سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
باحثة أمريكية: «مرسى» استخدم البلطجية ضد خصومه.. والإخوان يريدون تصوير أنفسهم كضحايا بعد خروجهم من المشهد «ويكهام»: «المعزول» أهدر فرصاً عديدة لتقاسم السلطة.. وهزيمة الإصلاحيين داخل التنظيم سبب فشل التجربة
قالت الخبيرة الأمريكية المتخصصة فى تاريخ الجماعات الإسلامية «كارى ويكهام»، فى مقال بصحيفة «نيويورك تايمز»، إن موقف الإخوان الحالى يثير التعجب، حيث تحول محمد مرسى، فجأة، بعدما تدخل الجيش ضده فى 3 يوليو الجارى، من رئيس فاشل إلى بطل إسلامى، والإخوان يريدون تصوير أنفسهم على أنهم ضحايا مؤامرة، بدلاً من تحملهم المسئولية عن أخطائهم الهائلة خلال الفترة الماضية، وانتقدت سماح مرسى ل«البلطجية» الموالين للإخوان بالضغط على خصومه، وفشله فى ضمان أمن الأقلية القبطية أو الشيعة. وأضافت مؤلفة كتاب «الإخوان المسلمون وتطور الحركة الإسلامية» إن «مرسى» فشل هو وتنظيمه فى وضع مصر على المسار الصحيح لنظام ديمقراطى شامل، وأهدر الرئيس المعزول عديداً من الفرص لتقاسم السلطة مع كل القوى الأخرى، وركز فقط على استبدال أعضاء التنظيم بكل من عملوا مع النظام القديم فى المؤسسات الحكومية، دون أى جهد جاد لمعالجة سوء الإدارة الحكومة أو مواجهة الفساد المتفشى فى البلاد. وتابعت: «الأكثر من ذلك أنه سمح ل«البلطجية» الموالين للإخوان بالضغط على خصومه، وفشل فى ضمان أمن الأقلية القبطية أو حتى المسلمين الشيعة، ولم يفعل شيئاً يُذكر بصدد تمثيل المرأة الضعيف فى البرلمان، والتمييز الصارخ المتأصل بين الجنسين فى قوانين الزواج والطلاق وخلافه، وفشل تنظيمه فى أن يدرك أن فوزه الضعيف فى سباق الرئاسة لا يمنحه ولاية ليفعل ما يشاء». وأوضحت أستاذة العلوم السياسية فى جامعة «إيمورى» الأمريكية أن مرسى، خلافاً لتوقعات كانت سائدة فى الغرب خاصةً لدى المحافظين، لم يسر على نهج حركة طالبان الأفغانية أو آية الله فى إيران، لكنه فشل فى بناء مصر جديدة حين سنحت لها الفرصة، مؤكدة أن أحد أسباب فشل تجربة الإخوان كان اختفاء الإصلاحيين من داخل التنظيم، الذين يؤمنون بتفسيرات أكثر تقدمية فى الإسلام، وبالأفكار التى تؤكد على التعددية والتسامح وحقوق الإنسان، والذين كانوا يرون الجماعات العلمانية كشركاء محتملين أكثر منهم كمنافسين، وأضافت: «لكن للأسف تم تهميش هؤلاء الإصلاحيين داخل التنظيم، من قبَل القيادات البارزة، حتى ترك بعضهم التنظيم باختيارهم، وطُرد البعض الآخر، وظل المسيطرون المتشدددن هم من يحتلون الصورة»، لافتة إلى أن تلاشى هذه الأصوات المعتدلة يجعل من الصعب للغاية حل الأزمة المتصاعدة بين الإخوان والجيش. ولفتت الباحثة الأمريكية إلى ظهور هذا التيار الإصلاحى داخل التنظيم، خلال الثمانينات والتسعينات من القرن الماضى، وعارض بأفكاره توجهات الشيوخ الكبار الذين يؤمنون بالتضحية والولاء والطاعة أكثر من الكفاءة، ولكن فى الوقت الذى كان فيه الإصلاحيون مشغولين بعقد المؤتمرات حول الديمقراطية وحقوق الإنسان، ركزت الكوادر المتشددة على تعزيز سيطرتها على تجنيد الشباب والتنشئة الاجتماعية، لإنشاء جيل إخوانى جديد قائم على السمع والطاعة، وانتهى الصراع بفشل الإصلاحيين وصعود المتشددين الذين سيطروا على التنظيم الحالى، ما أدى لوصول الإخوان إلى حالهم السيئ الحالى.