المشترك وان يعبر به من وحل الازمات التي تعصف به واستطاع أن يكسب الرهان الأكبر وهو الحفاظ علي دورية انعقاد القمة العربية في ظل التحديات والازمات التي تعصف بالعديد من الدول العربية ورغم الهجوم الكبير علي القمة واتهامها بانها قمة لم يشارك فيها سوي 6 من القادة العرب الا انها جاءت في وقت شديد الصعوبة والحساسية يتطلب من الجميع تضافر الجهود وشحذ الهمم للخروج بالمنطقة العربية من الأزمة الراهنة وقد تعهد "أبوالغيط" امام الجميع بان يتحمل شخصيا عبء تطوير الجامعة رافضا الانتقاص من دورها أو غيابها في معالجة الازمات الراهنة واثبت انه لديه رؤية ورغبة للتطوير ونأمل ان يساعده الجميع في اداء تلك المهمة الصعبة.