\r\n وقد كشفت عملية القبض على أفراد متهمين بالتخطيط لاستخدام متفجرات غير قابلة للاكتشاف في المطارات، والتي تمت الأسبوع الماضي في انجلترا عن الثغرات الأمنية الخطيرة التي يمكن للمتآمرين استخدامها، كما كشفت أيضاً أنه لا يزال هناك احتمال لتعرض البلاد لتهديد خطير نتيجة لقصور الخيال، الذي أدى إلى نجاح هجمات الحادي عشر من سبتمبر. \r\n \r\n ويقول \"روبرت بليتز\" الذي عمل لمدة 26 عاماً في مكتب التحقيقات الفيدرالية كرئيس لوحدة مقاومة الإرهاب إن الحكومة الفيدرالية تعاني من مشكلة خطيرة لأن لا أحد من المسؤولين الأمنيين يستقر في موقعه فيها لفترة طويلة وهو ما يجعلها غير قادرة على معرفة الاتجاهات الجديدة التي تقتصر معرفتها بها على معلومات متفرقة. والمشكلة في نظر البعض الآخر لا تقتصر على الافتقار إلى الخيال الخلاق، لكنها تمتد أيضاً إلى نقص الموارد اللازمة للاستثمار في التقنيات المتطورة. \r\n \r\n ويقول \"مايكل شيرتوف\" وزير الأمن الداخلي الأميركي في مؤتمر صحفي عقده الجمعة الماضي إن الوزارة تحاول أن تسبق الإرهابيين، وأنها قد استثمرت ثلاثة أرباع مليار دولار في الأبحاث المتعلقة بالأنواع الجديدة من التقنيات الخاصة بالتفجيرات، حتى تتمكن من إعداد الإجراءات اللازمة لمواجهتها. \r\n \r\n وهناك نوع من الاعتراف في مختلف مستويات الوزارة أن النقد الذي يوجه للوزارة هو نقد منصف، وأنها يجب أن تكون أسرع في الحركة من غيرها من الوزارات، وأنه لا يزال أمامها الكثير مما يمكن لها القيام به. \r\n \r\n ونقاط الضعف واضحة في هذا المجال ويمكن تبينها إذا ما تذكرنا تلك المؤامرة المجهضة، التي دبرت في الفلبين لتفجير طائرات تجارية تابعة للولايات المتحدة خلال رحلات تقوم بها من دول آسيا للولايات المتحدة عام 1995؛ حيث تركزت تلك المؤامرة على استخدام مادة \"ترياسيتون تريباروكسايد\"، وهي مادة سائلة متفجرة، يعتقد أنها ربما تكون السلاح المفضل الذي كان المتآمرون الذين قبض عليهم في انجلترا ينوون استخدامه. \r\n \r\n ويقول مسؤولون في وزارة الأمن الداخلي إن الوزارة لا زالت تقوم بتقييم تقنيات يمكنها بواسطتها تفتيش محتويات زجاجات الماء التي يحملها المسافرون أثناء سفرهم، ولكنهم يستدركون بالقول إن المشكلة بالنسبة لهذه التقنية أنها لا تستطيع التدقيق على جميع السوائل الموجودة في حقائب السفر، كما أنه من الصعب استخدامها بشكل موثوق به في التدقيق على المواد الكيماوية، التي لا تعتبر متفجرات في حد ذاتها، ولكنها تصبح كذلك متى ما تم مزجها مع مواد كيماوية أخرى. \r\n \r\n وإذا ما وضعنا في اعتبارنا القائمة الطويلة من التهديدات المحتملة والميزانية المحدودة المخصصة لشراء المعدات اللازمة للوقاية من تلك التهديدات، فإننا سنتوصل إلى خلاصة وهي أن البحث عن التهديدات أو كشف التهديدات لا يكفي في حد ذاته ولكن من المهم أيضاً أن يتم تقييم تلك التهديدات لتمييز الحقيقي منها من غير الحقيقي. \r\n \r\n ويقول أحد موظفي مكتب التحقيقات الفيدرالي إن جزءاً من المشكلة يكمن في الصلاحيات المحدودة الممنوحة من الكونجرس للوكالات الأمنية، والقيود التي يضعها عليها فيما يتعلق بالاستعانة بالعدد الكافي من الموظفين الحكوميين اللازمين لجعل عمليات المراقبة عند نقاط التفتيش في المطار، تشمل جميع المسافرين، بدلاً من الاكتفاء بالتركيز على هؤلاء الذين يمثلون خطراً أمنياً كبيراً، بالإضافة بالطبع إلى نقص الاعتمادات اللازمة للاستثمار في التقنيات الجديدة اللازمة لذلك. \r\n \r\n ويقول السيد \"جيمس لوي\" الذي تولى منصب نائب وزير الأمن الداخلي أن الوزارة تعاني من عدم وجدود إجراءات متكاملة لإدارة الخطر، وأنها بحاجة دائمة للقيام بتعديل خططها لمواجهة الظروف المستجدة. \r\n \r\n وتركز وزارة الأمن الداخلي اهتمامها في الوقت الراهن على ماكينة للتدقيق على المسافرين يمكنها إخراج صورة شبيهة بصورة أشعة أكس للراكب لاكتشاف أي أسلحة مخبأة أو أي متفجرات بلاستيكية أو سائلة. \r\n \r\n ويقول \"كيب هاولي\" المدير الحالي لإدارة أمن المواصلات الأميركية في مقابلة أجريت معه الجمعة الماضي أن المطارات كانت هي الخط الأخير في منظومة دفاعية تمثل الاستخبارات خطها الأول، وأن ما قامت به وزارة الأمن الداخلي يومي الأربعاء والخميس من التحرك بسرعة بناء على المعلومات المتاحة وقيامها بين عشية وضحاها- فعلاً لا قولاً -بإجراء تغييرات واسعة النطاق في بروتوكولات المراقبة والرصد في نقاط المراقبة والتفتيش المحددة بواسطتها والتي يبلغ عددها 765 نقطة تقع في مختلف أنحاء العالم. \r\n \r\n ويضيف السيد \"مايكل جاكسون\" نائب وزير الأمن الداخلي والذي تولى مهام منصبه في 2005 أنه كان واضحاً له منذ البداية أن الوزارة يتعين عليها أن تتحرك بشكل أكثر جرأة وسرعة للتوصل إلى أساليب جديدة للتفتيش عن المتفجرات. \r\n \r\n وهو يقول إن ذلك هو الذي جعله يعد العدد للإعلان عن عملية إعادة هيكلة قسم العلوم والتقنية في الوزارة من أجل مضاعفة التركيز على التهديدات الأكثر إلحاحاً، مثل المتفجرات السائلة التي يتعين أخذها في الحسبان في التدريبات الخاصة على عمليات مواجهة الإرهاب. \r\n \r\n إيريك ليبتون وماثيو.إل. والد \r\n \r\n \r\n مراسلا \"نيويورك تايمز\" في واشنطن \r\n \r\n ينشر بترتيب خاص مع خدمة \"نيويورك تايمز\" \r\n \r\n