ولا يمكن بأى حال من الأحوال أن نتسامح مع العمليات الارهابية التي تتسبب فى وقوع عدد كبير من الضحايا بين صفوف المدنيين الأبرياء وهذا هو السبب الذى جعلنا كدولة وأفراد لا نألو جهداً فى مكافحة التهديدات الارهابية بعد وقوع هجمات الحادى عشر من سبتمبر من خلال سن التشريعات التى تجرم الارهاب وتوقع أقسى العقوبات على الجماعات الارهابية بعد ملاحقتهم والتعرف عليهم قبل أن يتمكنوا من تنفيذ هجماتهم الدنيئة عبر أجهزة الاستخبارات المختلفة وقد حققنا تقدما ملحوظاً فى مجال تأمين أجهزة النقل العام بعد وقوع تفجيرات مدريد التى طالت محطات القطارات فى العام الماضي. \r\n و قد حصلت السلطات المحلية على قروض تزيد على 8 مليارات دولار من وزارة الأمن الداخلي لاستخدامها فى تأمين أجهزة النقل العام، واقترح الرئيس بوش تخصيص 2.4 مليار دولار اضافي لهذا الغرض فى ميزانية العام المقبل. \r\n و قدمت الحكومة الفيدرالية 255 مليون دولاراً اضافياً لسلطات النقل المحلية حتى يتسنى لها رفع درجة الأمن والحماية فى أجهزة النقل العام من خلال تكثيف تواجد رجال الأمن فى محطات النقل العام خلال وقت الذروة وفى الأوقات التى تتعرض فيها هذه المحطات لتهديدات أكبر الى جانب توفير معدات الأمن والمراقبة الاضافية ورفع مستوى الرقابة والحذر واستخدام الكلاب المدربة على اكتشاف أماكن المتفجرات ويعكس هذا الاتفاق التزامنا بحماية جميع مرافق البنية الأساسية من الهجمات الارهابية وتعتمد طريقة الحماية على طبيعة النظام الذى نقوم بحمايته؛ فمرافق النقل العام هى أجهزة مفتوحة يسهل الوصول اليها فى المناطق الجغرافية الواسعة وفى المقابل ، تتميز أجهزة النقل الجوى بأنها أجهزة مغلقة يمكن مراقبتها بشكل مكثف من خلال حواجز التفتيش عالية الحماية وتبذل أجهزة الدولة والأجهزة المحلية جهودا مشتركة ومكثفة من أجل تأمين عربات الأنفاق والحافلات و القطارات العامة ويدرك المشرعون الأميركيون الذين يتمتعون بخبرة كبيرة \r\n ومؤهلات عالية التحديات الأمنية الكبيرة التى تواجه أجهزة النقل العام بصورة أكبر من أى شخص آخر وحتى يتسنى لنا تأمين أجهزة النقل العام بشكل أكبر ، نحتاج الى شراكة فاعلة بين أجهزة الدولة الفيدرالية وبين الأجهزة المحلية وثمة ثلاثة اقتراحات لتعزيز دور الأجهزة الفيدرالية فى تأمين أنظمة النقل العام مع الحفاظ على شراكتنا مع أجهزة الدولة والأجهزة المحلية. \r\n أولاً : يجب أن نحدث من أساليب عمل أجهزة الاستخبارات كى تواكب العصر \r\n و نستخدم الخبرات التي حصلنا عليها من تفجيرات لندنومدريد فى تحسين إجراءات الحماية والأمان ويجب أن نتخذ الاجراءات الكفيلة بالتعرف على الخلايا الارهابية النائمة وتوقيف أعضائها و تأمين الحدود من أجل تعزيز إجراءات الأمن \r\n و الحماية فى أجهزة النقل العام و مرافق البنية الأساسية. \r\n ثانيا: يجب ألا نركز جل اهتمامنا و مواردنا على تأمين أجهزة النقل العام من حافلات و قطارات فقط بسبب استهداف الارهابيين لأجهزة النقل العام فى لندن ، فقد أثبت الهجوم الذى وقع على الفنادق والمنتجعات السياحية فى مدينة شرم الشيخ المصرية أن الجماعات الارهابية تهتم باستهداف الأهداف السهلة الأخرى. \r\n و أخيراً : أثبتت الهجمات الارهابية الكارثية التى طالت مرافق النقل العام فى عدة دول قدرتها على قتل آلاف المدنيين الأبرياء و يجب أن تأتى قضية منع وقوع مثل هذه الهجمات فى المستقبل على رأس أولويات حكومات العالم فى الفترة المقبلة. \r\n و قد تؤدى الهجمات الكيمائية والاشعاعية والبيولوجية الى تعطيل أنظمة النقل العام حال وقوعها ويتعين علينا العمل بسرعة وجد على تطوير المعدات المتقدمة التى يمكنها التحقق من وجود هذه المركبات والمواد الضارة قبل أن تقع فى أيدى الجماعات الارهابية التى تبدى تصميماً كبيراً على شن الهجمات الكارثية والدموية. \r\n وليس بإمكاننا أن نضمن تحقيق الأمن بنسبة 100 % و هذا هو السبب الذى جعلنا نتبنى اسلوبا قائما على الحذر فى عملنا بوزارة الأمن الداخلى ومن خلال تعاوننا مع أجهزة الدولة والأجهزة المحلية، يمكن أن نستغل القوى والصلاحيات المتاحة أمام هذه الأجهزة فى تأمين أجهزة النقل العام قدر الإمكان. \r\n \r\n مايكل شيرتوف \r\n وزير الأمن الداخلي الأميركي \r\n خدمة (واشنطن بوست) خاص بالوطن \r\n