تساءلت مجلة تايم الأميركية عن الجهة المسئولة عن التفجيرات التي تستهدف العاصمة السورية دمشق بين فترة وأخرى، في ظل التناقض بين الرواية الرسمية ورواية المعارضة. فالتلفزيون السوري الحكومي اندفع بكاميراته بسرعة كبيرة نحو التفجير الذي هز دمشق الجمعة في حي الميدان ليظهر مشاهد الدم والأشلاء، ويقول إن مفجرا انتحاريا مدفوعا من قبل القاعدة يقف وراء التفجير. وقال إن التفجير الذي استهدف حافلة لقوات أمنية أصاب "عشرات الضحايا من المدنيين وقوات أمنية". وأشارت وزارة الداخلية في بيان إلى أن الهجمات "تحمل بصمات القاعدة". أما المعارضة بكل أشكالها فاتخذت موقفا موحدا وتفسيرا مغايرا للرواية الرسمية، وقالت إن النظام السوري هو الذي نظمها "كمحاولة دموية ومثيرة للسخرية تهدف إلى التأثير على مراقبي البعثة العربية"، التي تحاول أن تقف على ما يجري من أحداث في البلاد. وتشير المعارضة إلى أن الهجمات جاءت لتأكيد الرواية الرسمية بأن النظام يواجه عصابات مسلحة إرهابية وليس محتجين سلميين يطالبون بالديمقراطية. وتستند المعارضة إلى لقطات على موقع يوتيويب من صور بثها التلفزيون السوري تؤيد زعمها بأن هذه الهجمات هي من تدبير النظام. ففي أحد التسجيلات المصورة التي بثها التلفزيون السوري تتحرك الكاميرا داخل حافلة صغيرة -من الواضح أنها هدف التفجير- غير أن الكراسي الرمادية ليست ملطخة بالدماء، بالإضافة إلى مشاهد لأيد تبدو لرجال بزي رسمي يضعون دروعا للشرطة في الحافلة عبر النافذة الخلفية المكسورة. ويظهر تسجيل آخر يدا تحمل ميكروفون مراسل وتضع ثلاثة أكياس بلاستيك مليئة بالخضراوات قرب بركة صغيرة من الدم، وهو ما أربك المذيع الذي يعلق على المشهد. ورغم أن ثمة تقارير عن تفجيرات أخرى استهدفت جنودا موالين للنظام في مناطق حماة، فإن التلفزيون السوري لم يركز عليها، حسب تايم. وتلفت المجلة إلى أن القائد العسكري للجيش السوري الحر المنشق عن الجيش السوري رياض الأسعد الموجود في تركيا، سارع إلى نفي أي مسؤولية عن التفجير، ولكنها تشير إلى أنه كان قد تعهد قبل أيام برفع وتيرة الهجمات ضد القوات الأمنية التابعة للنظام. وقال في الثالث من هذا الشهر إن جماعته ستتخذ خلال أيام قرارا يفاجئ النظام ويفاجئ العالم برمته". غير أن المجلة ترجح أن المنشقين في سوريا يتخذون قراراتهم بأنفسهم، وأحيانا يبلغون قيادة الجيش السوري الحر من منطلق الاحترام والإعلان عن العمليات.