شهدت باريس مساء الأربعاء مظاهرات جديدة ضد الرئيس المنتخب نيكولا ساركوزي. وذكرت مصادر إعلامية أن هذه المظاهرات التي شارك فيها نحو 300 شخص في الحي اللاتيني بباريس خلت من أعمال عنف مماثلة لتلك التي حصلت في الليالي الثلاث التي أعقبت إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية. وقالت المصادر إن الشرطة اعتقلت عشرات من المتظاهرين. من جهة أخرى، صوت طلبة على إغلاق جامعة بباريس احتجاجا على المشاريع الإصلاحية لساركوزي. وكانت عدة مدن فرنسية قد شهدت في الليالي الثلاث التي أعقبت انتخاب ساركوزي في منصب الرئاسة أعمال عنف أسفرت عن إحراق مئات السيارات واعتقال مئات الأشخاص. وذكرت الشرطة الفرنسية في وقت سابق أن 365 سيارة أحرقت ليل الثلاثاء الأربعاء في أعمال شغب احتجاجا على فوز ساركوزي بالرئاسة، مشيرة إلى توقيف 160 شخصا معظمهم من اليسار المتطرف. وأعلن وزير الداخلية فرنسوا باروان الأربعاء أن "هذا الوضع غير مقبول (..) ولا يمكن القبول به". وأضاف أن "كل ما حصل في الشارع منذ ثلاثة أيام يتراجع (..) ويثبت أنها تحركات ناجمة عن التزام سياسي من اليسار المتطرف". وتعتبر هذه المرة الأولى التي تحصل فيها تظاهرات معادية بفرنسا فور إعلان النتائج. في هذه الأثناء بدأ ساركوزي العمل على تفاصيل تشكيلته الحكومية، فيما كان الحزب الاشتراكي في باريس يجهد لتخطي انقساماته استعدادا للانتخابات التشريعية في يونيو القادم. وقال كلود غيان أحد معاوني ساركوزي المقربين إن الرئيس المنتخب يعمل "على تشكيلة حكومته" قبل أن يتسلم السلطة من الرئيس المنتهية ولايته جاك شيراك يوم 16 مايو الجاري. ويعتزم ساركوزي تشكيل فريق حكومي صغير من 15 وزيرا فقط مقارنة مع 29 وزيرا في الحكومة المنتهية ولايتها، على أن يعين على رأسها حسب توقعات الصحافة وزير التربية والعمل السابق فرنسوا فييون.