في إطار السياسات الأمريكية التي تهدف إلى دعم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في انقلابه على الشرعية الفلسطينية وإقصاءه لحكومة حماس المنتخبة من قبل الفلسطينيين دعا الرئيس الأمريكي جورج بوش إلى عقد مؤتمر دولي بمشاركة السلطة الفلسطينية والكيان الصهيوني وعدد من الدول العربية بهدف إحياء ما يسمى "عملية السلام في الشرق الأوسط". وهي الخطوة التي يسعى بوش من خلالها إعادة تقديم عباس للعالم باعتباره ممثل السلطة الفلسطينية الوحيد متجاوزا بذلك مؤسسات الحكم الفلسطيني الأخرى ومنها المجلس التشريعي والحكومة الفلسطينية الشرعية. وقال بوش في كلمة ألقاها بالبيت الأبيض أمس – بحسب رويترز- إنه بوسع المجتمع الدولي أن يلعب دورا أكبر في إيجاد ظروف مناسبة للسلام بالشرق الأوسط. واشنطن تطالب مصر والسعودية بدعم عباس.. والمقاومة تواصل قصف المغتصبات اشتباكات بين الفلسطينيين والأمن المصري بالعريش احتجاجا على إغلاق معبر رفح وحذر بوش الفلسطينيين من أن الوقوف إلى جانب حركة المقاومة الإسلامية "حماس" سيقضي على إمكانية قيام دولة فلسطينية داعيا الحركة إلى نبذ ما أسماه بالعنف والاعتراف بالكيان الصهيوني وبالحكومة الفلسطينية الشرعية. وبحسب رويترز فإن الاجتماع الإقليمي سيعقد تحت قيادة وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس. وأوضح بوش أنه سيراجع التقدم فيما يتعلق ببناء المؤسسات الفلسطينية مضيفا أنه سيقدم الدعم الدبلوماسي للأطراف في مباحثاتها ومفاوضاتها الثنائية بما يتيح لنا المضي قدما بنجاح في مسار ناجح إلي دولة فلسطينية- بحسب مزاعمه. وأشار بوش إلى أن بلاده رفعت القيود المفروضة على الحكومة الفلسطينية التي تشكلت بعد سيطرة حماس على قطاع غزة وشمل الدعم 190 مليون دولار هذا العام بينها أموال إغاثة. وفي هذا الشأن قال ديفد ويلش مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية إن مبلغ 190 مليون دولار سيحول أغلبه إلى وكالة الأونروا بالإضافة إلى أكثر من 80 مليون دولار ستذهب مباشرة إلى السلطة الفلسطينية لإصلاح الأجهزة الأمنية. كما حث بوش قادة السعودية ومصر والأردن على مواصلة تقديم الدعم لعباس . وقال جوردون جوندروي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي إن بوش اتصل هاتفيا بكل من العاهل السعودي الملك عبدالله والرئيس المصري حسني مبارك والعاهل الأردني عبدالله الثاني حثهم فيها على المشاركة في المؤتمر غير انه لم يحدد أين سيعقد هذا المؤتمر. وأضاف جوندروي أن بوش أجرى اتصالا هاتفيا أيضا مع عباس لمناقشة ما تضمنته كلمته وتأكيد دعمه للرئيس الفلسطيني. وكانت الدول الغربية قد تكتلت خلف عباس ووعدت باستئناف المساعدات عقب سيطرة حماس على قطاع غزة الشهر الماضي حيث تأمل هذه الدول في عزل حماس. لكن بعض المحللين السياسيين قالوا إن هذه الإستراتيجية قد تؤدي إلى نتائج عكسية لان عباس سينظر إليه بدرجة أكبر على أنه متعاون مع الكيان الصهيوني وواشنطن. وقال شبلي تلحمي الخبير في شؤون الشرق الأوسط إن إستراتيجية إدارة بوش الرامية إلى عزل حماس قد لا تنجح. وأضاف تلحمي الأستاذ بجامعة ماريلاند : لا أرى شيئا ذا بال يمكن تحقيقه على الصعيد الدبلوماسي طالما استمرت إستراتيجية عزل حماس. يأتي ذلك بينما يتسلم توني بلير رئيس الوزراء البريطاني السابق وحليف بوش الوثيق هذا الأسبوع منصبه الجديد كمبعوث لرباعي الوساطة في الشرق الأوسط الذي يضم الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة. ومن المتوقع أن يؤيد رباعي الوساطة الذي سيجتمع في العاصمة البرتغالية لشبونة يوم الخميس المقبل خطة بوش لعقد اجتماع إقليمي. وفي أبرز ردود الأفعال على دعوة بوش أكدت حركة حماس أن المؤتمر يأتي خدمة للعدو الصهيوني. وقال المتحدث باسم الحركة إسماعيل رضوان إن حماس تدين التدخل الأمريكي بالشأن الفلسطيني الداخلي الذي يهدف إلى ترسيخ الانقسام والخلاف على الساحة الفلسطينية. من جهة أخرى رفض رئيس الوزراء الصهيوني إيهود أولمرت التعهد بوقف عمليات التوغل في المدن والبلدات الفلسطينية بينما تعهد خلال لقائه بعباس في القدس بتعجيل إطلاق سراح 250 أسيرا فلسطينيا. وقالت المتحدثة باسم رئاسة الحكومة الصهيونية إن أولمرت سيقدم لائحة الأسرى الفلسطينيين المعنيين بالأمر إلى لجنة وزارية تجتمع اليوم الثلاثاء. وفي حال موافقة اللجنة فإنه سيشرع في الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين يوم الجمعة القادم. وذكرت مصادر مقربة من أولمرت أن 85 من الأسرى الذين سيشملهم القرار ينتمون لحركة فتح في حين ينتمي الباقون للجبهتين الشعبية والديمقراطية لتحرير فلسطين. وفي تداعيات ذلك الوضع قال رئيس المكتب السياسي لحماس إن أي شرعية خالفت اتفاق مكة الذي توصلت إليه فتح وحماس في فبراير الماضي تعد باطلة. وقال خالد مشعل إن الحكومة الشرعية في فلسطين هي حكومة الوحدة الوطنية التي تشكلت بموجب اتفاق مكة وتولى رئاستها القيادي بحماس إسماعيل هنية. وجدد رئيس المكتب السياسي الدعوة إلى الحوار على أساس اتفاق مكة الذي قال إنه ما زال قائما. ميدانيا قالت مصادر عسكرية إن ثلاثة صواريخ انطلقت من قطاع غزة انفجرت في مغتصبة سديروت الصهيونية ملحقة أضرارا بأحد المنازل ودون أن تسفر عن إصابات. وأضافت المصادر أن ناشطين فلسطينيين أطلقوا أيضا قذائف هاون على المناطق الفاصلة بين القطاع والكيان الصهيوني . من جهة أخرى أمرت محكمة صهيونية بإطلاق سراح وزير التربية الفلسطيني السابق ناصر الدين الشاعر. وقال أسامة السعدي محامي الشاعر إن المحكمة قررت إطلاق سراحه كونه لم يعد يتسلم أي منصب وزاري بعد إقالة حكومة الوحدة الوطنية كما أنه ليس نائبا في المجلس التشريعي. وتوقع المحامي أن يطلق سراح موكله اليوم ليعود إلى منزله بنابلس. من ناحية أخرى قال فلسطينيون محتجزون بمطار العريش المصري ومصادر أمنية في شمال سيناء إن اشتباكات عنيفة بالأيدي والعصي نشبت بعد فجر يوم الثلاثاء بين رجال الأمن المصري والفلسطينيين المحتجزين في المطار الذين كانوا يحتجون على بقائهم قيد الاحتجاز مع استمرار إغلاق معبر رفح الحدودي. وقال فلسطيني محتجز بمطار العريش يدعي عبد الهادي – بحسب رويترز – إن هناك ثلاثة من المحتجزين تم نقلهم إلى مستشفى العريش العام بعد أن أصيبوا باختناق وحالات إغماء شديدة نتيجة الاشتباكات بين الشرطة والمحتجزين. وأضاف أن الأحداث بدأت عندما أصيب احد الشبان المحتجزين بحالة هياج شديد بسبب طول فترة احتجازهم بالمطار وحاول الخروج من المطار مما أصاب باقي المحتجزين بالغضب وحملوا حقائبهم محاولين الخروج من صالة المطار. ويبلغ عدد المحتجزين بالمطار 98 فلسطينيا وهم من الفلسطينيين الذين وصلوا إلى الأراضي المصرية ولا يحملون تأشيرات للإقامة وجرى نقلهم من المواني البحرية والمطارات المصرية إلى مطار العريش تمهيدا لترحليهم إلى غزة عن طريق معبر رفح الحدودي ولا يسمح لهم بالخروج من المطار. وقال عبد الهادي إن رجال الأمن المصري حاصروا الصالة المحتجز بها الفلسطينيون الغاضبون ثم اعتدوا عليهم بالضرب بالعصي مما أدى إلى وقوع اشتباكات بالأيدي والعصي بينهم وبين الفلسطينيين المحتجزين. وأضح مسؤول امني بشمال سيناء أن الفلسطينيين كانوا في حالة هياج شديدة وأنهم قاموا بتحطيم النوافذ والأبواب والأثاث الموجود داخل الصالة المحتجزين بها. وكان الفلسطينيون المحتجزون بالمطار قد اضربوا عن الطعام في الخامس من يوليو الجاري لمدة خمسة أيام احتجاجا على استمرار احتجازهم بسبب استمرار إغلاق معبر رفح الحدودي. في هذه الأثناء عرض الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون تسهيل أي محادثات سلام في المستقبل بين الكيان الصهيوني وسوريا. وكان بان يرد على تعليقات أدلى بها أولمرت الأسبوع الماضي وقال فيها إنه جاهز لمحادثات مباشرة مع الرئيس السوري بشار الأسد بشان مرتفعات الجولان المحتلة. وقال بان إنه لشيء مشجع أن الكيان الصهيوني أبدى استعداده للحديث مع الرئيس السوري وجميع اللاعبين الآخرين في المنطقة... سأكون سعيدا لتسهيل مثل هذه المبادرات للسلام. وأوضح بان أنه يعمل خلف الكواليس لتحرير الجنديين الصهيونيين اللذين أسرهما مقاتلو حزب الله في غارة عبر الحدود في يوليو 2006 مما أثار حربا مع الاحتلال الصهيوني . وأضاف انه سيواصل جهوده لتحرير جندي صهيوني ثالث أسره نشطاء فلسطينيون في يونيو من العام الماضي. وكان أولمرت قال في مقابلة مع محطة تلفزيون العربية يوم الثلاثاء الماضي مخاطبا الرئيس السوري : إنك تقول أنك تريد مفاوضات عبر الأمريكيين. لكنهم لا يريدون الجلوس معك. أنا جاهز للجلوس معك والحديث عن السلام لا الحرب.غير أنه لم تصدر تصريحات سورية تؤكد مزاعم أولمرت . كما رفضت وزيرة الخارجية الصهيونية تسيبي ليفني المحادثات بعد ذلك بيومين قائلة إن سوريا تدعم جماعة حزب الله التي تقاتل الاحتلال الصهيوني . وأبلغت ليفني صحيفة لونوفيل اوبزرفاتير الفرنسية يوم الخميس أن أكثر من ذلك فإن دمشق مرتبطة اليوم بإيران في شراكة تشكل خطرا أيضا.