شبانة: جوميز يعلق صفقة محمود جهاد وإنبي يطلب 50 مليون للتنازل عن حمدي    المشدد 15 سنة لديلر بحوزته 65 كيس بودرة    تعرف على دور الفلاح في دعم الاقتصاد الزراعي المصري    رئيس جامعة دمياط يفتتح دورة الإرشاد النفسي وعلم الاجتماع للأئمة والواعظات    8 مليارات جنيه مكاسب البورصة المصرية في منتصف التداولات    12 حالة يحق فيها لشركة الكهرباء رفع العداد    «الإسكان» تتابع مع «سيتي إيدج» معدلات تسويق مشروعات «المجتمعات العمرانية»    بدر عبدالعاطي: وزير خارجية الدنمارك بحث مع الرئيس السيسي تعزيز التعاون    «العمل الوطني الفلسطيني»: ما تبقى من مدارس غزة تحول إلى مراكز إيواء النازحين    مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: إنهاء العدوان على غزة أولوية    الرئيس السيسي يبحث مع الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي الأوضاع في غزة والشرق الأوسط    الأردنيون ينتخبون مجلس النواب ال20 غدا    ب 93 مليونًا.. محافظ الشرقية يفتتح مدرسة شيبة الابتدائية    طنطا يواصل استعداداته لمواجهة وادي دجلة في افتتاح دوري المحترفين    المقاولون العرب يضم «سكولز» لاعب لافيينا    مدرب السعودية: مواجهة الصين مختلفة عن إندونيسيا    يوم 10 من الشهر التالي.. «التعليم» تعلن إجراءات صرف مقابل العمل بالحصة لسد العجز بالمدارس (تفاصيل)    الأرصاد: طقس الثلاثاء شديد الحرارة نهارًا مائل للحرارة ليلًا    مارس الرذيلة مع 99 امرأة.. الحكم بإعدام طبيب روض الفرج    لينك نتيجة الثانوية العامة الدور الثاني 2024 في 27 محافظة.. خلال ساعات    أستاذ ب«جامعة القاهرة»: المصري القديم أول من ابتكر الأساليب الجديدة في الزراعة    وزير الثقافة ونقيب الصحفيين يبحثان سبل التعاون.. صور    30 ألف جنيه للفائزين بمسابقة أفضل مقال أو دراسة نقدية عن الأفلام القصيرة جدا    اللجنة العليا لمهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية ال32 تواصل أعمالها    ضمن مبادرة حياة كريمة.. الكشف على 250 مواطنا شمال مدينة القصير    طريقة عمل اللديدة في البيت دون مواد حافظة على خطى الشيف نجلاء الشرشابي    3 تحديات تواجه الصناعات الغذائية.. ما هي؟    انتخابات أمريكا 2024| جورج بوش يستبعد دعم كلا المرشحين بالانتخابات    «المشاط» تؤكد أهمية الاستفادة من تقارير وإصدارات معهد التخطيط القومي    عاجل.. تأجيل محاكمة مضيف طيران و6 آخرين في تهريب دولارات للإخوان بالخارج    غرق طالب فى ترعة الإسعاف بقرية بهجورة قنا    مصرع شخص بطعنة نافذة بالصدر في مشاجرة بالدقهلية    منح دراسية وتخفيضات 20% على المصروفات.. كل ما تريد معرفته عن جامعة «باديا»    جامعة جنوب الوادي: استمرار الكشف الطبي على الطلاب الجدد خلال إجازة المولد النبوي    رئيس جامعة قناة السويس يؤكد أهمية تعزيز قدرات الطلاب والحصول على تدريب متميز    مباراة مصر وبوتسوانا تحت التهديد.. الطائرة الخاصة لمنتخب بوتسوانا لم تعُد بعد    تشييع جثمان المتضامنة الأمريكية عائشة نور التي قتلت برصاص الاحتلال بالضفة الغربية    "شباك المنور" تفوز بجائزة خيري شلبي للعمل الروائي الأول للدورة الخامسة    عباس شومان: أفضل إنصاف للمرأة هو العمل على إبراز حقوقها    انطلقت فعاليات اليوم الثانى والختامى gمنتدى الإعلام الرياضى    معارض أهلا بالمدارس 2024| محافظ المنيا يدعو إلى مزيد من التخفيضات    الزمالك: سنطلب 100 مليون جنيه تعويضا حال عدم التزام ارون سالم بوبيندزا بالتعاقد    مدرب قطر: لا بديل عن الفوز أمام كوريا الشمالية بتصفيات المونديال    حيثيات إعدام عاطل قتل صديقه داخل مسكنه بسبب خلافات بينهما فى الجيزة    وزارة الصحة تؤكد توفير الأدوية اللازمة بالصيدليات وحل أزمة النقص قريبًا    كامل الوزير يلتقي وزيري النقل والإعمار بالعراق    وزير الصحة: نعمل على خفض الوفيات بسبب الدرن بنسبة 90% في 2030    السنغال يسعى لتصحيح المسار أمام بوروندي في تصفيات أمم أفريقيا    عالم: ليس كل أزهري مؤهل للفتوى.. واستحلال الحرام «كفر»    دار الإفتاء توضح حكم التطوع بالصيام فرحا بمولد النبى الكريم    باحث أزهري: الله وعد المؤمنين بشفاعة الرسول يوم القيامة (فيديو)    أوكرانيا: ارتفاع حصيلة قتلى جيش روسيا ل 626 ألفا و410 جنود منذ بدء العملية العسكرية    المشاط: اتفاقية «تمويلي» تُمثل تخارجا استراتيجيا للشركات الحكومية يتسق مع توجه الدولة    برج الدلو.. حظك اليوم الإثنين 9 سبتمبر: قلل التوتر    يسرا والكدواني وأحمد أمين ويوسف الشريف في عزاء والد طارق وأحمد الجنايني    وزارة الصحة: انطلاق برنامج تدريب المعلمين بمدارس التمريض على المناهج الجديدة    الآن.. تنسيق المرحلة الثالثة 2024.. الموعد الرسمي لتسجيل الرغبات عبر الرابط المعتمد    شارك صحافة من وإلى المواطن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مصطفى إسماعيل.. أسطورة تلاوة القرآن بلا منازع
نشر في الوفد يوم 07 - 06 - 2016

حين حبس المرض الصوت السماوى «محمد رفعت» ساقت المصادفات القارئ الشاب مصطفى إسماعيل إلى ميكروفون الإذاعة على غير سعى منه، وليصبح فى سنوات قليلة أسطورة تلاوة القرآن، بل قارئ مصر الرسمى فى سرعة خاطفة، وليمتد جمهوره من المحيط إلى الخليج ثم إلى المسلمين غير العرب فى آسيا. فقد استطاع بصوته الذهبى أن يمزج بين علم القراءات وأحكام التلاوة وعلم التفسير وعلم المقامات الموسيقية مزجاً لم يسبق له مثيل، فكان ينتقل بسامعيه إلى عالم تسوده الفيوضات الإلهية.
ولد الشيخ مصطفى إسماعيل فى (1905) ميلادية فى شهر ربيع الثانى (1323) هجرية فى قرية من ريف مصر بجوار طنطا تدعى «ميت غزال» لأب فلاح، وكعادة أهل الريف كان كتاب القرية هو المؤهل الأول لشخصية شيخنا، وكان لجده «الحاج مرسى» الدور المحورى فى سنواته الأولى، إذ دأب الجد على أن يعلم حفيده «مصطفى» القرآن فى السادسة من عمره، حتى أصبح عملاقاً عبقرياً فى التلاوة، بدأ يقرأ القرآن فى طنطا وهو طالب فى المسجد الأحمدى لدراسة علوم الدين والفقه أملاً أن يصبح عالماً من علماء الأزهر الشريف، فلم يكن يسمعه إلا أهل طنطا ولم يكن يعرفه أحد من خارجها، وبدلاً من أن يذهب للعاصمة أو يطوف فى البلاد ليعرض على الناس موهبته كما يفعل الكثيرون من ذوى المواهب، شاءت الأقدار أن تأتى وفود من جميع أنحاء القطر المصرى للاستماع إليه فى سرادق العزاء الذى أقيم فى وفاة حسين باشا القصبى فى ميدان السيد البدوى، فذاع صيته كالبرق وبالمصادفة وجد الشيخ محمد رفعت الذى جاء بناء على طلب أهل البلدة لإحياء تلك الليلة فجلس الشيخ مصطفى ضيفاً على دكة الشيخ محمد رفعت والذى لم يكن يعرفه، فلما انتهى الشيخ رفعت من وصلته ترك مكانه لذلك القارئ الشاب ليقرأ، فبدأ الشيخ «مصطفى» يقرأ وانبهر به الشيخ رفعت وسط تجاوب الحاضرين وتشجيعهم له، وبعد أن ختم وصلته قبله الشيخ رفعت وقال له: «أهنئك يا بنى بهذه الموهبة الربانية وأقدم لك نصيحة من أب لولده لو وعيتها فستصبح أعظم من قرأ القرآن فى مصر فأنت صاحب مدرسة جديدة لم تقلد أحداً وحباك الله بموهبة حلاوة الصوت والفن التلقائى المنغم دون أن تدرس فى معهد الموسيقى وأنت مازلت فى مقتبل شبابك فعليك أن تعيد قراءة القرآن على أحد شيوخ المسجد الأحمدى، وبالفعل نفذ الشيخ إسماعيل وصية الشيخ «رفعت» له والتحق بالمعهد الأحمدى وهو لم يتجاوز الثامنة عشرة وأعجب به الشيخ محمود حشيش ونصحه بأن يشترك برابطة تضامن القراء بحى الحسين، فاتجه إلى القاهرة وهناك التقى بالشيخ محمد الصيفى وأخبره برغبته فى الانضمام للرابطة.
فى عام (1943) استمع الملك فاروق ملك مصر لصوت الشيخ مصطفى إسماعيل فى الحفل الذى نقلته الإذاعة المصرية من مسجد الإمام الحسين وأعجب به فأصدر أمراً ملكياً بتكليفه ليكون قارئاً للقصر الملكى، فحاول محمد باشا سالم السكرتير الخاص للملك معرفة أية معلومات عن الشيخ «مصطفى» من الإذاعة، وأخيراً استطاعوا الوصول إليه فى بلدته، فسافر إلى القاهرة والتقى ناظر الخاصة الملكية مراد باشا محسن، الذى هنأه بتقدير الملك لصوته ولموهبته الكبيرة، وأخيراً بصدور أمر ملكى بتكليفه قارئا للقصر الملكى لإحياء ليالى رمضان بقصرى رأس التين والمنتزه بالإسكندرية واستقر الشيخ فى القاهرة منذ عام 1944م وأقام بفندق شبرد وظل قارئاً للقصر الملكى حتى قيام ثورة يوليو (1952).
وفى عهد الرئيس جمال عبد الناصر قلده وسام الجمهورية وهو أول وسام يمنح لمقرئ للقرآن الكريم وكان ذلك فى عيد العلم عام 1965م.
أما الرئيس السادات فكان من أشد المعجبين بالشيخ مصطفى إسماعيل، حتى أن السادات من شدة حبه له لما وجد القارئ د. أحمد نعينع يقلد الشيخ مصطفى إسماعيل فى طريقه أدائه أحبه وعينه قارئاً برئاسة الجمهورية، وقد اصطحب الرئيس السادات مصطفى إسماعيل معه لزيارة المسجد الأقصى بالقدس فتلا آيات قرآنية بصوته الذهبى فجر عيد الأضحى وقد وصف الموسيقار محمد عبد الوهاب صوت الشيخ مصطفى إسماعيل وتلاوته فقال: «إنه يفاجئنا دائماً بمسارات مقامية وقفلات غير متوقعة» كما وصفه الشيخ أبو العينين شعيشع بأنه «فلاح القرآن» أى الذى خدم القرآن بصدق وتفان وإخلاص تراثه الصوتى.
وقد رحل الشيخ مصطفى إسماعيل عن الحياة فى السادس والعشرين من ديسمبر عام 1978م وكانت أمنيته أن يدفن فى حديقة منزله الريفى بقريته وهى الأمنية التى أمر الرئيس السادات بتحقيقها له بمجرد أن علم بوفاته.
رحل الشيخ مصطفى إسماعيل عن الحياة بعد أن ترك تراثاً كبيراً وسجلاً ناصعاً لقراءاته المسجلة، حيث بلغ مجموع ما تم حفظه من تسجيلاته الخارجية نحو (2000) ساعة تسجيلات على الهواء، وقد نال كل صور التكريم من كل الملوك والرؤساء المتتابعين فى مصر وخارجها، وبعد فقد كان الشيخ مصطفى إسماعيل حقاً وصدقاً مدرسة منفردة فى التلاوة حتى أصبح بحق أحد أساطين دولة قراءة القرآن المتميزين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.