تلقت سياسة الرئيس الأمريكي جورج بوش المتبعة في العدوان على العراق صفعة ثانية قوية خلال يومين فقط من عضوين بارزين في الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه بوش وهو الأمر الذي يسهم في تقويض موقف الإدارة الأمريكية المتهاوي في ظل تنامي الأصوات المؤيدة للديمقراطيين المعارضين للحرب الذين فازوا بأغلبية مقاعد الكونجرس. فبعد يوم من إطلاق السيناتور الجمهوري عن ولاية إنديانا ريتشارد لوغار تصريحات اعتبر فيها أن سياسة بوش الخاصة بزيادة عدد القوات الأمريكية بالعراق ليست ناجحة حذا السيناتور الجمهوري جورج فوينوفيتش عن ولاية أوهايو حذو زميله في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ وطالب بسحب القوات من العراق. وبعث فوينوفيتش برسالة إلى بوش عبر فيها عن اعتقاده ضرورة البدء في وضع خطة شاملة لفض اشتباكنا الحربي في العراق. وكان لوغار قد قال أول الاثنين إنه يجب على الولاياتالمتحدة أن تقلص عدد قواتها في العراق وتعيد نشر بعضها في المنطقة قبل فوات الأوان وتعذر فعل ذلك سياسيا حين تتسارع خطى حملة انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2008. وأكد أن السياسة الأمريكية تحد من الفعالية الدبلوماسية للولايات المتحدة في أنحاء العالم وتجهد الجيش الأميركي مضيفا أن التكاليف والمخاطر للاستمرار في الطريق الحالي تفوق المنافع المحتملة التي قد تتحقق. وقال لوغار إنه لا يريد الدخول في مواجهة مع البيت الأبيض لكنه يريد أن يحقق توافقا في الآراء لا يستند إلى المواقف الحزبية حتى تخفض الولاياتالمتحدة وجودها في العراق. وأوضح أنه تلقى اتصالا هاتفيا من البيت الأبيض بعد أن ألقى خطابه، وأنه سيلتقي مع مسؤولين في الإدارة الأميركية قريبا، وأشار إلى أن أعضاء جمهوريين آخرين في مجلس الشيوخ أيدوا بشكل عام خطابه. وحاول البيت الأبيض التخفيف من وقع خطاب لوغار، وأشار إلى أنه كان من منتقدي حرب العراق منذ بعض الوقت.