طالبت حركة التيار الصدري اليوم الاثنين من وزرائها الستة الانسحاب من الحكومة العراقية – الموالية للاحتلال- في إطار الضغط على حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي لوضع جدول زمني لسحب قوات الاحتلال الأمريكي من العراق. وقال نصار الربيعي رئيس الكتلة الصدرية في مجلس النواب العراقي – بحسب رويترز - إن الكتلة رأت من الضروري إصدار أمر لوزرائها في الحكومة بالانسحاب فورا. وأشار النائب صالح العقيلي إلى أن التيار الذي يقوده مقتدى الصدر سينسحب فقط من الحكومة -التي يمثل فيه بست حقائب- لا من البرلمان حيث يحتفظ ب30 مقعدا فيه. وكان مقتدى الصدر قد هدد قبل أيام بالانسحاب من العملية السياسية بعد تصريحات لرئيس الوزراء نوري المالكي حول عدم وضع جدول زمني لانسحاب القوات المتعددة الجنسيات من العراق. كما استجاب عشرات الآلاف من العراقيين لدعوته بالاحتشاد في مدينة النجف المقدسة الأسبوع الماضي احتجاجا على وجود نحو 140 ألف جندي أمريكي في العراق. وتأتي هذه الخطوة كذلك بعد مرور أقل من ثلاثة أشهر على إنهاء التيار الصدري في يناير الماضي لشهرين من مقاطعة البرلمان بعد انسحابه من المجلس احتجاجا على قضية وضع جدول زمني للانسحاب الأمريكي واحتجاجا على اجتماع رئيس الوزراء العراقي مع الرئيس الأمريكي جورج بوش لكنه عاد إلى البرلمان بعد التوصل لاتفاق. ويتوقع أن تزيد مثل هذه الخطوة حالة التوتر داخل الحكومة العراقية المنقسمة على نفسها غير أن المحللين يرون أنه من غير المحتمل أن تؤدي إلى إسقاطها. كما تبدو هذه الخطوة تجسيدا لحالة التذمر التي بدأت تسري في مكونات الحكومة الراقية التي لم تبدي أية اهتمام للمطالب الشعبية الراقية بضرورة انسحاب قوات الاحتلال من العراق. من جانبه قال المالكي انه لا حاجة لوضع جدول زمني لانسحاب قوات الاحتلال لأن حكومته تعمل على بناء قوات أمنية عراقية بأسرع وقت ممكن حتى تتمكن القوات الأجنبية من الانسحاب. وهو ما أكده الرئيس الأمريكي جورج بوش الأسبوع الماضي حيث أرب عن اعتقاده بأن وضع جدول زمني لسحب القوات سيضر بالحملة الأمنية التي تشنها القوات العراقية والأمريكية في بغداد والتي زعم أنها بدأت تؤتي ثمارها. من ناحية أخرى وعلى الصعيد الأمني تواصلت خسائر الاحتلال الأمريكي والبريطاني في العراق حيث أعلن جيش الاحتلال الأمريكي عن مقتل 3 من جنوده خلال يومَيْن بهجمات متفرقة في العراق ليرتفع بذلك عدد الذين هلكوا من جنود الاحتلال الأمريكي في أبريل الحالي إلى 34 جنديًّا بحسب التصريحات الأمريكية. وقال بيان عسكري للاحتلال الأمريكي إن جنديًّا قُتِل الأحد بنيران أسلحة خفيفة في بغداد أثناء تعرُّض دورية أمريكية لهجوم قرب أحد المساجد في حين أشار بيان أمريكي آخر إلى إن جنديين من مشاة البحريَّة (المارينز) قُتِلا يوم السبت الفائت أحدهما بانفجار عبوة ناسفة في جنوب بغداد، والآخر في عمليات عسكرية في محافظة الأنبار. كما أعلن جيش الاحتلال البريطاني عن مصرع اثنين من أفراده وإصابة ثالث بجروح خطيرة في تحطُّم مروحيَّتَين عسكريَّتَين بريطانيَّتَين في منطقة التاجي شمال بغداد في حادث وصف بأنه عرضي, وإن كانت المروحيات العسكرية كثيرا ما تعرضت لهجمات المسلحين في هذه المنطقة. وقال ديس براون وزير الحرب البريطاني في بيان صدر في لندن يؤسفنا إعلان مقتل جنديين وإصابة آخر بجروح بالغة. جميعهم بريطانيون. وعادة ما يكون لطائرات الهليكوبتر طراز بوما طاقم من ثلاثة أفراد ويمكنها نقل زهاء 16 جنديا. كما شهدت العراق في غضون الساعات الأربع والعشرين الماضية موجةً من التفجيرات أدَّت إلى سقوط أكثر من 50 قتيلاً وعشراتٍ آخرين من الجرحى وفي أكثر الهجمات عنفًا قُتل 18 شخصًا بينهم 3 أطفال وأصيب نحو 40 آخرين بجراح في انفجار سيارتَيْن مفخَّختَيْن بفارق زمني ضئيل وسط سوق شعبي بجنوب غرب بغداد كما قُتِل 11 شخصًا وأُصيب 18 آخرون بانفجار سيارة مفخَّخة في حي الكرادة وسط العاصمة العراقية، وقُتل 8 أشخاص بانفجار عبوتَيْن ناسفتَيْن استهدفتا مركزًا تجاريًّا بالحي نفسه. ولقي 6 أشخاص مصرعهم جرَّاء تفجير داخل حافلة ركاب صغيرة في منطقة العطيفيَّة القريبة من الكرادة بينما كانت في طريقها إلى منطقة الكاظمية. هذا وقد سقط قتلى آخرون بينهم عناصر من الشرطة في هجمات فدائية وعملياتٍ مسلَّحة في مدن الموصل وبيجي وتكريت. على جانب آخر حذرت منظمة العفو الدولية اليوم من أن منطقة الشرق الأوسط مقبلة على أزمة إنسانية جديدة ما لم تتخذ القوى الغربية إجراءات عاجلة لمساعدة أربعة ملايين عراقي تشردوا بسبب الحرب. ودعت المنظمة الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي وجهات أخرى لمساعدة حكومتي الأردن وسوريا اللتين تكافحان لإيواء نحو مليوني لأجيء عراقي فروا من بلادهم. وتشرد نحو 1.9 مليون لأجيء آخر داخل العراق كثير منهم خلال العام الماضي الذي شابته تفجيرات وأعمال عنف . وجاءت الدعوة قبل يومين من مؤتمر دولي دعت مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين لعقده من أجل التعامل مع الاحتياجات الكثيرة للمنطقة. وسيبدأ المؤتمر في جنيف يوم الثلاثاء وسيستمر يومين. وقالت منظمة العفو في بيان إن الشرق الأوسط مقبل على أزمة إنسانية جديدة ما لم يتخذ الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة وغيرها من الدول إجراءات عاجلة وملموسة. وذكر مالكوم سمارت مدير برنامج المنظمة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أن سوريا والأردن تحملتا النصيب الأكبر من اللاجئين حتى الآن لكن ينبغي أن يكون هناك حد. وقال إنه من الضروري أن تتدخل حكومات أخرى الآن...لتقديم مساعدات مباشرة لضمان حصول اللاجئين على المسكن والطعام الملائمين وحصولهم على الرعاية الصحية والتعليم في سوريا والأردن وغيرها من الدول (المضيفة). ووفقا لمفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين يفر ما بين 40 ألفا و50 ألف عراقي من منازلهم شهريا في حملة نزوح جماعي مرتبطة بالعنف المتواصل وسوء الخدمات الأساسية وعدم توفر وظائف وغموض المستقبل. وقال المتحدث باسم المفوضية رون ريدموند نأمل أن نسمع التزامات في جميع هذه الجوانب هذا الأسبوع لان المجتمع الدولي يحتاج للتركيز بشكل جماعي على الاحتياجات الإنسانية المختلفة. ودعت منظمة العفو الولاياتالمتحدة ودول الاتحاد الأوروبي لوضع برامج توطين سخية لإيواء أكثر اللاجئين العراقيين ضعفا الذين كثيرا ما يكونون في حاجة لرعاية طبية مكلفة. وأضافت أنمثل هذه البرامج لإعادة التوطين ينبغي ألا تقتصر على أعداد ضئيلة ولابد أن تشكل جزءا كبيرا من الحل للازمة الراهنة. ووفقا لمفوضية الأممالمتحدة قبلت ما تسمى بدول العالم الثالث العام الماضي عدة ألاف من اللاجئين العراق. وتأمل المفوضية أن تكون هناك أماكن لاستيعاب 20 ألف لاجئ هذا العام.