أكد وزير الحرب الأمريكي روبرت جيتس أن ضغوط الأغلبية الديمقراطية في الكونجرس من أجل وضع جدول لانسحاب قوات الاحتلال الأمريكي من العراق تعطي إشارة إلى العراقيين بأن الصبر الأمريكي محدود. وجدد جيتس – عقب لقائه أمس بالملك عبد الله الثاني في عمان - معارضته لوضع أي جدول زمني للانسحاب من العراق ووصف مثل هذه الخطوة ب"الخطأ الشنيع". واعتبر جيتس أن الجدل نفسه والشعور القوي في الكونجرس حول جدول الانسحاب لهما أثر إيجابي على الأرجح وأوضح أن ذلك يعطي فكرة للعراقيين بأن الوجود الأمريكي "ليس تعهدا بلا نهاية – على حد قوله . وحول الآثار المترتبة على انسحاب الكتلة الصدرية من الحكومة قال جيتس إن أثر الخطة سيعتمد على معايير اختيار الوزراء البدلاء وما إن كانت الفرصة ستستثمر لدفع عملية المصالحة على الأرجح إلى الأمام وهو ما يعد محاولة من قبل واشنطن لإبداء دعمها الكامل لحكومة نوري المالكي بغض النظر عن الخلافات التي بداخلها. وقال جيتس إن هناك فرصة لتحويل ما اعتبره أنه تطور سلبي في اتجاه إيجابي منوها إلى أن الوزراء الصدريين الستة مازالوا في إطار العملية السياسية من خلال عضويتهم في مجلس النواب وهو الأمر الذي تحرص عليه واشنطن خشية انخراط التيار الصدر في عمليات المقامة ضد الاحتلال. وفي بغداد أعلن المالكي بعد اجتماع لحكومته أنه سيعلن قريبا أسماء وزراء مستقلين وتكنوقراط ليحلوا محل الوزراء المستقيلين. وتعهد المالكي في أول تصريحات علنية له منذ انسحاب الوزراء بإعلان أسماء الوزراء الجدد في المستقبل القريب منوها بأنهم سيكونون مؤمنين بما وصفه ب"العراق الجديد". وفي سياق آخر أعلن المالكي تشكيل لجنة مختصة للنظر في شؤون المعتقلين والمحتجزين لدى السلطات العراقية والقوات المتعددة الجنسيات للمباشرة بالإفراج عمن لم تثبت إدانتهم. في هذه الأثناء دعا رئيس جبهة الحوار الوطني العراقي صالح المطلك فصائل "المقاومة العراقية" إلى الاتفاق على رؤية مشتركة لمستقبل العراق. وقال لقد آن الأوان للمقاومة الوطنية أن توحد موقفها التفاوضي مع الاحتلال وتصوغ مشروعا سياسيا للمستقبل. وتمنى المطلك على المقاومة وضع مشروع سياسي لسد الفراغ في حالة انسحاب مفاجئ للولايات المتحدة من العراق. وتقول مصادر عراقية مقربة من الجماعات المسلحة أن مباحثات أولية حول برنامج سياسي موسع للمقاومة قد بدأت.