رسميًا الآن.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأربعاء 7-8-2024 في البنوك    نمو التجارة الخارجية للصين بنسبة 6.2% خلال أول 7 شهور من العام    إيفوتك للأدوية تخفض توقعاتها للعام المالي الحالي    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. الأربعاء 7 أغسطس 2024    اعرف الأسعار الحقيقية ل الفراخ والبانيه اليوم 7 أغسطس    إيران تنشر للمرة الأولى صورة لقاسم سليماني مع السنوار    أوستن: لن نتسامح مع الهجمات على القوات الأمريكية في الشرق الأوسط    واشنطن بوست: إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة بمسؤوليتها عن اغتيال هنية    توقعات الأبراج حظك اليوم الأربعاء 7-8-2024 أبراج السرطان والأسد والعذراء    سعر الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الأربعاء 7 أغسطس 2024    هل ستقوم الحكومة ب تحرير سعر الصرف.. خطة النواب توضح    العثور على بقايا بشرية داخل تمساح، والضحية "طبيب"    طقس اليوم الأربعاء 7 أغسطس.. الأرصاد تعلن انخفاض الحرارة بالقاهرة    تنسيق جامعة 6 أكتوبر 2024 .. رابط التقديم ومصاريف جميع الكليات    القوات الأوكرانية تقصف أراضي جمهورية دونيتسك ب40 مقذوفا خلال 24 ساعة    البابا تواضروس الثاني يشهد احتفالية تخريج دفعة 2023 من "إكليريكية الإسكندرية"    حلقة جديدة من مسلسل شيرين وحسام.. اتهامات بالابتزاز متبادلة    هشام عباس يبدع على المسرح المكشوف بمكتبة الإسكندرية    أسامة قابيل: الاستعراض بالممتلكات على السوشيال يضيع النعمة    الأولى على الثانوية العامة من المكفوفين تكشف سر تفوقها    جدول مواعيد منافسات البعثة المصرية الأربعاء 7-8-2024    رئيس هيئة النيابة الإدارية يلتقي أعضاء نادي مستشاري النيابة بالمنوفية    بطلة للنهاية، هارينتون تعتزل الملاكمة بعد دفاعها عن ذهبية وزن الخفيف بأولمبياد باريس    تحذير وبائي من فيروس "غير مألوف" تسبب في حالتي وفاة    محمد شيحة يكشف صفقة تبادلية «خيالية» بين بيراميدز والإسماعيلي    محمد صبحي: صنعت أول سينما وعمري 6 سنوات    «كله باعني».. لاعب الزمالك السابق ينهمر في البكاء ويكشف موقف زيزو (فيديو)    أول تعليق من الاحتلال بعد خلافته ل«هنية».. إسرائيل توجه تهديا ل«السنوار»    ماذا لو لم يشارك الأهلي في بطولة كأس مصر؟.. اتحاد الكرة يكشف    إصابة شخصين فى مشاجرة بمنطقة أبو الريش بأسوان    تقارير فرنسية: الأهلي يرغب في ضم مدافع باريس سان جيرمان السابق    «صحة سوهاج» تبحث التعاون مع «مستقبل وطن» لتنفيذ مبادرة 100 يوم صحة    السيطرة على حريق نشب في مخزن بالصف في الجيزة    خافوا الفضيحة فتركوا «الميني باص» على الدائري.. قصة إنهاء حياة «سائق أوسيم» على يد صديقه وخطيبته ووالدتها    استغلت موقعها الاحتكاري.. إدانة جوجل بانتهاك حرية المنافسة (تفاصيل)    سيول مدمرة تجتاح شمال السودان وسط مخاوف بيئية كبيرة    "الإخوان" تشد على يد القائد يحيى السنوار باختياره رئيسًا لحركة (حماس)    محمد يونس رئيسا لحكومة بنجلاديش المؤقتة.. الاقتصادي الحائز على نوبل أمل البلاد في وقت الأزمة    جمال علام: مستعد للاعتذار ل رمضان صبحي.. ولم أتحدث عن كولر    المصري وبيراميدز يستهدفان ضم نجم الزمالك    3 أبراج تفضّل الزواج من «البيست فرند»    مسلسل الوصفة السحرية الحلقة الأخيرة، نهاية سعيدة للأبطال    بمناسبة بدء صوم «العذراء».. معلومات عن السيدة مريم في السنكسار القبطي    اتهام رجل باكستاني بالتخطيط لتنفيذ اغتيالات سياسية على الأراضي الأمريكية    للسيدات.. هل يجوز المسح على الأكمام عند الوضوء خارج المنزل؟ الإفتاء توضح    هل يجوز ضرب الأبناء للمواظبة على الصلاة؟ أمين الفتوى يجيب    الغرف التجارية: سيارات المعاقين المخالفة في الموانئ موقوف ترخيصها.. والمستوردون بيرجعوها    تنسيق الجامعات 2024 علمي علوم.. كليات تقبل من 60% لطلاب الثانوية العامة    وزير الصحة يدعو لتجربة الأدوية المماثلة ويطمئن: الانفراجة خلال 3 أشهر    «الدكتور قالي مش هتخلف».. هل يجب إخبار خطيبتي؟ أمين الفتوى يرد (فيديو)    تقارب درجات طلاب بمدرسة الصالحية يثير جدلًا.. ما السبب؟    منيع بعد خسارة برونزية باريس 2024: «بلاش تصطادوا في المياه العكرة»    29 أغسطس.. الحكم على رئيس مجلس إدارة شركة اختلس شيكات بنكية    برلمانية: توريد جهاز الأشعة المقطعية الجديد لمستشفي الباجور التخصصي    ماذا تفعل إذا استمرت الحمى لأكثر من 24 ساعة؟    "لا يجوز حتى في الطهارة".. الإفتاء توضح حكم الإفراط في استعمال الماء    وزير الأوقاف يستقبل وفدًا من حزب حماة الوطن    الجمعة المقبلة.. آخر فرصة لتسجيل اختبارات القدرات بجامعة الأزهر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وليد خدوري يكتب : ارتفاع أسعار النفط: الأسباب والتوقعات
نشر في الوفد يوم 13 - 03 - 2016

شهدت أسواق النفط العالمية تطورات مهمة خلال الأسبوعين الماضيين. فارتفعت الأسعار تدريجاً من 27 دولاراً للبرميل إلى أكثر من 40 دولاراً. وتزامنت مع هذه القفزة السعرية انخفاضات طفيفة نسبياً ومتوقعة.
يعود السبب الرئيس في التغير السعري إلى التفاهم السعودي - الروسي الجيوستراتيجي، من خلال قرار اتفاق الدوحة لتجميد الإنتاج على مستوى كانون الثاني (يناير) الماضي. وعلى رغم أن قرار التجميد لم يعتبر خطوة كافية لتصحيح الأسعار، كان خطوة إيجابية حيث نجح في تحريك الوضع الساكن منذ منتصف 2014، والبدء بحوار جدي يؤدي إلى تغيير نهج الأسعار المتدهورة.
برزت تساؤلات عدة رافقت مؤتمر الدوحة الذي شاركت فيه السعودية وفنزويلا (التي بادرت بطرح الحلول للتفاوض) وقطر (الرئيس الدوري الحالي للمنظمة) ومؤتمر طهران (شاركت قطر وفنزويلا وايران التي تعمل لزيادة صادراتها 400 ألف برميل يومياً والعراق الذي يحاول زيادة إنتاجه 400 ألف برميل يومياً هذه السنة). يتعلق التساؤل الأول بكيفية المواءمة بين تجميد الإنتاج لبعض الدول، وزيادته لدول أخرى. والثاني: لماذا اعتماد إنتاج كانون الثاني كمعيار للاتفاق؟
تحركت الأسواق بسرعة بعد اتفاق الدوحة. فقد سحب الكثير من المضاربين الذين راهنوا بأموالهم على أساس تدهور سريع للأسعار على المدى القصير، وحل محلهم تدريجاً مضاربون جدد متفائلون بأهمية اتفاق الدوحة على المدى المتوسط، على رغم المحاذير، وراهنوا على أساس صعود الأسعار الى 40 -60 دولاراً خلال النصف الثاني من السنة.
رافقت هذه المتغيرات لانطباعات المضاربين معلومات إيجابية، إذ أعلنت شركة الخدمات الهندسية «بيكر هيوز» في تقرير دوري، أن عدد الحفارات المستعملة في الولايات المتحدة في انخفاض مستمر للأسبوع الحادي عشر على التوالي، ما يعني توقع انخفاض مستوى الإنتاج الأميركي. كما أعلنت الشركة النفطية العملاقة «أكسون موبيل» عن خفض موازنتها للحفر خلال هذا العام الى أدنى مستوياتها منذ 10 سنوات. فيما أعلنت إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن إنتاج النفط الأميركي من البر انخفض لستة أسابيع متتالية، وأعلنت وزارة العمل عن ارتفاع مهم في عدد الوظائف، وهو مؤشر ايجابي مهم إلى عافية الاقتصاد وزيادة الطلب على النفط. من جهة أخرى، ازداد معدل استيراد الولايات المتحدة النفط خلال الأسابيع الأخيرة نتيجة لانخفاض الإنتاج. إذ أفاد تقرير إدارة معلومات الطاقة بأن الإنتاج سينخفض هذا العام نحو 7 في المئة، اي نحو 620 ألف برميل يومياً. ويتوقع أيضاً انخفاض الإنتاج الروسي 150 ألف برميل يومياً.
يعود السبب في انخفاض الإنتاج الى تدهور الأسعار وعدم ربحية الشركات من الحقول ذات الكلفة الإنتاجية العالية، ناهيك بشح القروض من المصارف الأميركية في الولايات المتحدة بسبب الحجم العالي للقروض التي كانت زودت بها الشركات النفطية سابقاً. لافت أيضاً انخفاض الإنتاج من أقطار «أوبك» في شباط 200 ألف برميل يومياً عن مجموع إنتاج دول المنظمة لكانون الثاني. فقد انخفض إنتاج دول «أوبك» الى 32.33 مليون برميل يومياً في شباط (فبراير)، مقارنة بنحو 32.52 مليون برميل في كانون الثاني. وعلى رغم كل هذه العوامل، استمرت المحاذير من عدم وجود اتفاق نهائي حول تخفيض الإنتاج، العامل المهم لتقليص المخزون التجاري الأميركي القياسي الذي بلغ نحو 520 مليون برميل، ما يهدد ارتفاع الأسعار، التي تراجعت خلال الأسبوع الماضي بسبب أرقام اقتصادية ضعيفة للصين. فقد ازداد الطلب على النفط في الصين، من جهة، خلال كانون الثاني وشباط بنسبة 19.1 في المئة أو 8 ملايين برميل يومياً خلال الشهرين الماضيين، وهو معدل جيد. لكن، من جهة أخرى، ما أخاف الأسواق هو انخفاض صادرات الصين نحو 25 في المئة خلال شباط. على رغم الازدياد الملحوظ في الطلب أخيراً، جاء الخوف من عدم إمكان استمرار الصين في المحافظة على الطلب المرتفع. وعلى رغم ذلك، كان التراجع السعري محدوداً وتأرجح حول 40 دولاراً للبرميل.
في الحقيقة، يجب قراءة الصين اقتصادياً بطريقة جديدة من الآن فصاعداً. لقد حدث تغير هيكلي في سياستها. فبدلاً من إعطاء أولوية للصادرات الصناعية، ينصب الاهتمام خلال هذه المرحلة على المستهلك الصيني لتوفير البضاعة الاستهلاكية له من طريق التعاونيات والمخازن المحلية. ويؤثر هذا التغيير الهيكلي في الاقتصاد الصيني، في حجم التجارة الخارجية للبلد ودورها، وفي الطلب على الطاقة.
هناك محاولات دؤوبة للحصول على تأييد أكبر عدد من الدول المصدرة لاتفاق الدوحة. إذ يحاول وزير النفط الفنزويلي عقد اجتماع مشترك لها في أميركا اللاتينية. وتحاول روسيا الحصول على موافقات الدول المصدرة من الجمهوريات السوفياتية السابقة، كازخستان واذربيجان. وأعلنت دول الخليج العربي، الكويت والإمارات وقطر، مساندتها اتفاق الدوحة وسياسة تجميد الإنتاج التي تؤيدها السعودية.
أصبح واضحاً أن خيار تجميد الإنتاج أمر ضروري لتصحيح مسيرة رفع الأسعار. لكن على رغم ضرورة هذا الخيار، تبقى تساؤلات عن مدى النجاح في التوصل الى خفض مهم في المخزون التجاري النفطي. ولا مؤشرات الى أن قرار خفض الإنتاج وارد قريباً. لكن، ما الذي سيحدث بعد الالتفاف الكبير حول تجميد الإنتاج؟ هل سيتم الاكتفاء بسعر يتراوح ما بين 40 و60 دولاراً للبرميل خلال النصف الثاني من السنة؟ من ثم يمكن تفادي قرار خفض الإنتاج والاكتفاء بوقف تدهور الأسعار والحصول على معدل سعري متوسط ومعقول في حدود 50 دولاراً. هذه السياسة الجديدة تخدم أهدافاً عدة في الوقت ذاته: يبقى السعر المعتدل ضاغطاً على الإنتاج من الحقول ذات الكلفة العالية (النفط الصخري ونفوط البحار العميقة) بحيث ان الحقول ذات الكلفة الإنتاجية العالية جداً ستضطر إما الى الإغلاق أو تقليص الإنتاج. وترتاح الدول المنتجة من ضغوط تدهور الأسعار على موازناتها. كما من الممكن تحقيق استقرار الأسواق وخدمة مصالح المُصدرين والمستهلكين.
نقلا عن صحيفة الحياة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.