ولقد حدد وزير الدفاع دونالد رامسفيلد، الذي يريد دمغ هذه العملية برؤيته الخاصة ورؤية إدارة بوش حدد أربعة أهداف ليعمل المخططون والمفكرون العسكريون باتجاهها. وتبوح تلك الوثيقة التي مازالت سرية بالمنظور الذي يرى رامسفيلد من خلاله عالم المستقبل. \r\n \r\n \r\n ومن واقع تأثره العميق بتجربة 11 سبتمبر 2001 والحرب في العراق التي تجاوزت تكلفتها كل التوقعات، أخبر رامسفيلد قيادة القوات المسلحة بأن القضايا الجوهرية الأربع هي: \r\n \r\n \r\n بناء شراكات مع الدول المعرضة للتهديد أو القاصرة عن العمل من أجل هزيمة الارهاب. \r\n \r\n \r\n الدفاع عن الوطن الاميركي بكل الوسائل الممكنة، بما في ذلك توجيه ضربات استباقية ضد الارهابيين الذين يخططون لشن هجمات ضد الولاياتالمتحدة. \r\n \r\n \r\n منع انتشار أسلحة التدمير الشامل. \r\n \r\n \r\n التأثير في كل الخطوط الرئيسية التي وضعها رامسفيلد لا يتحدث عن الحرب التقليدية التي تقف فيها دولة ضد دولة، وهو ما يشير إلى بداية نزاع تصادمي خطير حول العقود الكبيرة لشراء عتاد مثل السفن الحربية المدمرة، الغواصات الكبيرة، القاذفات المقاتلة قصيرة المدى والدبابات القتالية الرئيسية. وفي الوقت الراهن هناك فرعان من فروع القوات المسلحة في حالة خلاف الجيش وسلاح البحرية وفرعان آخران في حالة سلام وهما سلاح الجو والأسطول الحربي. \r\n \r\n \r\n وكان رامسفيلد قد أشار من قبل إلى استعداده لتقليص طلبيات شراء مثل هذه الأسلحة المكلفة كالطائرات المقاتلة من طراز «في/إف 22» والسفن الحربية المدمرة الجديدة وذلك لتوفير المال لتغطية تكاليف الابقاء على 150 ألف جندي من الجيش والبحرية في العراق واصلاح واستبدال المركبات والمعدات التي يستهلكونها بمعدل لم يتوقعه أحد قبل بدء الحرب. \r\n \r\n \r\n وهو يريد قوات مسلحة خفيفة الحركة قادرة على نشر فرق صغيرة لتعليم تقنيات مكافحة التمردات المسلحة لجيوش البلدان المنكوبة ومساعدتها على البقاء، بشرط أن تكون هذه القوات في الوقت ذاته قوية بما يكفي للتأثير في التفكير والخيارات الاستراتيجية لبلدان مثل روسيا والصين. وهذه القوات المسلحة نفسها يجب أن تكون أيضاً قادرة على توجيه ضربات خاطفة في أي مكان بالعالم لاستهداف الجماعات الارهابية التي تخطط لمهاجمة الاميركيين في أرض الوطن. \r\n \r\n \r\n ثمة مقولة شائعة بين الفرنسيين بأنه «كلما تغيرت الأمور كلما بقيت على ما هي عليه». لقد مر على الولاياتالمتحدة زمان، يذكره رامسفيلد تماما، كانت ترسل فيه ما يعرف بجماعات الاستشارة والمساعدة العسكرية (ماغ) إلى البقاع الساخنة في أنحاء العالم لتدريب وتسليح جيوش بلدان متداعية تحت وطأة هجمات المتمردين الذين كانوا في تلك الأيام إما شيوعيين أو متحالفين مع الشيوعيين. \r\n \r\n \r\n وابتداء من عام 1950، كانت هناك مجموعة أميركية من هذا النوع في جنوب شرق آسيا وتحملت في نهاية المطاف أكثر من 70 بالمئة من تكلفة الحرب الفرنسية ضد متمردي «فييت مين». وعندما اندحر الفرنسيون وأجبروا على الخروج عام 1954، بدأت مجموعة الاستشارة والمساعدة العسكرية للبلد الجديد فيتنام الجنوبية. \r\n \r\n \r\n لكن نهاية تلك المغامرة كانت وخيمة علينا وعلى فيتنام الجنوبية في 1975. وحتى وقت قريب حرصت القوات المسلحة الاميركية على تجنب مثل هذه المهام خشية تورطنا في حروب أهلية تستدرجنا إلى مستنقعات مختلفة. وبدلاً من الأسلوب اصبحنا نبيع البلدان المتداعية أسلحة تعينها على خوض معاركها بنفسها. \r\n \r\n \r\n وأغلب الظن أن الضباط والجنود الذين هبطوا في سايغون عام 1950 لم تكن لديهم أدنى فكرة بأن المهمة التي يبدأونها ستنتهي بعد ربع قرن في عام 1975 بعد مقتل حوالي 58 ألف أميركي وأكثر من مليون فيتنامي. \r\n \r\n \r\n خدمة «لوس أنجلوس تايمز» خاص ل «البيان» \r\n \r\n \r\n