قدمت وزيرة الخارجية الصهيونية تسيبي ليفني احتجاجًا رسميًّا مساء الأربعاء الماضي لدى السفير المصري في تل أبيب محمد عاصم إبراهيم؛ بسبب تصاعد الحملات المضادة للكيان الصهيوني في مصر على خلفية فيلم (روح شاكيد) الذي يُظهر قتل الصهاينة للأسرى المصريين في حرب العام 1967م!! وطبقًا لما ذكرته جريدة (يديعوت أحرونوت) فإن ليفني أشارت إلى المحاكمة الشعبية التي جرت في نقابة المحامين المصرية لوزير البنية التحتية الصهيوني بنيامين بن أليعازر- المتهم بقتل الأسرى- على أنها نموذج صارخ لحملات التحريض الشائعة حاليًا في مصر ضد الكيان الصهيوني. وكانت نقابة المحامين قد شهدت يوم الأحد الماضي تنظيم محاكمة للمتورِّطين في قتل 250 من الأسرى المصريين في حرب العام 1967م، وهي المحاكمة التي انتهت بتوقيع حكم الإعدام على بنيامين بن أليعازر، الذي كان مسئولاً عن وحدة شاكيد التي قَتل أفرادُها الأسرى المصريين في العام 1967م، على الرغم من أن الحرب كانت قد انتهت فعلاً، وهو ما أثبته الفيلم الصهيوني التوثيقي "روح شاكيد" الذي بثَّه التليفزيون الصهيوني قبل أسابيع، وأثار العديد من الانتقادات في الأوساط المصرية المختلفة. ووحدة "شاكيد" هي وحدة في الجيش الصهيوني كانت تسمَّى في البداية الوحدة "101" وقد عملت في الفترة ما بين 1954م و1968م وكانت مهامها غير واضحة تمامًا، إلا أنها تضمنت حماية المغتصبات الصهيونية التي تم إنشاؤها على أراضي قطاع غزة وشبه جزيرة سيناء، وكان أعضاء تلك الوحدة يرتدون الملابس المدنية لا العسكرية؛ بهدف التمويه على من يحاول التسلل إلى داخل المغتصبات للقيام بعمليات مقاومة. وأشارت بعض الشهادات في الفيلم الوثائقي إلى أن الوحدة كانت مكلفةً في حرب العام 1967م بمواجهة الكوماندوز المصري في سيناء، وبعد انتهاء الحرب تم تكليف الوحدة بمتابعة وحدة كوماندوز مصرية كانت في قطاع غزة وانسحبت عبر أراضي سيناء. وذكر ياريف جروشني- مقدم الاحتياط الذي خدم في الوحدة بين عامي 1965م و1968م- أنه شارك في مطاردة وقتل الأسرى من أعضاء وحدة الكوماندور المصرية باستخدام الطيران، وقال "قمت بمهاجمتهم وقتلهم وكنا نكتب على السراويل عدد القتلى منهم"، مضيفًا أنه "يجب أن نقول إلى أي مدى كان ذلك أمرًا مبالغًا فيه، فقد كانت هناك قواتٌ لا تمثل خطرًا علينا". ويعتبر قتل الأسرى في الحروب جريمةَ حرب وفق القوانين الدولية التي حدَّدتها معاهدة جنيف للتعامل مع الأسرى، وقد حاول الصهاينة أن يخففوا من حدة الجريمة بالقول إن المصريين ارتكبوا جرائم حرب ضد الجنود الصهاينة في حرب العاشر من رمضان. إلا أن اللواء حسن الجريدلي- رئيس هيئة عمليات القوات المسلَّحة الأسبق- قال إن المصريين نظموا رحلات ترفيهية للأسرى الصهاينة الذين كانوا في يد القوات المصرية في العام 1973م، مؤكدًا أن عساف ياجوري- قائد اللواء 190 مدرع في جيش الحرب الصهيوني (أشهر أسير في حرب رمضان)- كان من بين الأسرى الذين خرجوا في تلك الرحلات الترفيهية.