أكد مسؤول حكومي باكستاني أن الرئيس برويز مشرف استبعد اليوم الأربعاء إعلان حالة الطوارئ في البلاد في مواجهة أعمال العنف المتصاعدة من جانب الإسلاميين الغاضبين لما أسفرت عنه أحداث المسجد الأحمر . وقال مشرف خلال لقاء مع رؤساء تحرير الصحف – بحسب رويترز - إن حالة الطوارئ لن تفرض. وكان 15 شخصا على الأقل قد قتلوا أمس الثلاثاء فيما أصيب عشرات آخرون في هجوم فدائي استهدف تجمعا نظمته رابطة المحامين الباكستانيين في العاصمة الباكستانية إسلام آباد لدعم رئيس المحكمة العليا المعزول افتخار تشودري. ورجحت مصادر الشرطة أن يكون الفدائي فجر شحنته الناسفة وهو على متن دراجة وبسبب شدة التفجير غطت دماء وأشلاء الضحايا مساحة واسعة من المنصة الرئيسية للاحتفال. ويعد هذا الهجوم الأول من نوعه في إسلام آباد منذ انتهاء أزمة المسجد الأحمر الأسبوع الماضي باقتحام الجيش للمسجد. وكان مشرف قرر عزل تشودري يوم 9 مارس الماضي بتهمة إساءة استخدام السلطة وأثار ذلك موجة احتجاجات واسعة نظمتها المعارضة ونقابات المحامين في أنحاء البلاد تحولت بعضها إلى أعمال عنف مثلما شهدته مدينة كراتشي في مايو الماضي. وينفي تشودري بشدة اتهامات مشرف فيما ستبت المحكمة العليا قريبا في قرار الرئيس الباكستاني . ويعرف قاضي القضاة المعزول باستقلاليته وهو من أبرز دعاة فصل السلطات واستقلال القضاء عن السلطة التنفيذية. ووصلت شعبيته لدرجة أن بعض الأوساط اقترحت إمكانية أن يتولى الرئاسة المؤقتة للبلاد خلال الانتخابات العامة المرتقبة نهاية العام الجاري أو مطلع 2008. يُذكر أنه وفقا لدستور البلاد يقوم البرلمان ومجالس الأقاليم بانتخاب الرئيس لكن مقربين من مشرف قالوا إنه يبحث الدعوة إلى اقتراع مبكر في البرلمان الحالي على منصب الرئيس بدلا من انتظار نتائج الانتخابات البرلمانية. من جهة أخرى ما زال التوتر يخيم على منطقة القبائل في إقليم وزيرستان المتاخم للحدود الأفغانية شمال غرب باكستان فقد قتل ثلاثة جنود وأصيب ثلاثة آخرون في هجوم فدائي في بلدة مير علي. واستهدف الهجوم نقطة تفتيش مشتركة للجيش وقوات الأمن وجاء ضمن سلسلة من التفجيرات والهجمات المسلحة استهدفت الجيش والشرطة قتل فيها نحو مائة شخص خلال الأسبوعين الماضيين. وفي ميران شهر قال مسؤولو مخابرات إن مسلحين هاجموا قافلة لقوات الأمن الباكستانية في إقليم وزيرستان اليوم الأربعاء وقتل في الهجوم 16 جنديا . وقال الميجر جنرال وحيد أرشد المتحدث باسم الجيش عن الهجوم الذي وقع في وزيرستان إنه قتل فيه 16 جنديا وأصيب 14 .. لقد استخدموا كل أنواع الأسلحة. وأضاف أن الجنود كانوا يقومون بدورية في منطقة داتا خيل على بعد نحو 40 كيلومترا غربي ميران شهر البلدة الرئيسية في المنطقة حين تعرضوا للهجوم. وكان مسلحون إسلاميون في الإقليم ومن المؤيدين لحركة طالبان قد توعدوا بمهاجمة قوات الأمن بعد أن تخلوا في مطلع الأسبوع عن اتفاق سلام ابرموه مع الحكومة قبل عشرة أشهر. من جانبه قرر الرئيس الباكستاني إرسال 15 ألف جندي إلى مناطق القبائل. ودعا مشرف حاكمَ إقليم وزيرستان إلى التفاوض مع القيادات القبليّة لثنيها عن قرارها إلغاءَ الاتفاق مع الحكومة. وأكدت تقارير استخباراتية أن وفدا من زعماء القبائل المدعومين من الحكومة بدأ مفاوضات مع قادة الجماعات المسلحة في ميرانشاه لإقناعها بالالتزام بالاتفاق مع الإشارة إلى أن الحكومة أعلنت استعدادها لتعويض المتضررين من العمليات العسكرية بالإقليم. ويكون بذلك قد قتل أكثر من 100 شخص غالبيتهم من الشرطة والجيش في تفجيرات فدائية وإطلاق نار في شمال غرب باكستان هذا الشهر.