الغريب في الأمر أنه وبالرغم من كل هذه التلاعبات تمكن «الاخوان المسلمون» من تحقيق نتائج ممتازة بالرغم من أن حركتهم محظورة من الناحية الرسمية‚ وقد كسب الاخوان 88 مقعدا مقابل 15 مقعدا كانت لهم في البرلمان السابق‚ مما يعطيهم 20% من المقاعد في البرلمان‚ ولا يزال حزب الرئيس مبارك المسمى الحزب الوطني الديمقراطي يتمتع بغالبية ثلثي الأصوات في البرلمان الجديد‚ \r\n كان يمكن للاخوان أن يحققوا نتائج أفضل لو أنهم خاضوا انتخابات حرة ونزيهة بالشكل المطلوب‚ \r\n الرئيس مبارك سيعمل الآن على مواجهة الضغوط بالقول ان الديمقراطية في مصر ليست في صالح الولاياتالمتحدة‚ لكن على الرئيس بوش ألا ينخدع بهذا الكلام‚ \r\n أظهرت الانتخابات أن الإسلاميين هم أقوى حزب للمعارضة‚ والأخذ بالأسلوب الديمقراطي سيدعم الإصلاح التدريجي وسيعطي الأحزاب الأخرى حرية أكبر وسيعمل على ظهور حياة سياسية متنوعة وهو شيء في صالح مصر‚ \r\n إن الاخوان المسلمين ليسوا ليبراليين موالين للحزب‚ وشعارهم «الإسلام هو الحل» يعني أنهم يرغبون في إقامة مجتمع متدين وهم يعارضون السياسة الخارجية للولايات المتحدة‚ لقد ذاق الإسلاميون الأمرين على يد الحكومات المصرية المتعاقبة ومع ذلك تمكنوا من توسيع قاعدتهم الشعبية في الشارع المصري‚ \r\n في هذه الأثناء بقيت الأحزاب اليسارية والعلمانية منقسمة على نفسها وسيئة التنظيم‚ \r\n وعملت الحكومة على تهميش بعض أهم الليبراليين‚ فلقد قيل إنها أضافت ألفي اسم إلى قوائم الناخبين من أجل ضمان خسارة أيمن نور مقعده في البرلمان‚ \r\n حان الوقت الآن لإدارة بوش للانخراط المباشر مع الاخوان المسلمين عبر ممثليهم في البرلمان الجديد‚ \r\n الاخوان قد يكونون حقيقة غير مستحبة‚ لكن إذا ما كانت الولاياتالمتحدة جادة بشأن الديمقراطية في الشرق الأوسط فليس بوسعها تجاهل الاخوان المسلمين بعد اليوم‚ \r\n خوان فيريرو \r\n تكتسب الحملات الانتخابية الرئاسية في اميركا اللاتينية زخما يعتبر الاكبر انعطافا فعضو الكونغرس البوليفي ايفو موراليس الذي ينتمي الى هنود آيمارا وزعيمهم هو المرشح الاقوى للرئاسة وعندما زار المنطقة الجبلية التي تقيم فيها قبيلته استقبل كبطل منتصر‚ فقد استقبله زعماء البلدة على الطريقة البوليفية بوضع اكليل ثقيل من البطاطا والزهور والفاصوليا الخضراء حول عنقه وتجمع جموع من الفلاحين خلفه فيما قاده الزعماء المحليون عبر شوارع مبلطة بالحجارة الى حقل مليء بالآلاف من الناس‚ \r\n والقى موراليس في هذا الجمع خطابا يساريا بدأ يلقى تجاوبا متزايدا معه من قبل الناخبين في اميركا اللاتينية الذين اصيبوا بالاحباط ويشعرون بالعداء تجاه الخصخصة والتجارة الحرة والوصفات الاقتصادية الاخرى المدعومة من قبل الولاياتالمتحدة‚وقال ايفو موراليس في خطابه: اذا فزنا فلن يكون ايفو رئيسا ولكن الكويكوا والايمارا سيكونون في الرئاسة في اشارة الى اكبر القبائل الهندية في بوليفيا واضاف يقول: نحن نشكل خطرا على الاغنياء الذين يسرقون مواردنا‚ \r\n يقدم موراليس البالغ من العمر 46 عاما ويتقدم قليلا على منافسيه في الانتخابات الرئاسية يوم 18 ديسمبر ما يمكن وصفه بالرؤية الاكثر راديكالية في اميركا اللاتينية مما يزيد من دهشة ادارة بوش‚ ولكن هذا الاحساس يمتد الى ما وراء بوليفيا فقد بدأت في 11 ديسمبر في تشيلي حيث سيقوم الناخبون في 11 بلدا بالمشاركة في سلسلة من الانتخابات الرئاسية على مدى العام المقبل يمكن ان تدفع بأميركا اللاتينية الى اليسار بقدر اكبر مما هي عليه الآن‚ \r\n فمنذ فاز العقيد في الجيش هوغو شافيز برئاسة فنزويلا عام 1998 تحول ثلاثة ارباع اميركا اللاتينية الى اليسار رغم ان معظم البلاد بقيادة رؤساء براغماتيين مثل لويز اناشيو لولا دا سلفا في البرازيل ونيستور كيرتشنر في الارجنتين‚ \r\n هذا التحول الحاسم امامه فرصة جيدة للانتشار الى بوليفيا والاكوادور ولأول مرة في السنوات الاخيرة شمالا الى بنما في اميركا الوسطى يستعد الساندينيون بزعامة دانييل اورتيغا لاستعادة الرئاسة التي خسروها في عام 1990 والى الشمال اكثر في المكسيك تظهر استطلاعات الرأي ان اندريس مانويل لوبيز اوبرادور اليساري المتشدد قد يحل مكان الرئيس رجل الاعمال الودود فينسيت فوكس الذي لا يحق له الترشح لولاية اخرى‚ \r\n مازال رجال الاعمال التقليديون قادرين على الفوز في جميع هذه البلدان ولكن في الوقت الحالي تظهر استطلاعات الرأي اتجاها عاما نحو اليسار يمكن ان يؤدي الى سياسات متعارضة تماما مع العلاجات الاميركية المعمول بها منذ وقت طويل مثل حرية التجارة والخصخصة والمعروفة بإجماع واشنطن‚ \r\n اليسار في اميركا اللاتينية يخوض الانتخابات بطريقة عملية من اجل الوصول الى السلطة‚ هذا ما يقوله جيم شولتز المدير التنفيذي لمركز الديمقراطية الذي يعتبر مجموعة متخصصة في التحليل السياسي في بوليفيا ويشير الى وجود خيط مشترك يربط بين لولا وكيرتشنر وشافيز وايفو واليسار في تشيلي الى درجة معينة‚ \r\n وهذا الخيط هو التحدي الشعبي للاصولية الرأسمالية «لإجماع واشنطن»‚ \r\n لم يحدث التغيير فجأة كما توحي المواجهة المفتوحة التي يقودها تشافيز مع الولاياتالمتحدة دونا عن بقية الرؤساء مثل داسلفا وتاباري فازكيز في أورغواي حيث تمارس فيها قيود مالية مقبولة من وول ستريت لكن مازال هناك افق محتمل لمزيد من التحول يسارا ويعتبر ذلك مؤشرا على وجود نفور جماهيري واسع من إدارة بوش التي تركز فقط على محاربة المخدرات وتدعو الى منطقة تجارة حرة وفشلت في توليد التأييد المطلوب لها‚ \r\n