بدأت امريكا تنفيذ مخطط سري للاختراق الاستخباراتى لدول أفريقية وعربية بالتوازى مع ثورات الربيع العربى منذ فبراير الماضى ، حيث بدأت فى تشغيل رحلات سرية لطائرات بدون طيار فوق جنوب الصومال وإثيوبيا وجيبوتى ، وفوق شبه الجزيره العربية . وهى طائرات تجسس لجمع المعلومات ، بجانب جاهزية هذه الطائرات لإلقاء القنابل ، من خلال التحكم الالكترونى عن بعد من خلال القواعد الامريكية . وكشفت واشنطن بوست فى تقرير أمس ، ان أمريكا مشغولة الآن في بناء القواعد في أفريقيا وشبه الجزيرة العربية ، فى مواقع تزعم انها قريبة من معسكرات لجماعات إرهابية لرصد ومكافحة هؤلاء الارهابيين ، وعلى رأسهم حركة الشباب في الصومال وهى الحركة المرتبطة بتنظيم القاعدة. وأشار التقرير إلى ان أمريكا قامت باستثمار ملايين الدولارات لبناء قاعدة في اثيوبيا ، استخدمت من قبل الأمريكيين في ولاية ميشيغان أربا ، وتم من خلال هذه القاعدة تحويل المطار المدني الى مطار للطائرات بدون طيار. كما تم أيضا إطلاق هذه الطائرات فى رحلات فوق جيبوتي، على الحدود مع الصومال واثيوبيا ، وفوق سيشيل وهي أرخبيل شمال مدغشقر ، والتى تم تحويلها ايضا الى قاعدة امريكية . كما اعتمدت امريكا مؤخرا على إرسال رحلات عديدة لطائرات بدون طيار، لجمع المعلومات ومكافحة ما أسمته ببؤر الارهاب ، ونشرت مئات من هذه الطائرات فوق كل من باكستان ، أفغانستان ، العراق ، ليبيا ، الصومال واليمن . وواجهت هذه الطائرات انتقادات حادة من قبل باكستان ، لتنفيذها عمليات وضربات جوية بالقنابل ، تسببت فى إصابة اهداف خاطئة ليست معاقل لأى ارهابيين ، مما تسبب فى سقوط ضحايا مدنيين . يذكر ان أمريكا تتخوف من انتقال رياح الثورات العربية الى دول افريقية ، وأن يتم تغيير أنظمة تدين لها بالولاء، الأمر الذى قد يؤدى الى تقليص ومحاربة التواجد الامريكى، وتغلل شركات الاستثمار المنتفعة من الثروات الافريقية ، وتحاول أن تتواجد بقوة فى افريقيا فى الوقت الحالى للحيلولة دون وقوع ذلك.