سبق أن نبهنا إلى خطورة بقاء نظام المخلوع مسيطرا على مقاليد الحكم.. بعد أن انحنى (مؤقتا) لعاصفة الثورة، وضحى بالمخلوع فقط وقليل من رجاله، مقابل بقاء النظام الفاسد كما هو. وخطورة الأمر أن هؤلاء الفاسدين ليس أمامهم إلا خوض معركة حياة أو موت مع الشعب الثائر، الذي يحلم بإكمال ثورته وسرعة البدء في معركة النهوض والتنمية.. لأن هؤلاء القابضون على الوطن إما خائفون من يوم الحساب (الدنيوي) على ما اقترفت أيديهم من فساد وسرقة ونهب وقتل، وإما مرتزقة ومنتفعون من النظام الفاسد، دون وجه حق ، ويخشون من الفقر أو ضياع مصادر الدخل الحرام. وقد انضم إلى هؤلاء وتحالف معهم طائفة من مرتزقة السياسة والإعلام.. وهم بالتحديد: - الأحزاب الضعيفة التي لا تقوى على منافسة الإسلاميين، والأحزاب الورقية والقوى السياسية الوهمية، التي تدرك أن الحرية والديمقراطية والانتخابات الحرة ليست من مصلحتها، لأن الشعب يلفظهم، وكانوا يسترزقون من نظام المخلوع (بفتات الموائد).. وهؤلاء ليست لديهم بضاعة سوى (الرغي) في الفضائيات ووسائل الإعلام الكذوب، التي تحتفظ بهم، تحت الطلب، للحديث في حملات مبرمجة، وكثيرا ما يناقضون أنفسهم نظرا لتغير المواقف السياسية المطلوب منهم الحديث فيها أو ترويجها. - الكارهون للإسلام، ويضطرون لنفاق الشعب المتدين بالهجوم على الإسلاميين وتشويه المشروع الإسلامي (لصعوبة الهجوم المباشر على الإسلام).. بحجة أن الإسلاميين (يتاجرون!) بالدين. - بقايا الشيوعيين واليساريين الذين بارت بضاعتهم.. وتعودوا على اللدد في الخصومة الفكرية مع الإسلاميين، خصوصا مع الإخوان المسلمون، وهؤلاء ليس لديهم استعداد لقبول التعايش الديمقراطي، ولا أمل فيهم، ومنهم المحامية التي زرعتها زوجة المخلوع بالمحكمة الدستورية. - الإعلاميون الذين مردوا على النفاق والرقص للسلطان، خصوصا أولئك الذين وقعوا ضحية مَنْ أكدوا لهم أن العسكري لن يسمح بسقوط مرشح الفلول، فنافقوه مبكرا وباطمئنان، وهاجموا مرشح الثورة بطريقة منحطة وبمنتهى قلة الذوق.. وعندما انتصرت الثورة أسقط في أيديهم ووجدوا أنفسهم في موقف مخزٍ أمام رئيس جاد لا يأبه بالمنافقين، فضلا عن صعوبة النفاق الآن بعدما بالغوا في الكذب والشائعات، وهؤلاء مضطرون للاستمرار لأنهم لا يعرفون فضيلة الاعتذار والاعتراف بالخطأ، وهم يشكلون الآن خطرا حقيقيا يهدد مصر بإحداث الفتنة ووضع السم بالعسل ورش البنزين على النار، ونحمد الله أن كشف حقيقتهم. هؤلاء وأولئك ما كان لهم أن يجدوا الفرصة لإفساد الحياة السياسية والعمل على تمزيق الوطن وبث الفتن وصنع الأزمات.. لو كان لدينا إعلام محايد أو محترم، ولكن من أين لنا بالإعلام المحترم ومدرسة (وتربية) صفوت الشريف لا تزال تسيطر وبقوة على مفاصل الوطن من خلال أحدث وسائل الاتصال؟، أليسوا هؤلاء هم الذين زينوا للمخلوع سوء عمله، فرآه حسنا؟، ألم يجنوا عليه وعلى الوطن؟؛ كان ينبغي أن يخلعوا معه لكي تنتصر الثورة، وهذا واجب القوى الثورية الآن، وواجب وكل من يخاف على مصر. لقد أثبتت الجنائز الإعلامية الحالية استحالة إصلاح هؤلاء، وليس أمام القوى الثورية سوى البدء فورا لإنقاذ الثورة بتطهير الوطن من الإعلام الكذوب.. مطلوب حملة قوية للمقاطعة تشمل الإعلام الكذوب والذين يدعمونه بالإعلانات، إنقاذا للثورة والوطن، لنبدأ فورا يا شباب الثورة، ولنحدد يوما للبدء مع نشر قوائم بمن يشكلون خطرا على مصر ويستحقون المقاطعة. إن مخاطر استمرار تحالف الإعلام مع أعداء الثورة بدأت تطل برأسها مع تسلم الرئيس محمد مرسي للرئاسة.. فهؤلاء المجرمون مستعدون للتضحية بمصر نفسها حتى لا ينسب للإسلاميين أي فضل في إنقاذ الوطن. وهناك قوى داخلية وخارجية تسعى لتكرار تجربة غزة في مصر، وهم يعلمون أن أية حكومة جادة سوف تنجز ما يرفع أسهم الإسلاميين.. وهذا مرفوض بالطبع!. وهم لا يخجلون من المواقف المتناقضة.. فإن فعل الرئيس شيئا يقولون لماذا فعل، وإن لم يفعله قالوا لماذا لم يفعل!. وقد بادروا منذ بدء حملة إعادة انتخابات الرئاسة وحتى الآن بالتخطيط لإفشال أية خطوات لإصلاح الخرائب التي أورثها لنا المخلوع.. وعلى الرغم من الكلام المعسول عن الديمقراطية وقبول الآخر واحترام رأي الشعب؛ فقد اجتمعوا على هدف واحد هو عدم الاعتراف بالأغلبية التي أفرزتها الانتخابات الحرة، فبدأوا باللف والدوران سعيا إلى تجاهل رأي الشعب. إن كثرة الحديث عن حكومة وحدة وطنية كلمة حق يراد بها باطل.. فبعضهم يريد أن يرتزق مناصب وزارية رغم لفظ الشعب لهم في الانتخابات، والبعض الآخر يريدها حكومة (سمك لبن تمر هندي) حتى تفشل ولا ينسب أي نجاح للرئيس (الإسلامي). إن الديمقراطيات الناجحة تسعى دوما لتسليم المسئولية إلى حزب منتخب قوي لديه قيادات جاهزة لتحمل المسئولية.. وأعداء الثورة يدركون أن برنامج الرئيس لإنقاذ الوطن يصعب تحقيقه في ظل حكومة (سمك لبن تمر هندي)، فيصرون عليها، مع علم الجميع أن هذا النوع من الحكومات غالبا ما يصاحب بالأزمات الوزارية التي تعرقل الإنجاز. إننا لا نعترض على حكومة وحدة وطنية، ولكن ينبغي أن تعكس خريطة القوى السياسية الحقيقية التي أفرزتها الانتخابات الحرة، وأن تكون تحت مسئولية حزب معروف لنحاسبه إن فشلت الحكومة، ونصفق له إن نجحت.. لابد من التمايز لكي نعلم من يسعى لخدمة الوطن ومن يتاجر بالسياسة لتنفيذ الخطط الهدامة للفلول. إن أهم نتائج الثورات هي التغيير الشامل واستثمار الطاقة الثورية في إحداث طفرة تنموية تعوض ما فات.. وهذا يتطلب التعاون مع قائد الثورة والثوار لإزالة آثار نظام المخلوع. لن تنجح الثورة في النهوض بالوطن دون التخلص الكامل من النظام القديم الذي أورثنا التخلف والفقر، ويجب على كل وطني معاونة الرئيس المنتخب ليختار فريق العمل الذي يتوافق معه، ويقتنع بخططه وبرامجه.. أما أولئك الذين يناصبون الإسلاميين العداء بلا داعٍ فكيف سيتعاونون معه من خلال حكومة (السمك لبن تمر هندي)؟، هذه خطة لضمان الفشل يجب ألا يسمح بها الشعب أو الثوار. همسات: · شَكَر الكثيرون للسيد الرئيس حرصه على لم الشمل ومنح الفرصة لمن يريد أن يتغير ويعمل مع النظام الثوري، فلم يتعجل تغيير الحكومة والمحافظين، واجتمع بهم وطلب منهم إثبات الذات بالبدء في تنفيذ برنامجه، ولكن من الواضح أن هناك من يتعمدون تضييع الوقت دون تحقيق إنجاز.. فقد فوجئت بتدهور الحال في محافظة الشرقية، التي (قتلها) محافظها خلال الفترة الانتقالية، فتزايدت القذارة والحفر والأتربة والأزمات المرورية بعد اجتماع الرئيس مع المحافظين!، مع أن هذه المحافظة واعدة ويسهل إصلاحها لأن أهلها الكرماء تعودوا على حل مشكلاتهم بجهودهم الذاتية، وينقصهم فقط وجود قائد منهم لقيادة التنمية. · قرار الرئيس بعودة برلمان الثورة قرار حكيم يدعم استمرار الثورة.. مطلوب نقطة بداية ننطلق منها لاستكمال المؤسسات وتنفيذ أهداف الثورة، أما السعي لتضييع الوقت في جدل (البيضة والدجاجة) فلن يفيد إلا فلول المخلوع. والمفروض أن الثورة أسقطت النظام ودستوره، وعدم الدستورية جدل غير مفيد وينبغي وقفه لحين إصدار الدستور الجديد. · لم يكن المخلوع ليعين أحدا في منصب مهم يخشاه مستقبلا (خصوصا المناصب التي تتمتع بالاستقلال) إلا إذا كان ضامنا ألا ينقلب عليه في وقت من الأوقات.. وخير ضمان أن يمسك عليه (ذِلة) تظل سيفا معلقا على رقبته ليظل تابعا غير مستقلٍ واقعيا. وكان أكبر خطأ للثوار هو الانصراف من الميدان قبل تطهير البلاد من كل من عينهم المخلوع وصاروا حربا على الثورة وعلى الوطن.. لا بديل عن استكمال الثورة. · الذين يعترضون على فكرة تطوع شباب الإخوان لمعاونة الرئيس في إنقاذ البلاد وتنفيذ برنامجه لا يريدون الخير لمصر إن جاء على يد الإسلاميين!.. هؤلاء مرضى لا تهمهم إلا مصالحهم وإن خربت مصر. ولكن مطلوب من السيد الرئيس أن يوجه الدعوة لكافة الأحزاب للمشاركة في اللجان الشعبية التطوعية. [email protected] الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة