ركزت الصحف البريطانية في أعدادها الصادرة اليوم الخميس على إعلان رئيس الوزراء البريطاني تونب بلير بسحب قوات الاحتلال البريطاني من العراق حيث اعتبرت الصحف البريطانية أن هذا القرار يعد اعترافا بالهيمة. وحفلت الصحف البريطانية بالتعليقات على قرار بلير فاعتبرته إحداها اعترافا بالهزيمة وعزته أخرى إلى إملاءات استطلاعات الرأي وليس الظروف على الأرض, بينما أيدته ثالثة بدعوى أن القوات البريطانية أصبحت جزءا من المشكلة لا الحل, وتناولت رابعة ردات الفعل على القرار. "تقهقر غير مشرف لكنه ضروري" هذا هو العنوان الذي اختارت صحيفة غارديان لافتتاحيتها المخصصة لإعلان رئيس الوزراء البريطاني توني بلير السحب التدريجي للقوات البريطانية من العراق. وقالت الصحيفة إن بلير وقف أمس أمام مجلس العموم البريطاني ليعترف بالهزيمة, ويعلن أن البريطانيين بدؤوا طي خيامهم تمهيدا للخروج من العراق دون أن يحققوا مهمتهم التي احتلوا من أجلها العراق عام 2003, فهم الآن أبعد ما يكون عن إقامة ديمقراطية آمنة في هذا البلد. وأضافت أن بريطانيا تخطط لتقليص أعداد قواتها دون أن يكون هناك أي ضمان بأن الهيئات السياسية الضعيفة التي وضعت هناك, وقوات الأمن التي دربها البريطانيون ستكون قادرة على التعامل بشكل مرضي مع الضغوط الهائلة التي ستتعرض لها. "إنه اعتراف بالهزيمة", بهذه العبارة بدأ باتريك كاكبيرن تعليقا له بصحيفة ذي إندبندنت حول قرار بلير, فقال إن العراق تحول إلى إحدى ساحات القتال الأكثر دموية في العالم, حيث لم يعد أحد يحس بالأمان. لكن بلير أغمض عينيه عن هذه الحقيقة وأعلن أمس أن بريطانيا يمكنها الآن تقليص قواتها في العراق لأن جهاز الحكومة العراقية يزداد قوة. والحقيقة -يقول كاكبيرن- هي أن الحرب الأهلية تسوء يوما بعد آخر والمؤن الغذائية ناقصة في بعض أجزاء العراق وربع سكانه سيموتون جوعا لو لم تقدم لهم الحكومة مؤنا خاصة, وكثيرا من العراقيين يعانون بسبب شرب الماء الملوث في نهري دجلة والفرات. وانتقد كون بلير لم يعبر في أي جزء من خطابه المذكور عن أي أسف على تحويله العراق إلى مزبلة هجرها حتى الآن مليونا شخص وهجر بداخلها 1.5 مليون شخص.