قالت الحكومة الباكستانية إنها لا تسعى حاليا لفرض حالة الطوارئ لكنها لا تستبعد اللجوء لذلك الخيار في المستقبل في ظل أعمال العنف التي تشهدها المناطق القبلية المحاذية لأفغانستان. وقال رئيس الوزراء إنه لا نية في فرض حالة الطوارئ بالوقت الحالي وإن اتخاذ أي قرار في ذلك الاتجاه سيتم على ضوء التطورات التي ستعرفها البلاد مستقبلا. وأقر شوكت عزيز في حديث صحفي بأن الأزمة السياسية وتزايد العمليات المسلحة تضر بسمعة البلاد في الخارج وقد أثرت بشكل على النمو الاقتصادي خلال الأشهر القليلة الماضية. وكان رئيس البلاد برويز مشرف قد لوّح خلال الأسبوع الماضي بفرض حالة الطوارئ لمواجهة أعمال العنف التي تصاعدت بشكل حاد وخاصة في المناطق القبلية المحاذية لأفغانستان. لكن الجنرال تراجع في وقت لاحق عن ذلك الخيار الذي أثار موجة واسعة من الانتقادات والمخاوف بالداخل والخارج. وقد تجددت أعمال العنف بمنطقة القبائل على خلفية أزمة المسجد الأحمر التي اندلعت مطلع يوليو الماضي بالعاصمة إسلام آباد وانتهت بسقوط أكثر من مائة قتيل. وفي السياق اشتبكت القوات الحكومية مع مسلحين في إحدى مدن المناطق القبلية وقتلت ثلاثة منهم في حين أصيب ثلاثة جنود بهجوم آخر بنفس المنطقة. وأوضح المتحدث باسم الجيش أن اشتباكات اندلعت قبل فجر اليوم جنوب وزيرستان بعد أن هاجم مسلحون مركزين أمنيين قرب وانا كبرى مدن المنطقة. وقد ردت القوات النظامية بقوة على ذلك الهجوم وقتلت ثلاثة مسلحين بالمواجهات التي دامت حوالي ساعتين. وفي شمال وزيرستان أطلق مسلحون قذائف على مركزين أمنيين أصيب على إثرها ثلاثة جنود بجروح. وقد أسفرت العمليات المسلحة والتفجيرات التي تشهدها مختلف مناطق باكستان منذ مطلع الشهر الماضي عن سقوط أكثر من 380 قتيلا. وقد وقع جل العمليات بالمناطق القبلية التي تعتقد إسلام آباد وواشنطن أنها ملاذ لمقاتلي طالبان وعناصر تنظيم القاعدة.