حذر الدكتور مصطفى البرغوثي، وزير الإعلام في حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية الجديدة، من مغبة أن يؤدي استمرار الكيان الصهيوني في محاصرة الشعب الفلسطيني، المتواصل منذ أكثر من سنة، إلى انهيار السلطة الفلسطينية بالكامل. وكانت الحكومة الصهيونية قد أعلنت بعد أقل من ساعتين من إعلان الحكومة الجديدة، من قبل رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية، وقبل الدفع بها إلى المجلس التشريعي لنيل الثقة، رفضها الاعتراف والتعامل مع الحكومة الجديدة. وقال البرغوثي في تصريحات ل "قدس برس"، تعليقاً على موقف وزارة الخارجية الصهيوني التي قالت إنها لن تتعامل مع الحكومة الجديدة: "أولاً نحن لم نشكل حكومتنا من أجل (الكيان الصهيوني)، هذه حكومة للشعب الفلسطيني، وتريد أن تحقق سلاماً عادلاً وشاملاً، فإذا كانت سلطات الاحتلال تريد أن تواصل الحصار فعليها أن تتحمل المسؤولية". وعما إذا كان يقصد بذلك أنه يوجه تحذيراً للحكومة الصهيونية من مغبة عدم تعاطيها مع هذه الحكومة؛ قال وزير الإعلام الفلسطيني: "لا، أنا لا أحذر وإنما أقول إن استمرار الحصار على حكومة تمثل الشعب الفلسطيني فإن ذلك سيؤدي إلى انهيار السلطة الفلسطينية بالكامل، وعندها على الاحتلال أن يتحمل تبعات ذلك". وأكد البرغوثي أنهم لا يعيرون اهتماما للمعايير الصهيونية، وأن حكومة الوحدة الوطنية ستنكب على معالجة الملفات المستعجلة، وقال: "لن نسمح لسلطات الاحتلال بأن تحدد معايير الحكومة التي يريدها الشعب الفلسطيني، فهذه حكومة ديمقراطية تعبر عن نبض الشارع الفلسطيني، وسننشغل بالعمل على إعادة الأمن ومحاصرة كل مظاهر الانفلات الأمني، وسنعمل على رفع الحصار وتكريس استقلال القضاء وتحقيق العدالة وتكافؤ الفرص بين كل المواطنين". وأشار البرغوثي إلى أن حكومة الوحدة تتطلع إلى موقف عربي فاعل يدعم الشعب الفلسطيني في نضاله المشروع، وقال: "نأمل من قمة الرياض العربية، ليس فقط دعم حكومة الوحدة الوطنية ورفع الحصار، بل نأمل من الأشقاء العرب أن يمارسوا دورهم في مساندتنا من أجل تحقيق أهدافنا الوطنية حتى الوصول إلى الدولة الفلسطينية المستقلة. وهذا أمر ممكن في ضوء التغيير الإيجابي في موقف العديد من الدول الأوروبية التي وعدتنا أن تتعامل مع حكومة الوحدة الوطنية، بما يحقق أمن الشعب الفلسطيني".