كشفت لجنة تحقيق بمجلس الشيوخ الأمريكي أن بنك " HSBC" -أكبر بنك أوروبي- سمح لعصابات المخدرات المكسيكية بتبييض مليارات الدولارات من خلال عملياته بالولاياتالمتحدة. وأضافت اللجنة في تقرير أن السلطات الأمريكية كانت تعلم بضعف نظام البنك الخاص بتتبع مثل هذه المشكلات، وأن البنك لم يتخذ أي إجراء. ولفت التقرير إلى أن مسؤولي البنك تجاهلوا شكاوى من موظفين آخرين بالبنك بحيث استمرت المشكلات لثماني سنوات. كما أشار تقرير اللجنة إلى أن عصابات المخدرات استطاعت تبييض الأموال من خلال البنك من 2002 إلى 2009. وذكر أن بعض الشركات التابعة للبنك التفت على القيود التي تضعها الحكومة الأمريكية على التعاملات المالية مع إيران وبعض الدول الأخرى، كما قدم البنك الأموال وبعض الخدمات إلى بعض البنوك في السعودية وبنغلاديش يعتقد بأنها ساعدت القاعدة وبعض المجموعات الإرهابية الأخرى. وسيتم عقد جلسة استماع للقضية بمجلس الشيوخ اليوم. وقال البنك في بيان إن مسؤولية سيقدمون اعتذارا خلال هذه الجلسة عن ما حدث. وقالت وزارة العدل الأمريكية إنها تبحث حاليا إمكانية إجراء تحقيق جنائي في عمليات البنك، لكنها رفضت تأكيد ما إذا كان البنك يجري مباحثات لتسوية المسألة. وكانت صحيفة وول ستريت جورنال ذكرت أمس أن وزارة العدل الأمريكية تجري مباحثات مع البنك لتسوية المسألة، وأن اتفاقا سيعقد خلال أسابيع. يشار إلى أن عملية تبييض الأموال تستفيد من تهريب المخدرات والأسلحة والأنشطة الأخرى غير القانونية وتقوم بتمريرها عبر حسابات بنكية من أجل إخفاء طبيعتها. وقال رئيس لجنة مجلس الشيوخ الأمريكي، السيناتور كارل ليفن إن " HSBC" استخدم عملياته في الولاياتالمتحدة كطريقة للدخول إلى النظام المصرفي الأميركي عن طريق شركات تابعة له. وأضاف ليفن أنه بسبب ضعف السيطرة على عمليات تبييض الأموال فقد عرض بنك " HSBC" بالولاياتالمتحدة البلاد لأموال المخدرات المكسيكية ولأموال مشبوهة أخرى. ويذكر أن جماعات حقوق الانسان ومنظمات غير حكومية مصرية كانت اتهمت بنك " HSBC" بالتواطؤ مع المجلس العسكري في حملة لتسريب المعلومات المالية للعملاء. وقالت إحدى المنظمات التي ترتبط بأعمال وحسابات مصرفية مع العملاق المصرفي العالمي، إن البنك قام بالتواصل معهم لطلب وثائق ومعلومات متعلقة بالنواحي المالية والتمويلية والعمل في مصر.