"ندعو الله أن يفرج كرب الأمة"، بهذه الجملة المعبرة والتى تتضمن دلالات كثيرة اختتم أحمد أبوالغيط الأمين العام للجامعة العربية كلمته أمام مجلسى الجامعة العربية فى اجتماعة الطارئ على مستوى المندوبين لبحث الأوضاع المأساوية فى حلب بهذه العبارة التى انفرد بها الأمين العام عن سائر اسلافة السابقين والدبلوماسيين الذين شغلوا نفس المنصب على مدار تاريخ الجامعة العربية لم يقلها أحد غيره رغم ما شهدته الأمة من أزمات وحروب. قد تبدو العبارة من الناحية الواقعية تعبيرا عن التدين والتقرب إلى الله، ولكنها من الناحية الدبلوماسية لا يجب أن تخرج من دبلوماسى مخضرم له تاريخ دبلوماسى سواء فى الخارجية المصرية عندما كان وزيرا لها أو عندما كان مندوب مصر الدائم فى الأممالمتحدة لسنوات طويلة. هذه الجملة تعكس حالة من الاحباط واليأس الذى طال الأمين العام رغم انه لم يمض فى منصبه أمينا عاما للجامعة 3 شهور كاملة، يأس من إحداث أى تغيير فى المشهد السياسي والواقع العربى المتأزم فنيران الحروب والأزمات تطول معظم الدول العربية من المحيط إلى الخليج فالعبارة لم تكن عفوية بل استسلام من الأمين العام للأوضاع المتردية والماساوية التى تهدد مستقبل وحاضر العرب فى هذه الفترة الاستثنائية من تاريخ الأمة. عبارة أبو الغيط الاستسلامية تعتبر إعلان وفاة وعجز الجامعة العربية عن لعب أى دور مؤثر يغيير الأوضاع المأساوية التى تطحن الشعوب العربية سبب الأزمات والحروب والفتن الطائفية التى تعصف بكيان الدول أبو الغيط بعبارته يدشن لمرحلة جديدة من تاريخ الجامعة العربية ينقلها من العمل الدبلوماسى القائم على المحادثات والمفاوضات والحوار وممارسة شتى الضغوط إلى مرحلة جديدة دعوية أقرب إلى "الدروشة" من العمل الدبلوماسى. أبو الغيط الذى أطلق على القمة العربية السابقة التى انعقدت فى نواكشوط على قمة الأمل ليضفى أهمية على القمة سرعان ما أدرك حقيقة الوضع الصعب والمتردى للجامعة العربية العاجزة عن عمل أى شىء ينقذ العرب من مصير بأس لا يمكن أن يتغير بالدعاء فقط بل بالعمل والتوحد وإنهاء الأزمات وتجنب المصالح الخاصة للحكام والمسئولين العرب.