\r\n وقال جون ميكا، رئيس لجنة شؤون الطيران بمجلس النواب: «لدينا حماية ضعيفة جداً من تهديدات انتحاريين قد يضعون متفجرات حول اجسادهم». \r\n وكانت عناصر مرتبطة ب «القاعدة» قد حاولت اسقاط طائرات باستخدام مادة النتروغليسرين وضعتها في زجاجة محلول عدسات لاصقة ومتفجرات مخبأة داخل حذاء. غير ان التفجيرين الاخيرين في روسيا، واللذين يعتقد ان ناشطات شيشانيات نفذتهما، جددت المخاوف من امكانية تسلل ارهابيين الى داخل طائرات اميركية وتنفيذ اعتداءات. يشار الى انه يستحيل اكتشاف العديد من المتفجرات الحديثة، وحتى بعض القديمة منها، اذا لم يجر تفتيش اضافي لراكب يفترض انه كان يحملها. وقال كريس ياتس رئيس تحرير شؤون امن الطيران في مطبوعة «جينز للنقل» ان «المسألة مسألة وقت قبل ان يحدث في استراليا وبريطانيا او الولاياتالمتحدة، نفس ما حدث في روسيا». \r\n وتختلف المتفجرات عن الاسلحة فقط في قضية اكتشافها. فاجهزة اشعة اكس في المطارات واجهزة اكتشاف المعادن مصممة للعثور على المعادن والاسلحة، وليس المتفجرات. ويمكن اكتشاف المتفجرات عن طريق اجهزة خاصة بالكشف عن هذه المواد، الا ان المسؤولين الامنيين لا يجرون هذه الاختبارات الا بعدما يثير مسافر ما الشكوك، مثل شرائه تذكرة في اللحظة الاخيرة. \r\n وفي اختبار اكتشاف «الآثار» يمرر رجال الامن الحقيبة او المحفظة او الكومبيوتر المحمول امام جهاز، ويجري نقل المعلومات الى جهاز في حجم كومبيوتر، يمكنها اكتشاف كميات محدودة للغاية من المتفجرات. غير ان مثل هذا الاختبار يستخدم مع الحقائب وليس الافراد. وبما ان الغالبية من الحقائب لا تخضع للفحص، فانه لا يمكن الاعتماد على هذه الطريقة لمنع وصول المتفجرات الى داخل الطائرة. \r\n وكانت وزارة الامن الداخلي الاميركية قد اعلنت ان مفتشيها تمكنوا من تهريب اسلحة ومتفجرات عبر اجراءات الامن في مطار عام 2003. ورغم التطوير الشامل لشبكات امن الطيران في الولاياتالمتحدة منذ هجمات 11 سبتمبر (ايلول) 2001، فإن الطرق الرئيسية لاكتشاف المتفجرات لا تزال غير مباشرة: فأجهزة كشف المعادن واشعة اكس يمكنها اكتشاف اسلاك تستخدم كصواعق، كما يمكن لاشكال غير عادية توضع تحت الملابس، ان تؤدي الى عمليات تفتيش اضافية، اضافة الى قوائم المراقبة التي يمكن ان تحدد المشتبه في علاقتهم بالارهاب. \r\n وتعهد المشرعون الاميركيون بالمطالبة بمعدات جديدة يمكنها اكتشاف المتفجرات التي يحملها الافراد. وتستخدم اجهزة «النفخ» التي يمكنها اكتشاف كميات محدودة من المتفجرات في الهواء المحيط بالشخص في المفاعلات النووية ويجري اختبارها في خمسة مطارات، غير ان ادارة امن النقل التي تفتقر الي التمويل الكافي، لا يمكنها استخدام كميات كبيرة من هذه المعدات، كما ان الكونغرس لم يخصص اية ميزانية لشرائها. \r\n وقد حصلت تلك الجهود على دعم من لجنة التحقيق في هجمات 11 سبتمبر، التي اوصت في تقريرها النهائي الحكومة بالبدء في تفتيش المسافرين بحثا عن متفجرات. وذكر التقرير، نقلا عن وثائق استخباراتية، ان محمد عاطف، وهو واحد من كبار قادة القاعدة قتل اواخر عام 2001، توصل في منتصف التسعينات الى نتيجة مفادها ان نسف الطائرات وسط الجو هو «وسيلة واعدة للتسبب في اصابات كبيرة». \r\n وكانت «القاعدة» قد درست، بل نفذت تفجيرات لاكثر من عقد من الزمن. فقد قتل رمزي يوسف المدان بالمشاركة في نسف مركز التجارة العالمي عام 1993، رجلا يابانيا وكاد ان يتسبب في حادث تصادم عندما انفجرت قنبلة وضعها في طائرة بوينغ من طراز 747 تابعة للخطوط الجوية الفلبينية في 11 ديسمبر (كانون الاول) 1994. وكان التفجير اختبارا لمخطط لنسف 12 طائرة اميركية في يوم واحد، وهي المؤامرة التي فشلت بعدما شب حريق في مختبر يوسف. \r\n كما انتعل ريتشارد ريد حذاء رياضيا خبئت فيه كمية من المتفجرات في طائرة يوم 22 ديسمبر 2001، رغم انه اثار قلقاً امنياً ومنع من ركوب طائرة قبل ذلك بيوم. وتم احباط مخططه، بعد ان اكتشف ركاب وجود فتيل في «حذائه المتفجر»، وسيطروا عليه. \r\n وكان تفجير الطائرتين الروسيتين الشهر الماضي بداية لسلسلة من هجمات لناشطين شيشان ادت الى مقتل مئات، بما في ذلك حصار مدرسة بيسلان وما عرفه من نهاية دموية. وقالت السلطات الروسية ان المرأتين صعدتا على متن الطائرتين وهما تحملان متفجرات، فيما اشارت تقارير اخبارية روسية الى ان المرأتين اعتقلتا من قبل الشرطة لدى وصولهما الى المطار وسلمتا الى مسؤولي الأمن، إلا ان مسؤول امن المطار سمح باطلاق سراحهما. وأشارت التقارير الى ان واحدة منهما قدمت رشوة لحراس الأمن للسماح لها بالمرور. \r\n ولا يعرف حتى الآن كيف تمكنت المرأتان من حمل المتفجرات معهما الى الطائرتين، إلا انه يرجح ان تكون الانتحاريتان لفتا المتفجرات حول جسديهما. وتكفي كمية صغيرة من المتفجرات لتدمير الطائرتين. \r\n \r\n * خدمة «يو. اس. ايه. توداي» خاص ب «الشرق الأوسط»