لا أعرف علي وجه الدقة من الذي أطلق تلك التسمية علي القمة العربية السابعة والعشرين قمة الأمل- والتي عقدت يوم الاثنين الماضي في العاصمة الموريتانية نواكشوط وسط غياب أكثر من75% منالقادة العرب عن حضور فعاليات القمة وما هو المقصود من كلمة الأمل في العمل العربي وسط تلك الضبابية الشديدة والفوضي المفرطة في العمل العربي المشترك وحالة عدم الثقة التي يعيشها الشارع العربي في أي اجتماعات عربية سواء علي مستوي القمة أو وزراء الخارجية حيث تحولت تلك الاجتماعات إلي محفل كلامي فقط منذ سنوات طويلة وفقدت بالتالي أي قيمة حقيقية أو نتائج ملموسة يمكن أن تخرج عن تلك القمم. وأعتقد أن إطلاق قمة الأمل علي قمة نواكشوط جاء انطلاقا من تولي الأمين العام الجديد للجامعة العربية أحمد أبو الغيط مهام منصبه والتفاؤل العربي بالقدرات الدبلوماسية الكبيرة التي يتمتع بها وخبراته في العمل العربي والدولي المشهود له بها في المحافل العربية والإقليمية والدولية ولكن الأوضاع العربية المتردية في سوريا والعراق واليمن وليبيا بالإضافة إلي قضية العرب الأولي القضية الفلسطينية جعل اجتماعات القمة العربية رغم الجهود الكبيرة التي بذلها أبوالغيط لإنجاحها تفقد أهميتها بصورة كبيرة في ظل الأوضاع المعقدة وتحول الشرق الأوسط وبالتحديد عدد من الدول العربية إلي ساحة للحروب والنزاعات ليس بين طوائفها فقط بل بين القوي الكبري أيضا. ولذا فإن القمة العربية الأخيرة في العاصمة الموريتانية نواكشوط والتي بذل رئيسها محمد ولد عبدالعزيز جهودا كبيرة لاستضافة تلك القمة والتي كان مقررا عقدها في المغرب في مارس الماضي ولكن المغرب اعتذر عن عدم استضافتها في اللحظات الأخيرة يمكن وصفها بقمة اعتذارات وليس قمة الأمل بسبب حضور ستة رؤساء فقط وهو ما أفقد القمة الكثير من رونقها وزخمها السياسي, حيث تعتبر القمم فرصة للقادة لإجراء العديد من اللقاءات والمشاورات الثنائية التي تدعم العمل الثنائي والمتعدد أيضا في ظل الأزمات المتلاحقة التي يعيشها العالم العربي وبالتالي فقدت القمة العربية الأخيرة محورا أساسيا من محاورها. وعلي الرغم من الأوضاع المعقدة في ليبيا وسوريا واليمن والتي لا تملك الجامعة العربية دورا حقيقيا في حل تلك الأزمات لوجود أطراف دولية غير نزيهة تتدخل في تلك الملفات ووجود مبعوث للأمم المتحدة لكل ملف دون أن يحرك ساكنا إلا أن جهود الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط والتي تركزت بشكل كبير علي الملفات الاقتصادية بين الدول العربية وضرورة دفع الجهود لدعم تلك الملفات خاصة منطقة التجارة الحرة العربية وإزالة معوقات الاستثمار بين الدول وتفعيل عشرات الاتفاقيات الموقعة في هذا السياق أعطي بارقة أمل للمواطن العربي في مستقبل اقتصادي يمكن دفعه لمصلحة الشعوب العربية والاستفادة من الإمكانيات الكبيرة للدول العربية والتي يمكن أن تحولها لأضخم سوق في المنطقة. والمؤكد أن القمة العربية الأخيرة في نواكشوط رغم كل سلبياتها ستكون نقطة انطلاق مهمة للأمين العام الجديد لدفع العمل العربي المشترك خاصة في المجال الاقتصادي إلي جانب تفعيل دور الجامعة في مواجهة الأزمات العربية خاصة في ليبيا واليمن وسوريا والعراق بدلا من وجود الجامعة بكافة هيئاتها ومنذ سنوات في مقاعد المتفرجين وهو ما سيسعي أبوالغيط إلي مواجهته بصورة عملية تعيد الثقة المفقودة للجامعة ليس علي المستوي الدولي والإقليمي فقط بل علي مستوي المواطن العربي البسيط الذي ينظر إلي الجامعة علي انها مجرد مبني لا يغني ولا يسمن من جوع.