الإخوان غاضبون.. حانقون.. لا لشىء إلا لأننا مارسنا حقنا فى النقد البناء والمعارضة المشروعة وفجأة تحولنا على يد أعضاء اللجنة الإلكترونية الإخوانية إلى جزء من فلول النظام السابق وأننا نكتب بالمداد الذى يكتب به الحاقدون والكارهون للمشروع الإخوانى يقول أحد الإخوانيين فى تعليق له: " ظهرت الآن على حقيقتك لا يكره الإخوان إلا إنسان جاحد ولا يعرف حق الإخوان وتاريخهم النضالى عبر السنين إنسان خسيس." ويقول آخر: " أقسم بالله.. لو كل الصحفيين فى (المصريون) بنفس شكل هذا السلطان.. لصنفت الجريدة.. بمنشورة صفراء.. لا ينقصها سوى نشر إعلان بورنو.. على الغلاف.." هذا غير مئات التعليقات المنشورة على موقع جريدة "المصريون" لمن أراد مطالعتها، والتى لا تعبر يقيناً عن أخلاق جماعة الإخوان ولا تربيتهم ولا منهج الإمام البنا عليه رحمة الله، الذى كان مثالاً يحتذى لعفة اللسان وسماحة النفس والقدرة على احتواء الآخرين، وأنا أعتقد أن هناك انقطاعًا بين الأجيال الحالية وبين منهج البنا وسلوكه فهل ذلك نابع من الانصراف عن قراءة أدبياته ومطالعة شهادات المعاصرين له؟ لقد مارسنا حقنا المشروع فى رفض المرشح الإخوانى وقدمنا مبررات الرفض وناقشنا أسباب الترشح بكل موضوعية وتجرد، ولكن جموع المعلقين تمترست خلف هواجس وظنون لا تناسب حالة الحرية والانفتاح التى أنعم الله بها علينا بعد ثورة يناير ولكنها تتلاءم مع أوضاع التنظيمات السرية التى ألجأت الأنظمة السابقة الحركة الإسلامية إليها وأدت إلى شيوع حالة من الخوف "المرضى" من أى نقد أو توجيه وللأسف فلم يتم التخلص منها حتى الآن. فالبعض يظن أننا برفضنا مرشح "الجماعة" قد تحولنا إلى أعداء ألداء للتنظيم وأننا بذلك نكره جموع الإخوان ودعوتهم وكلها محض، أوهام فكما أن الإسلام لا يجوز اختزاله فى الإخوان أو غيرهم كذلك فإن جماعة الإخوان لا يجوز اختزالها فى تصرفات مكتب الإرشاد أو تصريحات بعض المنتسبين إليها. فمما لا قد يدركه جموع الإخوان الغاضبة بغير سبب أن هناك حالة من الغضب فى أوساط التيار الإسلامى قبل العلمانى من تصرفات الجماعة الإقصائية الاستبعادية لكل مَن هو خارج التنظيم، بل هناك شعور عارم بين أبناء الحركة الإسلامية أن جماعة الإخوان تتعامل معهم باستعلاء غير مبرر وأنا لا أتحدث هنا عن مجرد ظنون وأوهام بل بناءً على شهادات ومواقف وجلسات استماع، وهو الأمر الذى يتطلب من جميع المخلصين داخل الجماعة أن يبذلوا الجهد والوقت من أجل معالجة هذا الشعور ومعالجة أسبابه.. فالجماعة ظنت بعد الثورة أن الطريق فتح أمامها للسيطرة على جميع مفاصل الدولة وأركانها فانطلقت على غير هدى تزيح من أمامها كل من يعترض طريقها غير مدركة لطبيعة المرحلة التى لا تحتمل مثل هذه التصرفات. ثم إن تسويق ملف الرئاسة الإخوانى تم إخراجه بصورة سيئة ولم تكن الأسباب التى طرحتها الجماعة من القوة والإحكام بحيث تقنع الشركاء داخل التيار الإسلامى بدعم المرشح الإخوانى لذا ذهبت الدعوة السلفية وحزب النور إلى دعم أبو الفتوح وهو نفس ما فعلته الجماعة الإسلامية وحزب البناء والتنمية ثم حزب الوسط أى أننا أمام حالة من عدم الرضا على المرشح الإخوانى من "أغلبية" التيار الإسلامى، وهو ما يفرض حالة من مراجعة الأداء على "الجماعة" بدلاً من تصدير الأزمة إلى عموم المختلفين معها وتصويرهم لدى الأتباع بأنهم من المتآمرين على الإخوان وعلى وجودهم فكلها أباطيل لا أساس لها من الصحة. فالتيار الإسلامى – وكاتب هذه السطور منهم - فى عمومه لا يتمنى إلاَّ الخير للجماعة ولكن من حقنا أن نعترض وأن نرفض وأن نناقش أليس كذلك؟!!! [email protected]