\r\n فقد قامت ادارة بوش بتطوير استراتيجية رسمية للعراق تمزج فيها رؤاها بين الدبلوماسية واستخدام القوة المفرطة لاخضاع العشرات من المدن العراقية الرئيسية الواقعة تحت قبضة وسيطرة الميليشيات المسلحة قبيل الانتخابات المقررة في العراق في شهر كانون الثاني المقبل. \r\n \r\n وطبقا لما ذكرته مصادر رسمية موثوقة في البيت الابيض فان الاستراتيجية السرية التي وضع خطوطها العريضة وزير الدفاع رامسفيلد وبعض كبار المخططين العسكريين في البنتاغون وفي البيت الابيض خلال الاسابيع القليلة الماضية, فان التفكير يتركز الان وبموجب هذه الاستراتيجية الجديدة على ارسال مزيد من القوات الاضافية الى العراق بهدف تحقيق هدفين اساسيين وهما مواجهة الهجمات الانتحارية المتصاعدة التي تشنها قوى المقاومة العراقية المختلفة للحد من الخسائر المتصاعدة في الارواح وفي المعدات الحربية اولا ولانجاح عملية الانتخابات وحماية سير هذه الانتخابات ثانيا. \r\n \r\n وتتزامن هذه الخطوة مع اتهامات المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية جون كيري لمنافسه الجمهوري الرئيس بوش لافتقاره لخطة شاملة لانهاء العنف المتزايد الذي اصبح يودي بحياة ثلاثة جنود امريكيين يوميا بالمتوسط ويزيد من حدة الانتقادات التي توجه للادارة الامريكية بشكل متواصل, ولتمهيد الطريق امام سحب هذه القوات من المستنقع العراقي. \r\n \r\n ومع تعرض القوات الامريكية والقوات المتحالفة معها الى اكثر من 2500 هجوم خلال شهر واحد فقط بواسطة السيارات المفخخة تارة والصواريخ والقنابل والعبوات الناسفة والاسلحة الاوتوماتيكية تارة اخرى, فان ذلك يعني بأن اعمال القتل والتدمير والاغتيالات واختطاف الرهائن اصبحت السمة السائدة في هذا البلد بعد مرور اكثر من عام ونصف العام على الحرب الامريكية على العراق وفي وقت وصلت فيه معركة الانتخابات الرئاسية الامريكية مراحلها النهائية الحاسمة. \r\n \r\n ومن اجل تحقيق اختراق لهذه السمة التي اصبحت تؤرق بال صقور ادارة بوش, فان هذه الادارة بدأت السعي لوضع خطة سياسية واقتصادية وعسكرية واستراتيجية متكاملة لايقاع الهزيمة بالميليشيات المسلحة العراقية المناوئة المقاتلة وتحديد العشرات من المدن العراقية التي ستطبق عليها وفيها هذه الاستراتيجية التي نجحت على ما يبدو في بعضها في ضوء استخدام القوة العسكرية المفرطة والعشوائية ضدها بخاصة في مدن النجف وكربلاء الاسلاميتين الشيعتين ومدينة الصدر القريبة من بغداد وسامراء والفلوجة والرمادي السنيتين, حيث تركزت الهجمات والغارات الجوية المدمرة عليها وبمساعدة قوات الشرطة العراقية وبتنسيق تام مع الحكومة العراقية المؤقتة برئاسة اياد علاوي. \r\n \r\n وفي اشارة لتلك الاستراتيجيات الامريكية اكد العديد من المسؤولين الامريكيين على القول بان تلك الاستراتيجيات قد تمت تجربتها بنجاح في الفعل وبصورة عملية سواء في النجف او في سامراء او الصدر او الرمادي والفلوجة وفي العديد من العمليات العسكرية الجارية في عدد من المناطق ما يعرف بالمثلث السني. \r\n \r\n ويرى زعيم البنتاغون رامسفيلد تأجيل او تجنب خوض عمليات عسكرية في المزيد من المدن العراقية في حال توصل الحكومتين الامريكية والعراقية الى اتفاق جزئي بشأن المشاركة العراقية في الانتخابات العامة العراقية المقبلة. \r\n \r\n ويعتمد رامسفيلد في نطاق تلك الاستراتيجية الجديدة خيارين اثنين لفرض السيطرة على البؤر الساخنة والمتمردة في العراق, وهذان الخياران هما: محاولة انهاء المقاومة المسلحة وحركات التمرد عبر المفاوضات, ومن ثم استخدام القوة العسكرية المفرطة اذا لزم الامر في حالة فشل خيار المفاوضات الاول, وهو الخيار الذي تم استخدامه بشكل عملي في النجف وبعقوبة وسامراء ومدينة الصدر. \r\n \r\n وتتخوف وزارة الدفاع الامريكية من ان القوات العراقية ليست بتلك القوة والحرفية والعددية الكافية لفرض سيطرتها على المدن الثائرة والمتمردة كالفلوجة والرمادي, حتى في حال تمكن القوات الامريكية من القضاء على المقاومة هناك. \r\n \r\n وهذا الامر هو الذي دفع رامسفيلد الى التأكيد اكثر من مرة على ان الولاياتالمتحدة تجد نفسها مضطرة لارسال قوات اضافية الى العراق للسيطرة على الاوضاع الامنية هناك ولحماية سير الانتخابات العراقية المقرر اجراؤها في كانون الثاني المقبل. \r\n \r\n والى الاشارة كذلك بان ادارته لا تزال تحاول ايجاد دول حليفة لها قادرة على ارسال جنود الى العراق من اجل توفير الحماية لبعثة الاممالمتحدة المكلفة بالمساهمة في تنظيم الانتخابات.0 \r\n \r\n عن: »دير شبيغل« الالمانية