المحتجون طالبوا بالغاء الانتخابات واجراء اخرى جديدة اوعز الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف الاحد بفتح تحقيق حول مزاعم بانتهاكات وقعت خلال عملية الاقتراع البرلماني التي جرت قبل اسبوع، وكان من تداعياتها اندلاع احتجاجات ومظاهرات واسعة في موسكو وعدة مدن روسية اخرى، كان اكبرها السبت. وطالب المحتجون في موسكو وسان بطرسبيرغ وغيرها من من المدن الروسية باعادة اجراء تلك الانتخابات، التي قالوا انها كانت عرضة للتزوير والتلاعب واسع النطاق. كما دعا المتظاهرون الى انهاء حكم ونفوذ رئيس الوزراء الحالي فلاديمير بوتين، والمرشح الاقوى للرئاسة بعد انتهاء عهد مدفيديف، بعد ان اظهرت نتائج الانتخابات فوز حزبه "روسياالمتحدة" باغلبية ضئيلة فيها. الا ان تصريحات الناطق باسم بوتين، ديمتري بيسكوف، لم يظهر فيها اي مؤشر على نية بوتين تغيير سياسته بالقول: "نحن نحترم وجهة نظر المحتجين، ونسمع ما يقال، وسنستمر في الانصات لهم". الا ان مراقبين لا يرون ان هذا سيقلل من حماسة المحتجين في المطالبة بالاصلاحات السياسية، ووضع حد لنفوذ النخبة الحاكمة التي يقودها بوتين منذ 12 عاما. وشهدت موسكو السبت خروج عشرات الآلاف من الروس في مظاهرات ضخمة لم تشهدها العاصمة منذ سقوط الاتحاد السوفيتي السابق احتجاجا على نتائج تلك الانتخابات. فقد احتشد نحو 50 الفا في منطقة قريبة من الكرملين مطالبين بالغاء تلك الانتخابات واعادتها من جديد. كما شهدت مدن اخرى مثل سان بطرسبيرغ مظاهرات مشابهة لكن على نطاق اضيق، شارك فيها ناشطون شيوعيون وقوميون وليبراليون من ذوي الميول الغربية، رغم الاختلافات بينهم. من اقصى الشرق الشرطة اعتقلت العشرات من المحتجين بموسكو ومدن اخرى وانطلقت اولى المظاهرات بمشاركة الالاف في اقصى الشرق الروسي وسيبيريا حيث قامت الشرطة بتفريقهم في عدد من المدن واعتقال عشرات منهم. وفي مدينة فلاديفوستوك الساحلية الواقعة على المحيط الهادىء، والتي هزم فيها حزب روسيا الموحدة الحاكم امام الشيوعيين خرج المئات في مظاهرة حمل بعض المتظاهرين فيها لافتات كتب عليها "الغوا نتائج الانتخابات" و"المزورون الى السجن". وقال المنظمون إن نحو الف شخص تحدوا الطقس البارد وخرجوا في هذه المظاهرة بينما قدرت الشرطة العدد بأقل من ذلك بكثير. وافادت وكالة الانباء الروسية نوفوستي عن اعتقال عشرين متظاهرا في مدينة خاباروفسك الواقعة في اقصى الشرق الروسي والقريبة من الحدود الصينية، حيث فرقت الشرطة بسرعة مئات الاشخاص الذين تظاهروا في المدينة. كما افادت وكالة الانباء انترفاكس ان عشرات الاشخاص اعتقلوا في بلاغوفيشتشينسك، وبأن مئتي شخص تظاهروا في تشيتا شرق سيبيريا، واعتقل شخصان. واشارت تقارير إلى خروج احتجاجات في مدن كبرى اخرى مثل ارخانجيلسك في القطب الشمالي وفي مدن بارنول ونوفوسيبيرسك اومسك وايركوتسك وكراسنويارسك في سيبيريا. قمع بالوسائل "المشروعة" وحذرت النيابة العامة في موسكو المنظمين والمشاركين من اي تجاوزات محتملة اثناء التحركات ما سيرغم الشرطة على "اتخاذ التدابير اللازمة لضمان الحفاظ على الامن". وحذر بوتين من ان اي تجاوزات سيتم قمعها "بكل الوسائل المشروعة". ويتظاهر الاف الروس منذ قرابة الاسبوع احتجاجا على نتائج الانتخابات التشريعية. وقامت الشرطة في موسكو وسان بطرسبورغ باستجواب نحو 1600 شخص خلال هذه التجمعات.