فيما يتعلق بالحركة الإسلامية ترتبط عمومًا لدى عموم الناس والتوجهات بأن الإصلاحي هو الذي يجنح نحو الانفتاح ويتخفف من بعض الآراء التي توافق الناس على أنها متشددة بالنسبة لهم بينما المحافظ هو الذي يأبى الانفتاح ويعتنق آراء شديدة الصلابة، لا تتغير ولا تلين، إما إيمانًا عن يقين بها أو خوفًا من الاتهام بالتفريط أو حفاظًا على موروث الأسلاف. لكن هذه الثنائية يختلف تعريفها حين يتم التعامل مع تنظيم جماعة الإخوان المسلمين. فكلمة الإصلاحي باتت تمزج بين التعريف السابق للإصلاحي مع قدرته على نقد الجماعة في العلن لإبراز المعارضة الداخلية في التنظيم والانفتاح على بقية التيارات الأخرى ومخالفة أدبيات الجماعة الشهيرة والمعروفة. أما المحافظ لدى الجماعة فهي تمزج بين التعريف الأول وبين السير على أدبيات الإمامين حسن البنا وسيد قطب؛ ثم والأهم هو أن محافظي الجماعة هم أصحاب الصلابة والمواقف المتشددة خوفًا على التنظيم وبقائه والذين يتبنون رؤى صارمة تجاه المنشقين وتجاه أي أحد يقترب من التنظيم. الإصلاحي يروق من حيث الانفتاح ونقد الجماعة للتيارات العلمانية وتثني عليه لمزيد من الانفتاح لكنها في النهاية تدير له ظهرها وقت الجد (كما حدث مع الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح وما حدث مع الدكتور محمد البلتاجي مؤخرًا)، أما الإصلاحي— من جهة عدم تمسكه المتشدد بالتنظيم— فيروق لبقية الحركات الإسلامية غير الإخوان (رغم أنهم في مواقف سابقة كان يعتبرون الإصلاحيين وتصريحاتهم دلالة على »تلبرل» الجماعة وتخليها عن خط الآباء المؤسسين. المحافظون في الإخوان منبوذون لدى التيارات العلمانية ولا يدخر الإعلام وسعًا لشيطنتهم، كما فعلوا مع المهندس خيرت الشاطر، لكنهم مقبولون لدى التيارات الإسلامية من حيث الأفكار الصلبة، لكنهم منبوذون بسبب الولاء التنظيمي والخوف على الجماعة.