\r\n وحين يكون في الافق وعود من اميركا، اوروبا والبنك الدولي بتدفق الاموال اليهم لاعادة الترميم والرزق، فان الدوافع لان نخرج تكون عظيمة. كما ان في اسرائيل توجد اغلبية ساحقة لاخلاء القطاع، الذي منذ احتلاله كان بؤرة مستمرة للمشكلات. ولكن عندنا أيضا يوجد متطرفون، زعران عنيفون وحاخامون يمتشقون الصرخات ضد الاخلاء ويكررون مرة اخرى نقمة حكم الجائر. وكأن قتل رئيس وزراء واحد لا يكفي لهم لاحباط خطر الخروج من المناطق. \r\n \r\n ليس سهلا كتابة الامور التالية. ولكن الحقيقة هي حقيقة: سواء في اسرائيل ام لدى الفلسطينيين، المتطرفون هم مثابة نوع وجد نوعه. أقلية ترغب في ان تملي على الاغلبية حياة سفك الدماء، لدوافع التزمت الديني المختلط بالتزمت السياسي. وهذه صيغة فتاكة للشعبين اللذين يفترض بهما ان يعيشا جنبا الى جنب. المتطرفون من الطرفين يغذون بعضهم البعض في حلف دموي غير مكتوب اساسه تطوير كراهية وعنف وعرقلة كل امل بالتسوية الدائمة. خسارة ان لا يوجد شخص في صورة يغئال هورفيتس يجرؤ على ان يقول لهم: ايها المجانين انزلوا عن السطح!. \r\n \r\n تقدير قادة جهاز الامن هو انه يجب توقع موجة كبيرة من العمليات صواريخ القسام، الانفاق المتفجرة، عمليات انتحارية وما شابه لتشويش فك الارتباط او لاستحقاق «طردنا» من قطاع غزة. حين سمع شارون عن العملية في اسدود عاد للحظة ليكون قائد كتيبة المظليين متلظي العقل وطلب اغراق القطاع بالدم. وحسنا فعل قادة اذرع الامن الذين كبحوا جماحه من عملية من نوع «السور الواقي». شارون ملزم بان يحافظ بشدة على رد متناسب، لا يخرب على مبادرته هو نفسه. \r\n \r\n شارون وموفاز هما حليفان رئيسان في خطة فك الارتباط من طرف واحد. ولكن كلما تعاظمت عمليات العنف، من شأن الرجلين ان يفقدا الاغلبية الطفيفة التي لهما في هذه اللحظة لتطبيق المبادرة التاريخية لشارون. دخولنا وخروجنا من والى قطاع غزة بعد كل عملية هي مثل الاسبرين للمريض - يخفف الالم، ولكنه لا يعالج المرض. بين الامكانيتين اللتين لاسرائيل - اعادة احتلال القطاع، او اخلائه - الاخلاء هو الرد. \r\n \r\n فهو سيقصر خطوط الجبهة، يحررنا من عقوبة 2,1 مليون فلسطيني، ويتيح لفرقة كاملة تنفيذ مهمات اخرى. ناهيك عن ان اخلاء المستوطنات سيحدث ثورة في الرأي العام العالمي في صالح اسرائيل. لاول مرة سيصدقونها في أنها تبدأ في تحرير نفسها من الاحتلال. لا شيء يمكنه ان يكون اسوأ من وجودها في غزة، التي تغدو لبنان في اسوأ عهوده. \r\n \r\n كل من يدعي انه بعد اخلاء غزة ايضا ستتواصل الصواريخ على القرى والمدن الاسرائيلية، يجدر به ان يتذكر سابقة الخروج من لبنان. فبين ليلة وضحاها تخلصنا من الجحيم الذي كنا فيه. قطاع غزة برعاية خفية من مصر، دور فاعل من الاوروبيين، مساعدة مالية لترميم خرائبه واقتصاده، سينشأ دافع لمواصلة المسيرة. \r\n \r\n مرغوب ان يتفحص الفلسطينيون جيدا مضمون رسائل بوش التي يستمد شارون قدرا كبيرا من السعادة منها. فحين يرد فيها بان «الكتل الاستيطانية الكبرى ستبقى ضمن سيادة اسرائيلية في كل تسوية» فان معنى هذه العبارة هو ان اسرائيل لن تبقى في 95% من اراضي الضفة. \r\n \r\n مصلحة اسرائيل الان هي عدم السماح للمتزمتين من الطرفين باملاء جدول الاعمال؛ الرد من الرأس وليس من البطن - لا هدم منازل، لا مطاردة للمخارط، ولا قصف من الجو. بل السير الى الامام بتصميم، بكظم للغيظ - حتى تحت النار - لفك الارتباط من طرف واحد. \r\n \r\n \r\n هارتس \r\n \r\n \r\n \r\n \r\n \r\n \r\n \r\n \r\n \r\n \r\n \r\n