\r\n لماذا شرعوا في عملياتهم بعد اتفاقات اوسلو التي صودق عليها عندنا بجهد جهيد، مُفجرين الباصات والمجمعات التجارية والمقاهي والأسواق والمطاعم؟ لماذا بدأت موجة عنف اخرى، تحديدا بعد ان فُتحت فتحة ثانية للتسوية في كامب ديفيد بوساطة الرئيس كلينتون؟ ولماذا استُقبل كل مبعوث امريكي بارز من الرئيس الاميركي بعملية تعرقل مهمته من قبل ان تبدأ؟. \r\n \r\n الآن ايضا ليس من الواضح أو المفهوم لماذا بعد اقدام «أبو المستوطنات»، تحديدا في عهد شيخوخته، على فك الارتباط عن غزة بما في ذلك اخلاء مستوطناتها ومصانعها ومواقعها العسكرية مع اضافة اربع مستوطنات اخرى في الضفة كدفعة أولى ومقدمة لما سيأتي - شرع الفلسطينيون في هجماتهم وكمائنهم وخصوصا اطلاق صواريخهم على سدروت؟ أنا أقول الفلسطينيين وليس حماس، لان للسلطة صلاحية وقوة أكثر مما نتوقع ونُقدر، ولو لم تكن ترغب بأن تُقصف سديروت لما قُصفت. \r\n \r\n لماذا الهجوم في غزة؟ الافتراض السائد هو ان حماس ترغب في تسجيل طرد اسرائيل من هناك لصالحها لأغراض سياسية داخلية. الا ان حماس ليست بحاجة للعنف بعد ان قرر رئيس الوزراء الاسرائيلي الانسحاب من غزة بمبادرة منه. \r\n \r\n من الواضح للجميع ان اسرائيل تقوم بالخطوة الاولى في معرض انسحابها من المناطق بسبب عدم قدرتها على دحر العنف بالقوة، ومن لبنان ايضا انسحبت بصورة أحادية الجانب للاسباب نفسها. حماس والسلطة الفلسطينية تستطيعان الادعاء باعتزاز وأحقية أننا طُردنا من غزة من دون ان تشرعا في حملة عنف فعلية. \r\n \r\n ولكن، مع كل الاحترام لحق الفلسطينيين في دولة مستقلة، الا ان شيئا ما غير سليم عندهم. كولن باول أجاد في وصف المشكلة: الانتفاضة لم تحقق للقضية الفلسطينية شيئا، وقد آن الأوان لوضع حد لها. الفلسطينيون لا يعرفون، أو أنهم لم يتعلموا شيئا، حول العملية الديمقراطية في اسرائيل، أو انهم لا ينجحون في فهم ذلك. \r\n \r\n هم لا يستوعبون ان عملية الانسحاب من غزة مثلها مثل اوسلو تتطلب اجماعا وطنيا وقرارا حكوميا واغلبية برلمانية، وهذه العملية تستغرق وقتا. هم ايضا لا يفهمون ان عدم صبرهم واقدامهم على شن العمليات تسبب في انقلاب سياسي في اسرائيل. أنصار السلام انتقلوا للطرف الآخر من الخارطة السياسية. وفي كل مرة يميل فيها الرأي العام نحو التنازلات - مثلما حدث مع تأييد خطة شارون - الفلسطينيون يبدون كمن يهب لمساعدة معارضي اخلاء غزة. \r\n \r\n أنا أقول الفلسطينيين وليس حماس، لان السلطة تستطيع ضبط حماس لو أرادت، ولكن مثلما قال آبا ايبان في مقولته الشهيرة: «الفلسطينيون لا يُفوتون أي فرصة لاضاعة الفرص. هم لا يفهمون على ما يبدو ان أي حكومة في اسرائيل حتى لو كانت برئاسة وبيريز وسريد، لم تكن لتقبل قصف مدينة في اسرائيل لا دخل لها في العمليات الأمنية، فقط لانها موجودة في مدى القسام. \r\n \r\n الفلسطينيون لا يدركون ان الحزب الحاكم في الحكومة الحالية مع المتطرفين الموجودين فيه يحتوي على أطراف تبحث عن ذريعة لعرقلة فك الارتباط واحتلال القطاع وصنع العجائب فيه». \r\n \r\n عرفات صرح قبل مدة انه مستعد للتضحية بمليون شهيد. هذا الشخص الذي قال بعد الجنازات في سدروت ان القسام لا يقتل الاطفال وانما يتسبب في الضجيج فقط - فقد صوابه على ما يبدو، ولكن محاسبته مسألة متروكة للفلسطينيين. على اسرائيل ان تضبط نفسها في ردها العسكري وان تكون سريعة في تنفيذ فك الارتباط حتى لا تغرق في غزة في مستنقع دموي اسوأ من كل ما سبقه. \r\n \r\n