تأمل المعارضة الروسية في ان تحشد اليوم السبت في موسكو عشرات آلاف الاشخاص، على غرار ما حصل قبل اسبوعين، لتندد بتزوير الانتخابات التشريعية وتبرهن للسلطات على ان التعبئة غير المسبوقة للروس لم تضعف منذ اسبوعين. وحصل المعارضون على دعم المجلس الاستشاري لحقوق الانسان في الكرملين الذي انتقد اليوم السبت عمليات التزوير في الاقتراع وطالب بانتخابات مبكرة. وقال المجلس في بيان إنه "من الضروري تبني قانون انتخابي جديد لتنظيم انتخابات تشريعية مبكرة على اساسه". واضافت هذه الهيئة التي لا تملك سوى صلاحية تقديم توصيات ان "المعلومات الكثيرة عن حشو صناديق الاقتراع وتزوير محاضر النتائج اثارت شكوك الكثير من المواطنين في النتائج". وتجاوب نحو خمسين الف شخص عبر موقع فيسبوك مع هذا التجمع في ساحة ساخاروف بوسط موسكو، لكن بعض المنظمين من احزاب سياسية وجمعيات ومنظمات غير حكومية ومشاهير ووسائل اعلام يأملون باستقطاب عدد اكبر من المتظاهرين. وكتب اكثر من 150 ممثلا ومخرجا وصحفيا سيشاركون في التظاهرة في رسالة مفتوحة "من الاهمية بمكان ان نعيد تأكيد كرامتنا المكتسبة". كما توقع استطلاع اجرته شركة خاصة ان يتظاهر اكثر من مئة الف معارض اليوم السبت في وسط العاصمة الروسية. وستنظم تجمعات اصغر في عدد من المدن الروسية، يضم اولها حوالى مئة شخص في فلاديفوستوك على سواحل المحيط الهادىء. وكانت تظاهرة العاشر من ديسمبر التي نظمت بعد ستة ايام من الانتخابات التشريعية التي فاز فيها حزب روسيا الموحدة الحاكم بنحو خمسين في المئة من الاصوات، استقطبت ما بين خمسين الفا وثمانين الف شخص. وفي موازاة ذلك، تجمع الاف المتظاهرين الاخرين في عشرات المدن الروسية مثل سان بطرسبورغ وايكاتيرينبورغ في الاورال. واعلن الرئيس السوفيتي الاسبق وحائز جائزة نوبل للسلام ميخائيل جورباتشيف (80 عاما) الذي يؤيد تحرك المعارضة انه سينضم الى المتظاهرين اذا سمح له وضعه الصحي بذلك. كما تلقى المتظاهرون تأييدا لم يكن متوقعا من وزير المالية الاسبق الكسي كودرين الذي كان مقربا من بوتين وعبر عن موقفه الجديد في رسالة مفتوحة نشرتها السبت صحيفة كومرسانت. وكتب كودرين "اشاطركم مشاعركم السلبية حيال نتائج الانتخابات التشريعية في بلدكم". وهذا التحرك المعارض هو الاكبر في روسيا منذ تولى بوتين الرئاسة العام 2000. وتأتي هذه التعبئة فيما يسعى بوتين الى ضمان اعادة انتخابه رئيسا في مارس بعدما تخلى عن هذا المنصب لديمتري مدفيديف العام 2008 كون الدستور لا يتيح له الحكم اكثر من ولايتين متتاليتين. ورغم تراجع شعبيته في الاشهر الاخيرة، سخر بوتين من معارضيه في مقابلة تلفزيونية استمرت اكثر من اربع ساعات الاسبوع الماضي. ولم يتردد في اتهام المعارضة بانها مرتهنة للغرب. وفي مؤشر الى ادراكهما ان الوضع خطير، وعد بوتين ومدفيديف ب"تحديث" النظام السياسي، لكن هذا المشروع لن يرى النور قبل العام 2013.