\r\n وفي حديث مع \"آى بى اس\"، تقول مارتا لاغوس، المديرة التنفيذية ل\" للمرصد اللاتيني\" (لاتينو بارومترو) أن \"يسار اليوم ليس يسارا بمعنى الكلمة، وإنما اشتراكية ديموقراطية. فهذه الحكومات تركز على بناء شبكات اجتماعية لمساعدة المواطنين الأكثر تأثرا وتعرضا، ولكن دون قطيعة\". \r\n \r\n وتضيف أن غالبية هذه الحكومات تتبع توجهات اقتصادية محافظة وان تسمية \"اليسار\" تخلق التباسات لدى الرأي العام لأن الأمر يتعلق بمفهوم (اليسار) يرجع إلى الحرب الباردة...، إلى الستينات. مفهوم مرتبط بالحركات الثورية ل تشي غيفارا وسلفادور اليندى في تشيلي وحتى كوبا نفسها. \r\n \r\n وفى رأى لاغوس، وهى الخبيرة الاقتصادية المسئولة عن هذه المنظمة غير الحكومية التشيلية لاستطلاع الرأي والأوضاع في 18 دولة أمريكية لاتينية، فأن حكومات لولا دا سيلفا في البرازيل، ونيستور كيرشينير في الأرجنتين، وميشيل باتشيليت في تشيلي، وتاباريه فاسكس في أورغواي، هي حكومات اشتراكية ديمقراطية. \r\n \r\n وتقول لاغوس \"ان الحكومة الوحيدة التي يمكن اعتبارها اليسارية \"الأكثر\" هي حكومة ايفو موراليس في بوليفيا، لأنها تعمل على إعادة الهيكلة الوطنية، ولكن في إطار النظام الديموقراطى\"، مما يبعدها عن الستينات. وتعتبر الخبيرة أيضا أن الرئيس هوغو تشافيز \"لا يجوز وصفه باليسار المتطرف ولا حتى بالاشتراكية الديموقراطية، فهو شعوبي\". \r\n \r\n أما توللو فيجيفانى، الخبير في العلوم السياسية وأستاذ العلاقات الدولية في جامعة ساو باولو البرازيلية، فيرى أنه ينبغي النظر إلى كل حالة على حدة، إذ لكل من الحكومات التي تسميها الصحافة عامة باليسارية، أصلها وخصائصها المختلفة، وبالتالي لا يجوز التعميم. \r\n \r\n ويقول الخبير السياسي أنه لا توجه أوجه تشابه ولا حتى بين تلك الحكومات التي يشار إليها على أنها قريبة بعضها من البعض الآخر. \r\n \r\n وعلى سبيل المثال، يشرح فيجيفانى أن حكومة موراليس هي ذات طابع عرقي إذ تسعى لإفساح الدولة على أهالي البلاد الأصليين الذين همشوا طيلة 500 عاما، في حين يأتي تشافيز من جماعة عسكرية أقامت علاقات قوية مع الجانب الأعظم من الفقراء. \r\n \r\n ويرى الأستاذ الجامعي أنه لا يجوز أيضا التحدث عنها عن \"يسار\" حسب المفاهيم المحددة، حيث أن هذه الحكومات لا تنبع من حركة أو مشروع اشتراكية \"للمساواة الاجتماعية وتعتيم الإنتاج على الجميع\". \r\n \r\n ويضيف فيجيفانى، وهو الذي يعمل أيضا كباحث في مركز دراسات الثقافة المعاصرة غير الحكومي، أن هنالك حكومات من أصل يساري، كما يتضح من حالة \"الجبهة الواسعة\" في أورواغوى، تتألف من شيوعيين واشتراكيين، \"لكنه سياستها ليست يسارية\". \r\n \r\n واستطرد قائلا أن نفس القول ينطبق في حالة البرازيل على حزب العمال الذي يضم أغلبية يسارية، بل وحتى ماركسية، لم تنجح في السيطرة على الحكومة. \r\n \r\n وعقب قائلا أن \"هذا هو من مفارق التاريخ المعاصر، فحتى وجود بلدان تحكمها أحزاب شيوعية، كالصين وفيتنام، لا يتيح القول بأن آسيا مائلة إلى اليسار، وإنما على النقيض من ذلك... فالواقع هو أن قوة الليبرالية والتنظيم الانتاجى والنظام الدولي تؤثر على إمكانية تطبيق الأفكار اليسارية\" في هذه البلدان. \r\n \r\n وأخيرا، حذر الخبير السياسي والأستاذ الجامعي إن الحكومات التي انتخبت مؤخرا لا تعنى بالضرورة استقرار الأمور أو استمرارها، \"فالأمر يتعلق بعمليات ذات صلة وثيقة بالشخصيات\" التي يمكن أن تتغير في الانتخابات التالية. وبدوره، حدد ماركوس نوفارو، الاخصائى الاجتماعي والأستاذ في جامعة بوينوس أيريس، نموذجين، على الأقل، لليسار في أمريكا اللاتينية: \"واحد شعوبي، مناهض للامبريالية وللولايات المتحدة ولليبرالية الجديدة\"، والآخر \"اشتراكي ديموقراطى معتدل\". \r\n \r\n ووفقا لنوفارو، يشمل النموذج الأول كل من تشافيز وموراليس ولوبيز أوبرادور، المرشح المكسيكي الذي يرفض هزيمته في انتخابات الرئاسة بفارق بسيط. \r\n \r\n ويشرح نوفارو أن الصورة الأوضح لهذا النموذج، أي ال \"تشافيزية\"، تنطوي على مخاطر فى وجه الاستقرار المؤسسي\". \r\n \r\n بيد أن النموذج الثاني، المعتدل، فهو يواجه مشكلات بدوره، ومنها التميز عن حكومات وسط أو يمين وسط طبقت إجراءات اقتصادية فعالة، كالبرازيل وتشيلي. وعلى المدى الطويل، يعتبر هذا النموذج الثاني أكثر فعالية، وفقا لنوفارو. \r\n \r\n أما الرئيس الأرجنتيني كيرشينير، فيعتبر نوفارو أنه يتعمد الإبهام، \"فتراه يلعب لعبة الاشتراكية الديموقراطية وأيضا تارة، ولعبة ال \"تشافيزية\" المناهضة للامبريالية، تارة أخرى، حسب نوعية متحدثيه. فتراه يهاجم الاستثمارات الأجنبية والشركات العالمية، ثم يدعو فيه المستثمرين ويعد بالتعاون مع واشنطن في مجال مكافحة الإرهاب. \r\n \r\n ويضيف الأخصائي الاجتماعي الأرجنتيني أن كيرشينير يستفيد من الحالتين، دون أن يدفع ثمن أي منهما، كما يتفادى النقد،... حتى تلوح التناقضات ويفقد المصداقية، وعندئذ سوف يضطر إلى دفع ثمن هذا وذاك سويا. وأخيرا، تعتبر دولسى باندولفى، المؤرخة ومديرة معهد التحليل الاقتصادي والاجتماعي البرازيلى أن مقدم كثير من الحكومات \"ذات الاهتمامات الاجتماعية\" هو حدث ايجابي بتطلعاتها إلى \"توزيع الدخل في صلب الرأسمالية\"، وبعد 30 عاما من الأنظمة الدكتاتورية والليبرالية الجديدة. \r\n \r\n فترى المؤرخة البرازيلية أن هذه الحكومات تجمع ما بين الأفكار الاشتراكية الديموقراطية وبين المنظور الاجتماعي للكنيسة الكاثوليكية، وجذورها متشعبة في بلدان كثيرة، بل وأدت إلى أن يصعد إلى مسرح الأحداث أبطال جدد كأهالي البلاد الأصليين. *بالتعاون مع مارسيلا فالنتى (آى بى اس، الأرجنتين)، و دانييلا استرادا (آى بى اس، تشيلي). (آي بي إس / 2007)