يعتزم رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الإعلان اليوم عن خطة لسحب آلاف جنود الاحتلال البريطاني المتمركزين في العراق خلال الأسابيع المقبلة. ويعلن بلير – بحسب صحيفة ذي صن البريطانية - عن سحب أول كتيبة مؤلفة من 1500 من العراق إلى بريطانيا خلال أسابيع على أن تلحق بها كتيبة أخرى مماثلة قبل عيد الميلاد المقبل (25 ديسمبر2007). ونقلت صحيفة ذي غارديان عن مسئولين فضلوا عدم الكشف عن هويتهم قولهم إن لندن ستسحب جميع قواتها من العراق مع نهاية عام 2008 حيث لن يبقى هناك سوى بعض المدربين العسكريين. وتنشر بريطانيا 7100 جندي في العراق ما يجعلها ثاني أكبر قوة عسكرية في البلاد بعد الولاياتالمتحدة. وينتشر القسم الأكبر من الجنود البريطانيين حول مدينة البصرة جنوبي العراق. وفي واشنطن قال المتحدث باسم البيت الأبيض غوردون جوندرو إن رئيس الوزراء البريطاني أبلغ الرئيس الأميركي جورج بوش بنيته البدء بسحب الجنود البريطانيين من العراق. وأوضح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي أن بوش وبلير بحثا الأمر هاتفيا هذا الصباح. زاعما أننا نعتبر هذا الأمر نجاحا وإشارة تقدم على الأرض, نأمل أن تعود قواتنا في أقرب وقت". وكان بوش قد قرر زيادة عدد القوات الامريكية العاملة في العراق بنحو 21500 جندي، وهو القرار الذي اعلن قادة في الحزب الديمقراطي معارضتهم له.
وقال السيناتور الديمقراطي جون كيري انه ينبغي على الادارة الامريكية ان تأخذ في اعتبارها السياسة الجديدة لبلير.
واضاف كيري ان الاعلان عن خطط سحب القوات البريطانية في العراق سيجعل من الصعب فهم "سبب رغبة بوش في ارسال مزيد من القوات وسط حرب اهلية".
يذكر ان وزير الدفاع البريطاني ديس براون كان قد صرح في نوفمبر الماضي ان عدد الجنود البريطانيين في العراق سيكون أقل بعدة آلاف مما هو عليه مع نهاية 2007.
وقد طالب حزب الديموقراطيين الاحرار بسحب كل القوات البريطانية من العراق مع حلول اكتوبر.
لكن بلير رد بالقول ان "تحديد برنامج غير مدروس للانسحاب من العراق، مثل القول اننا سننسحب في اكتوبر، سيكون في غير صالحنا لانه سيرسل رسالة كارثية لمن نحاربهم في العراق".
اما ويليام هيج المسؤول عن الشؤون الخارجية في حزب المحافظين فقال في مقابلة مع بي بي سي انه يؤيد سحب القوات البريطانية من العراق، ولكن هناك اسئلة مثارة في حاجة للاجابة عليها.
واضاف هيج ان البريطانيين يريدون معرفة ما اذا كانت القوات العراقية قادرة على تولي مسؤولية الامن في البصرة، وما اذا كانت القوات البريطانية التي سيتم تخفيض اعدادها، قادرة على حماية نفسها اذا تعرضت للحصار. وفي الوقت ذاته اعلن رئيس الوزراء الدنماركي اندرس فو راسموسن ان بلاده سوف تسحب جميع قواتها من العراق بحلول اغسطس المقبل.
ولدى الدنمارك نحو 470 جنديا في العراق يخدمون تحت القيادة البريطانية، وقتل في العراق خمسة جنود دنماركيين.
ويأتي هذا التطور بعد ايام من اعلان بلير ان عملية نقل مسؤولية الامن في البصرة للعراقيين، والتي اطلق عليها اسم عملية "السندباد"، قد "اكتملت"، وانها "ناجحة".