أفتت لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، بأن العقيد الليبي المخلوع معمر القذافي لن يكون شهيدًا إذا قُتل في ليبيا، معتبرةً الرئيس السوري بشار الأسد واليمني علي عبد الله صالح من القتلة والمفسدين في الأرض. وأكدت أمانة الفتوى أن تصريحات الرئيس الليبي المخلوع بأنه سيموت شهيدًا في ليبيا، ليس لها علاقة بالإسلام. وأرجعت ذلك إلى أن حكمه "ديكتاتوري يقوم على الاستبداد"، كما أنه "سفك الدماء وقتل الأبرياء ونهب خيرات بلاده". ورفض علماء أزهريون ما جاء على لسان القذافي، معتبرين أن الشهيد "هو من يُقتل في سبيل الله من أجل الدفاع عن دينه ورد العدوان عن وطنه وعن الإسلام والمسلمين"، مؤكدين أن ذلك "لا ينطبق على القذافي الذي يستبيح دم شعبه المسالم الذي قاد الثورة الليبية". وقال أمين لجنة الفتوى بالأزهر سعيد عامر، إن "الحاكم يجب أن يكون قدوة لمن تحت رئاسته، خاصةً في تنفيذ الدستور والالتزام بأحكامه"، موضحًا أن "الحاكم ليس فوق الدستور ولا القانون". وأضاف: "كثير من حكام اليوم يُفسدون في الأرض. والشعوب تصرخ من الظلم. وكان الأحرى بهم التسليم بالأمر الواقع، وأن يعلنوا أنهم غير قادرين على الحكم، ليختار الشعب من يحكمه". وأشار عامر إلى أن القذافي والأسد وصالح لا يريدون أن يستمعوا لأحد، ولا يعبؤون لحصد آلاف القتلى وجريان أنهار الدم، ودمار الأوطان؛ لأن شياطين الإنس والجن تزين لهم كل الطرق التي تضر بمصالح العباد والبلاد، مضيفًا: "فهل بعد ذلك وغيره يقول: لن ارحل وسأموت شهيدًا؟!".