قد ابلغا مسؤولين آسيويين بهذه المعلومات خلال زيارة، قال مسؤول في واشنطن ان «السبب الاساسي» لها هو إطلاع اليابان وكوريا الجنوبية والصين بهذه المعلومات، رغم الاشارة رسميا في وقت سابق الى ان الغرض من الزيارة يتركز حول إجراء محادثات محتملة مع كوريا الشمالية حول برنامجها النووي. ومن المحتمل ان تكون المادة الكيماوية التي صدرتها كوريا الشمالية الى ليبيا هي هكسافلوريد اليورانيوم، وهي ليست مادة انشطارية، ولكن يمكن تخصيبها وتحويلها الى مادة تدخل في انتاج السلاح، اذا اخضعت لعملية الفصل عن طريق الطرد المركزي، لذا اعتبر هكسافلوريد اليورانيوم مادة يمكن استخدامها في انتاج السلاح، مما أثار قلق المسؤولين الاميركيين. جدير بالذكر ان ادارة الرئيس بوش ظلت على مدى السنوات الاربع السابقة تحاول التوصل الى ما يجب عمله ازاء البرنامج النووي لكوريا الشمالية. ومن المتوقع ان تثير المعلومات الجديدة التي تحدث عنها مسؤولون اميركيون ضغوطا باتجاه اتخاذ خطوة تجاه بيونغ يانغ، لأن هذه المعلومات لا تعني توسيع كوريا الشمالية لبرنامجها المذكور فقط، بل من المحتمل ان تكون نشطة في مجال تصدير المواد النووية. ويأتي التأكيد ان كوريا الشمالية هي التي صدرت هكسافلوريد اليورانيوم من مجموعة فنية تابعة لوزارة الطاقة الاميركية قامت في وقت سابق بفحص حاويات اخذت من ليبيا عقب موافقتها على التخلي عن برنامجها النووي اثر اتفاق ابرم بينها والولاياتالمتحدة وبريطانيا. وكان الفريق الفني قد عثر لدى فحصه الحاويات على آثار بلوتونيوم جرى انتاجه في يونغبيون، حيث المنشآت النووية لكوريا الشمالية. وقال المسؤول الاميركي ان احتمال انتاج كوريا الشمالية كميات من هكسافلوريد اليورانيوم في يونغبيون، يشير الى وجود علاقة تربط بين كوريا الشمالية والمواد التي عثر عليها في الحاويات. وأضاف المسؤول قائلا ان كشف النقاب عن المواد النووية المشار اليها، لم يكن نتيجة توصلت اليها وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي إيه) او إدارة الاستخبارات التابعة لوزارة الخارجية الاميركية، وإنما جاء نتيجة الفحص الذي أجراه فريق من فنيي المختبرات بوزارة الطاقة الاميركية. وأوضح ايضا ان هذه المعلومات اضفت مصداقية على التقرير لأنها قائمة على اساس معلومات ملموسة وليس على تقييم استخباراتي غير واضح. \r\n ويعتقد مراقبون أن إعادة معالجة قضبان الوقود النووي الناضب بواسطة كوريا الشمالية ليس امرا مستغربا تماما، فقد اوضحت بيونغ يانغ انها عملت في هذا المجال. وتكفي كمية قضبان الوقود النووي التي أعادت كوريا الشمالية علاجها لانتاج ستة اسلحة ذرية، إلا ان قرار ادارة الرئيس بوش بإطلاع الدول الحليفة بالمعلومات التي توصلت اليها يعتبر في حد ذاته خطوة مهمة. \r\n وكانت المحادثات التي جرت بين كل من الولاياتالمتحدةواليابان وكوريا الجنوبية والصين وروسيا وكوريا الشمالية، لم تسفر عن تقدم، كما لم تعقد أية محادثات منذ يونيو (حزيران) الماضي عندما تقدمت واشنطن بعرضها للمفاوضات. وادعت الولاياتالمتحدة ان كوريا الشمالية تعمل على إنشاء برنامج لتخصيب اليورانيوم، وانها يجب ان تعترف ببرامجها النووية قبل تقديم أية محفزات لها، إلا ان حكومة بيونغ يانغ نفت ان يكون لديها برنامج لتخصيب اليورانيوم. وبموجب المقترح الاميركي تقدم كوريا الشمالية ودول اخرى حليفة للولايات المتحدة مساعدات عاجلة لكوريا الشمالية في مجال الطاقة، في حال موافقتها على إنهاء برنامجها النووي. وامهلت كوريا الشمالية في إطار هذا المقترح ثلاثة اشهر للكشف عن برنامجها النووي والتحقق من ادعاءاتها. وتقوم الولاياتالمتحدة بعد ذلك بمشاركة الدول الحليفة لها في تقديم ضمانات أمنية لكوريا الشمالية مع مشاركتها في عملية من المحتمل ان تؤدي في النهاية الى حصولها على مساعدات مباشرة من الولاياتالمتحدة. \r\n \r\n * خدمة «واشنطن بوست» خاص ب«الشرق الأوسط» \r\n \r\n