استهجن الناطق باسم الكتلة البرلمانية في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" عودة الحديث مجدداً عن سيناريو تسليم غزة للرقابة المصرية وإغلاق كل منافذها مع الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ سنة 1948، تفادياً لأي مستجد أمني أو سياسي، في ظل الخلاف بين حركتي "فتح" و"حماس". وقلل الدكتور صلاح البردويل من إمكانية استحالة سيناريو تسليم قطاع غزة إلى الرعاية المصرية، وأرجع ذلك إلى أن مصر ليست مؤهلة لتحمل أعباء مالية وبشرية إضافية، فلديها ثقل ديمغرافي كبير، وقضايا اقتصادية كثيرة مرتبطة بهذا الثقل الديمغرافي بما يجعلها غير معنية بمثل هذه الخطوة. واستبعد البردويل، في تصريح لوكالة "قدس برس" إمكانية إقدام الحكومة المصرية على هذه الخطوة، "نظراً لمواقفها التاريخية التي وصفها ب "المشرفة" في الدفاع عن القضية الفلسطينية، وهي بذلك، والكلام للبردويل، لا يمكن أن تقع في مثل هذا الخطأ الاستراتيجي الذي سيقضي على القضية الفلسطينية ويعيدنا إلى عهد الوصاية المصرية والأردنية، وهو أمر لا يقبله المصريون ولا الفلسطينيون الذين سطروا بدمائهم ملاحم بطولية للتحرير ولازالوا يفعلون ذلك بسخاء، كما قال. وأشار إلى أن هذه السيناريوهات "ليست جديدة، فقد طرحت في عهود سابقة ولم تنجح، وسنة 1954 كان هنالك مشروع لتوطين الفلسطينيين في سيناء فقامت الدنيا ولم تقعد حتى تم إسقاطه". على صعيد آخر؛ قلل البردويل من الانعكاسات المحتملة لإعلان الحكومة الصهيونية غزة كياناً معادياً، وقال "هذا الأمر ليس جديداً، فقد وصفت بذلك في عهدي شارون ونتنياهو لأن غزة والضفة الغربية أيضاً كيانات معادية لإسرائيل، باعتبارنا تحت الاحتلال، ولو وصفت إسرائيل غزة بغير ذلك لكان الأمر مستهجناً، وماذا يمكن أن يقال عن الضفة الغربية التي يتعرض الفلسطينيون فيها إلى التنكيل والتعذيب والتشريد، أليست كياناً معادياً؟"، على حد قوله.