مصطفي إسماعيل من أبرز شيوخ التلاوة في مصر والعالم ، أتقن المقامات وقرأ القرآن بأكثر من 19 مقاماً ، عرف عنه أنه صاحب نَفَس طويل في القراءة التجويدية، ترك وراءه 1300 تلاوة لا تزال تبث عبر إذاعات القرآن الكريم ، ركّب في تلاوته النغمات والمقامات بشكل استحوذ على أعجاب المستمعين. ولد الشيخ مصطفى إسماعيل في قرية ميت غزال محافظة الغربية ، في 7 يونيو 1905 ، حفظ القرآن الكريم ولما يتجاوز الثانية عشرة من العمر في كتّاب القرية ، ثم التحق بالمعهد الأحمدي في طنطا ليتم دراسة القرءات وأحكام التلاوة ، أتم تلاوة وتجويد القرآن الكريم وراجعه ثلاثين مرة على يد الشيخ إدريس فاخر. كان أول قارئ يسجل في الإذاعة دون أن يمتحن فيها ، واختاره الملك فاروق قارئاً للقصر الملكي ، وأخذه معه السادات ضمن الوفد الرسمي لدى زيارته للقدس سنة 1977 . زارالشيخ مصطفى إسماعيل خمساً وعشرين دولة عربية ، كما سافر إلى جزيرة سيلان، وتركيا وماليزيا، وتنزانيا، وألمانيا والولايات المتحدةالأمريكية، كما زار القدس عام 1960، وقرأ القرآن الكريم في المسجد الأقصى في إحدى ليالي الإسراء والمعراج. كان السادات من المحبين لسماع صوت الشيخ مصطفى اسماعيل، حتى إنه كان يقلد طريقته في التلاوة عندما كان السادات مسجوناً. قال عنه موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، " يفاجئنا دائما بمسارات موسيقية وقفلات غير متوقعة، وهو كبير جدا في موهبته، وكبير في إدارة صوته، وله جرأة في الارتجال الموسيقي والصعود بصوته إلى جواب الجواب بشكل لم نعرفه في أي صوت حتى الآن". وتوقف عمار الشريعي بالتحليل مع تلاوة الشيخ لقوله تعالى في سورة القمر: " فدعا ربه أني مغلوب فانتصر، ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر، وفجرنا الأرض عيونا"، وكيف قرأها مصطفى إسماعيل أولا بمقام الصبا الخالص، ثم أعادها بنفس المقام مع قفلة من السيكاة، مكونا مقام بستنيكار، ويؤكد الشريعي أن هذا الأداء النغمي من الشيخ يؤكد درايته الواسعة بالمقامات العربية وأصول النغم. ويصف محمود السعدني، صوت مصطفي إسماعيل قائلا: هو أجمل صوت بين المقرئين، بل هو أجمل صوت بين المطربين أيضا، إن صوته أجمل من صوت عبد الوهاب وفريد الأطرش ومحمد قنديل، وعبد الحليم، ولولا أن صوته “يضيع” في طبقة القرار لكان أجمل وأحلى وأقوى صوت في الوجود، فليس لصوته نظير في الطبقات العليا، وهو صاحب طريقة فذة فرضت نفسها على العصر كله، وهو إمام المقرئين بإعترافهم جميعا، وشهرته تدوي كالطبل في جميع أنحاء العالم العربي من المحيط إلى الخليج. ويقول شيخ عموم المقارئ المصرية الشيخ علي الضباع : " إنه كوكب خاص متفرد بين قراء عصره، بمناخه ومحيطاته وعبقه وتضاريس صوته مدا وجزرا وقرارا وجوابا، وتمكنه من أحكام القراءات السبع، وطول باعه فى الاحتفاظ بموهبة التألق، والحضور، مهما طال زمن التلاوة ساعات وساعات". حصل الشيخ مصطفى اسماعيل على وسام الاستحقاق من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وعلى وسام الأرز من لبنان عام 1958، ووسام الفنون عام 1965، ووسام الامتياز عام 1985 من الرئيس مبارك، ووسام الاستحقاق من سوريا، كما حصل على أعلى وسام من ماليزيا، ووسام الفنون من تنزانيا. فارق الشيخ مصطفي إسماعيل الدنيا في 26 ديسمبر 1978، ودفن فى مسجده الملحق ببيته فى قرية ميت غزال بالسنطة بمحافظة الغربية.