حذرت مؤسسة بحثية أمريكية متخصصة، في تقرير صدر عنها الجمعة، جيش الاحتلال الأمريكي من المخاطرة باستفزاز ميليشيا جيش المهدي التابعة لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر. وأكد تقرير للمجموعة الدولية لمعالجة الأزمات الجمعة أن قوات جيش المهدي الموالية لمقتدى الصدر "منيعة" في معاقلها العراقية وأن الجيش الأمريكي سيخاطر بأن يشعل من جديد العنف الذي كاد يؤدي إلى حرب أهلية إذا استفز الميليشيا. وقالت المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات إنه "من الوهم" تخيل هزيمة ميليشيا جيش المهدي التي وصفتها واشنطن من قبل باعتبارها أكبر تهديد منفرد للسلام في العراق نظراً لكونها محصنة بشدة في معاقلها في بغداد وجنوب العراق. وقاد الصدر انتفاضتين ضد القوات الأمريكية في عام 2004. واعتقل جنود أمريكيون في ساعة متأخرة الخميس شخصية كبيرة وثلاثة آخرين من وحدة "مارقة" من جيش المهدي ذكر أن لهم صلة بهجمات ضد قوات أمريكية وعراقية في محافظة واسط بشرق العراق. كما اشتبك جنود أمريكيون وعراقيون مع مقاومين في معقل للصدر ببغداد الخميس. وقال تقرير المجموعة الدولية لمعالجة ألأزمات إن الضغط على جيش المهدي الذي يضم عشرات الآلاف من المقاتلين سيؤدي على الأرجح إلى مقاومة ضارية في بغداد وتصعيد الاقتتال بين الشيعة في الجنوب. ويزعم مسئولون أمريكيون إن هذا يرجع أساسا إلى نشر 30 ألف جندي أمريكي إضافي وتشكيل وحدات شرطة مجالس الصحوة المؤلفة أساسا من السنة العرب وإعلان الصدر وقف إطلاق النار لمدة ستة اشهر في أواخر أغسطس الماضي . لكن المجموعة الدولية قالت إن تراجع العنف يرجع أساسا إلى إعلان الصدر في 29 أغسطس الماضي وقفا لإطلاق النار لستة أشهر. وأمر الصدر الخميس أعضاء جيش المهدي بالإبقاء على وقف إطلاق النار الذي ينتهي سريانه في وقت لاحق هذا الشهر وسط علامات متزايدة على نفاد الصبر في صفوف الميليشيا. ويقول قادة عسكريون أمريكيون إنهم يعتقدون أن الصدر سيمدد الهدنة. ويلاحق الجيش الأمريكي من يصفهم بأنهم "عناصر مارقة" من جيش المهدي يقول إنها تتحدى أمر الصدر بوقف إطلاق النار. وقال جريمسلي "نرى أحياناً عودة بعض النشاط من قبل تلك الجماعات المارقة أو الخاصة وسنتصدى لهؤلاء مثلما نفعل مع أي عنصر آخر يهدد الاستقرار." وقال التقرير إن وقف إطلاق النار أعطى الصدر فرصة لتحويل كتلته إلى حركة سياسية مشروعة. ووصف التقرير كتلة الصدر بأنها "حركة جماهيرية راسخة بشدة من الشيعة الشبان والفقراء والساخطين." وأمر الصدر ستة وزراء من حركته بالانسحاب من الحكومة العراقية في أبريل الماضي عندما رفض رئيس الوزراء نوري المالكي وضع جدول زمني لانسحاب القوات الأمريكية من العراق. وقالت المجموعة الدولية لمعالجة ألازمات إن سياسة الجيش الأمريكي باستهداف مقاتلين صدريين وتأييد منافسيه الشيعة في المجلس الأعلى الإسلامي العراقي يمكن فهمها لكنها سياسة "قصيرة النظر". كما قال التقرير انه يتعين على الجيش الأمريكي أن يكف عن تجنيد وحدات شرطة أحياء شيعية لمحاربة جيش المهدي وأن يركز على بناء قوة أمن من كل الطوائف. وكثيرا ما يشكو الصدريون من أن القوات الأمريكية والعراقية تستهدفهم.