أعلن متحدث عسكري لقوات الاحتلال البريطاني في العراق أن ثلاثة جنود بريطانيين لقوا مصرعهم فيما أصيب رابع في انفجار عبوة ناسفة لدى مرور دورية في وسط البصرة جنوب العراق فجر اليوم الخميس. وقال الميجر ديفيد جيل المتحدث باسم جيش الاحتلال إن الانفجار وقع نتيجة قنبلة مزروعة في أحد الطرق جنوب شرق البصرة في ساعة مبكرة من الصباح بينما كان الجنود مترجلين مما أدى إلى مقتل ثلاثة جنود بريطانيين. على نفس السياق أعلن جيش الاحتلال الأمريكي مقتل أحد عناصر مشاة البحرية (المارينز) في عملية عسكرية بمحافظة الأنبار يوم الثلاثاء الماضي ليرتفع عدد القتلى الأمريكيين منذ مطلع الشهر الحالي فقط إلى 76 جنديا بحسب إحصائيات قوات الاحتلال. وفي تطور جديد عرضت وزارة الدفاع في كوريا الجنوبية على البرلمان اليوم الخميس خطة للانسحاب الكامل لقواتها من العراق منهية ما كان في وقت من الأوقات ثالث أكبر قوات احتلال في العراق. وقالت الوزارة - في بيان - إنها تتوقع أن تقرر بحلول سبتمبر المقبل موعدا لسحب جنودها من العراق. وكانت كوريا الجنوبية قد قالت في وقت سابق إنها تعتزم إنهاء نشر قواتها في العراق حينما تنقضي فترة موافقة البرلمان في نهاية العام ونقلت وسائل الإعلام المحلية عن بعض المشرعين قولهم إن الانسحاب قد يكتمل أوائل العام القادم. وكان لكوريا الجنوبية نحو 3600 جندي في العراق في بداية إرسال قواتها عام 2004 لكنها دأبت على تقليص وجودها إلى رقم مستهدف (حوالي 1200) هذا العام. وتأكيدا على الفشل الأمريكي في تحقيق الاستقرار في العراق قال تقرير للكونجرس إن الولاياتالمتحدة أنفقت أكثر من 19 مليار دولار وقامت بتدريب آلاف الجنود وضباط الشرطة العراقيين لكنهم مازالوا غير مستعدين لتوفير الأمن. وأضافت لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب في التقرير أن قوات الأمن غير قادرة على تولي مسؤوليات الأمن مع تمديد الأطر الزمنية لنقل المسؤولية مرارا ولم يتراجع العنف بدرجة كبيرة في أنحاء العراق. وأوضح التقرير الذي وقعه 16 عضوا من أعضاء الكونجرس من الحزبين الجمهوري والديمقراطي أنه يتعين على وزارة الحرب الأمريكية أن تقوم بالمهمة بطريقة أفضل وأن تبلغ الكونجرس عن التقدم في التدريب لكن التقرير لم يصل إلى حد إصدار حكم بشأن ما إذا كانت الولاياتالمتحدة يجب أن تواصل الجهود. وقال النائب مارتن ميهان العضو الديمقراطي عن ماساتشوسيتس ورئيس اللجنة إن هذا التقرير الذي أعده الحزبان يبين بوضوح أن خطة الرئيس لخفض قواتنا مع تولي العراقيين (المسؤولية) كانت فاشلة حتى هذه المرحلة. وكان جيش الاحتلال الذي اعتدى على العراق عام 2003 قد قام بحل الجيش العراقي وعزل العديد من أفراد الشرطة لكنه افتقر لخطة لإعادة بناء قوات الجيش أو الشرطة حسبما جاء في الوثيقة. وقال التقرير إنه بينما تم تدريب نحو 350 ألف فرد في الجيش والشرطة العراقيين وتزويدهم بالعتاد منذ ذلك الحين فانه لا يمكن للبنتاجون أن يحدد مدى كفاءة هؤلاء الأفراد في القيام بمهامهم أو حتى أين هم أو أسلحتهم الآن. وأضاف التقرير أنه توجد أدلة قوية على أن بعض الذين تلقوا تدريباتهم ارتكبوا أعمال عنف طائفية أو أنشطة غير مشروعة. ميدانيا أعلنت الشرطة العراقية – الموالية للاحتلال - أن 22 قتلوا وأصيب 40 آخرون اليوم الخميس في انفجار سيارة ملغومة في العاصمة بغداد عند تقاطع تلتقط منه الحافلات الصغيرة الركاب. وقالت الشرطة إن الانفجار وقع في حي البياع جنوب غرب بغداد والذي تعرض للعديد من تفجيرات القنابل من قبل.مضيفة أن النيران اشتعلت في نحو 40 عربة من جراء القنبلة التي انفجرت في الذروة الصباحية. وأوضحت الشرطة أن قذائف مورتر سقطت أيضا على منطقة الشورجة التجارية بوسط العاصمة العراقية بغداد مما أدى إلى مقتل اثنين على الأقل وإصابة 14 شخصا. وكان نحو عشرين شخصا على الأقل قد لقوا مصرعهم وأصيب آخرون معظمهم من الشرطة بجروح في هجمات متفرقة بالعراق أمس الأربعاء. كما عثر على 21 جثة مجهولة الهوية. ففي العاصمة قتل أربعة من الشرطة وأصيب ثلاثة عشر آخرون في انفجارين منفصلين أحدهما فدائي في الصليخ والجادرية شمالي بغداد. كما لقي خمسة من عناصر الشرطة ومدنيان حتفهم في سامراء إثر انفجار عبوة ناسفة وإطلاق نار وسط المدينة. وقضى أربعة من الشرطة برصاص مسلحين في كركوك. من ناحية أخرى اتهم مسؤولون أمريكيون إيران بتدريب مسلحين عراقيين والمساعدة في التخطيط لشن هجمات على الرغم من الضغوط الدبلوماسية التي تمارس عليها لحملها على تغيير سياستها. وزعم كبير المتحدثين العسكريين الأميركيين كيفين برجنر أن هناك أدلة جازمة على أن هناك عناصر إيرانية تحمل السلاح وتعمل على تدريب المقاتلين ومدهم بالمساعدات وتساعد في التخطيط لعمليات وتمويل لزعزعة استقرار العراق. وأوضح أن بلاده كانت تأمل تحركا من جانب الإيرانيين لتقليل النشاط الذي يقومون به والإسهام في أمن العراق ولكن شيئا من ذلك لم يتحقق.