على هذه الخلفية ادلى أحد كبار المستشارين المحيطين بشارون الذي شغل حتى وقت قريب منصب قائد الأركان دوف فايسغلاس بحديث الى صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية اسهب فيه بذكر التفاصيل حول الأهداف التي يسعى شارون لتحقيقها من خلال خطة فك الارتباط مع غزة التي اقنع بها الرئيس الأميركي والكونغرس أيضا من هذه المبررات تجميد عملية السلام ودفع «خريطة الطريق» الى النسيان ومنع قيام اي دولة فلسطينية من أي نوع‚ \r\n \r\n ويبدو ان فايسغلاس يعتريه بعض القلق من وجود بعض الاسرائيليين الذين لا يزالون يؤمنون بان خطة فك الارتباط في غزة يجب ان تؤدي الى فك ارتباط آخر في الضفة الغربية وهي طروحات صدرت عن سياسيين اسرائيليين مثل شمعون بيريز زعيم حزب العمل وغيره من عناصر اليسار في اسرائيل الذين يحدوهم الأمل في ان توجه الدعوة لهم للانضمام للحكومة الاسرائيلية‚ \r\n \r\n ويطمئننا فايسغلاس بانه في ظل الظروف الراهنة المتعلقة بالعملية السلمية «فانه يتوجب على الفلسطينيين ان يتحولوا الى فنلنديين وبالتالي فإن كل ما يتعلق بالدولة الفلسطينية ستتم ازالته من اجندتنا‚ وبالطبع فإن هذا يتم بالمباركة الرئاسية الأميركية وبالدعم الكامل من الكونغرس بمجلسيه»‚ \r\n \r\n وإذا كان هناك شخص ما لم يستوعب ما قاله فايسغلاس فإن هذا المستشار يشرح خطة فك الارتباط على انها «مجرد مادة عازلة تحول دون حدوث أي عملية سياسية مع الفلسطينيين»‚ \r\n \r\n وبعد ان اصدر مكتب شارون تطميناته المعتادة بان رئيس الوزراء لا يزال ملتزما ب «خريطة الطريق» اعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فورا انه «ليس هناك شك بشأن التزام اسرائيل بحل الدولتين الذي اقترحه الرئيس الأميركي»‚ \r\n \r\n ومن الواضح ان العنجهية والخداع في حديث فايسغلاس دون خوف من ان يلحق ذلك ضررا بخطة شارون يعني شيئا واحدا وهو ان شارون وفايسغلاس يضعان الرئيس بوش والكونغرس في جيبهما‚ ان الرجلين متأكدان من ان هذا الاقرار العلني للنوايا لن يضعهما خارج ما يسمى بمعسكر السلام‚ \r\n \r\n بالنسبة لأميركا فإن السؤال هو: هل بوش وإدارته الذين وقعوا على الرسالة المؤرخة في 14 ابريل التي وضع مسودتها فايسغلاس نفسه كانوا سذجا في التوقيع بالموافقة على خطة شارون لدفن القضية الوطنية الفلسطينية ولم يفهموا المقصود منها أم انهم فعلوا ذلك واشتركوا مع شارون في حملة الخداع؟ \r\n \r\n الفلسطينيون سيستمرون في التصرف على أساس الافتراض القائل بأنهم لو سارعوا الى تنظيم اجهزتهم الأمنية «وفككوا البنية التحتية للارهاب» فإن اي حكومة اسرائيلية يرأسها شارون او اي زعيم يميني في اسرائيل لن تدخل معهم في مفاوضات للسلام او انها ستسمح بظهور دولة فلسطينية حقيقية بل مجرد مجموعة من البنتوستونات المعزولة القابعة تحت السيطرة الاسرائيلية‚ \r\n \r\n بالنسبة للفلسطينيين فإن تعويذات بوش المتكررة حول رؤيته لحل الدولتين ستبقى ذات مصداقية مماثلة لتعويذات شارون حول «خريطة الطريق»‚ \r\n