يبدأ نيكولا ساركوزي بإحدى وعشرين طلقة مدفعية اليوم أول أيام ولايته الرئاسية التي تستمر خمس سنوات بعد فوزه بالدور الثاني لانتخابات الرئاسة قبل عشرة أيام. وسيسلم الرئيس جاك شيراك خلفه ساركوزي مفاتيح الترسانة النووية الفرنسية ويطلعه على تطورات كبريات ملفات السياسة الفرنسية قبل أن يغادر الإليزيه. وستكون أول مهمة للرئيس الجديد إيقاد شعلة عند قبر الجندي المجهول أسفل قوس النصر في باريس ثم وضع باقة ورد عند قبر الجنرال شارل ديجول . وقال ساركوزي (52 عاما) إنه سيشكل حكومة من 15 حقيبة نصف وزرائها من النساء وهي أصغر حكومة بتاريخ البلاد لكنها ستكون انتقالية حتى الانتخابات التشريعية الشهر المقبل. والمثير في الحكومة الجديدة التي يتوقع إعلانها الجمعة القادمة أنها ستضم -حسب ساركوزي- كل التيارات بما فيها الاشتراكيون الذين خاض ضدهم سباق الرئاسة ليجد كل مواطن فرنسي نفسه في الخيارات التي اتخذها سواء صوت لي أم لا ما جعل البعض يتهمه بمحاولة لتدمير الحزب الاشتراكي. وربما كانت المفاجأة الكبرى برنارد كوشنر وزير الصحة السابق وأحد مؤسسي "أطباء بلا حدود", المرشح لشغل منصب وزير الخارجية, رغم أنه خدم في فريق الحملة الانتخابية للمرشحة سيغولين رويال, ما قد يثير انقسامات في صفوف الاشتراكيين. وقدم رئيس الوزراء دومينيك دوفيلبان استقالته بعد لقاء مع شيراك لم يدل بعده بأي تصريح, على أن يواصل تصريف الأعمال حتى إعلان خليفته الذي يتوقع أن يكون وزير الشؤون الاجتماعية السابق المحافظ فرانسوا فيون. وألقى شيراك (74 عاما) أمس آخر خطاب له كرئيس, داعيا الفرنسيين إلى الوحدة والتضامن, ومؤكدا ثقته في أن ساركوزي سيسير بفرنسا "على طريق المستقبل". وسيكون على ساركوزي -الذي استقال من رئاسة "الاتحاد من أجل حركة شعبية"- الآن العمل على ضمان الأغلبية المطلقة لحزبه في الانتخابات التشريعية حتى يستطيع تمرير الخطط الاقتصادية والاجتماعية التي وعد الفرنسيين بأن تكون جذرية. وأظهر استطلاع أن حزب ساركوزي سيحصل -مع حلفائه- في الانتخابات التي تجرى يومي 10 و17 يونيو المقبل على أغلبية مطلقة في البرلمان ب336 و390 مقعدا مقابل ما بين 149 و190 مقعدا للحزب الاشتراكي. وستجرى مراسم التنصيب وسط إجراءات أمنية مشددة بسبب الاضطرابات التي قد تحدث في أحياء المهاجرين وأيضا بسبب تهديدات صدرت عن جماعة مرتبطة بالقاعدة تعرف باسم "كتائب أبو حفص المصري" هددت في بيان على الإنترنت بهجمات في قلب "عاصمة ساركوزي". ووصف التنظيم الذي سبق له تبني هجمات مدريد ولندن، ساركوزي ب"الصليبي الصهيوني" الذي يسير على خطى أميركا, وقال إنه سيعاقب فرنسا على انتخابه.